رسالة إلى صديقي مناضل «الفيس بوك»

السبت، 08 يوليو 2017 07:09 م
رسالة إلى صديقي مناضل «الفيس بوك»
أمل غريب

أن تكون معارضاً لبعض القرارات الاقتصادية، أمر جائز، أن تكون ساخطاً على بعض الأمور السياسية، أمر وارد، أن تختلف مع النظام الحاكم، أمر محتمل، أن تكون ناقماً على قرارات البرلمان، هذا من حقك، لكن أن تكون شامتا في استشهاد أبناء وطنك، من جنود وضباط وقفوا ليل نهار في حراسة وحماية أرضك ووطنك من الأعداء، فهذا هو العار بعينه، لكنه ليس جديداً على من اعتادوا على خيانة وطنهم، الذين ولدوا وتربوا وترعرعوا على أرضه.

يحضرني هنا سؤال، هل الخيانة جينات وراثية؟ أم هي أمر يكتسبه الخائن بالتعود؟

كان خبر استشهاد جنودنا في الهجوم الإرهابي على وحدة كمين البرث، في شمال سيناء، أمراً مفجعاً، فطر قلوب الأمهات والآباء، قالوا ما ذنب هؤلاء الأبطال وأي ذنب اقترفوه وهم واقفين لحماية أرضي وأرضك، وطني ووطنك؟ كيف استمرأت النضال على الفيس بوك وأنت لم ولن تجرؤ على حمل السلاح والوقوف بجانبه على نفس الأرض؟ كيف تتشدق ليل نهار بالدفاع عن الأرض وأنت نائم على سريرك؟

صديقي مناضل الفيس بوك، إن كنت تعيش معنا هنا على نفس الأرض، أو كنت حتى هاربا في تركيا أو قطر، هل قال أحدهم لك إن المصريين خرجوا بالملايين بعد هزيمة يونيو 67، ورفضوا تنحي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والتفوا حوله وحول الوطن وقرروا بناء الوطن مرة أخرى؟ هل أخبرك أحدهم أن الشعب المصري بعد هزيمة يونيو 67 استطاع أن يساهم في بناء الجيش المصري، وبادر بتقديم التبرعات وأسموها «المجهود الحربي»؟ هل أخبرك أن سيدة الشرق أم كلثوم سافرت لتغني رائعة الأطلال على مسارح باريس، وخصصت دخل الحفل للمجهود الحربي؟ هل تعلم أن العندليب الأسمر كان يتبرع بإيرادات حفلاته عقب النكسة للمجهود الحربي؟ هل أخبرك أحد أن المصريين تحملوا الجوع من أجل إعادة بناء جيشهم؟ هل أخبرك أحد أن الجيش المصري مصنع الرجال؟

وفي الوقت الذي يعيد التاريخ فيه نفسه بأبشع صوره، تخوض مصر حربا ضروسا، فقد كتب على هذه الأرض أن تخوض حروبا ضد المستعمرين طارة، والمتأمرين تارة والطامعين تارة أخرى، لكنها هذه المرة لا تحارب جيشا نظاميا في ساحة معركة حربية، لكنها في حرب ضد عدو خفي، لا يقوى على المواجهة رجلا برجل ولا سلاحا بسلاح، عدو تعلم وتدرب على حرب العصابات، عدو جبان وخسيس، لا يحارب باسم الدين كما يدعي ولا يحمل في قلبه ذرة إيمان، عدو تحالف مع الشيطان من أجل حفنة من الأموال، عدو باع الأرض والعرض والأهل.

وأخيرا، صديقي مناضل الفيس بوك، ليس المطلوب منك أن تقف في صف الوطن، فأنت خائن له، وليس المطلوب منك أن تتوقف عن التحريض والشماته، وليس المطلوب منك أن تعيد حساباتك مرة أخرى فقد فات الأوان، لكن، هل تستطيع أن تقف أمام مرآة حجرتك وتنظر إلى نفسك وتسألها هل أنت مصري؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق