أوكرانيا إلى الواجهة مجددًا.. الانفصاليون يعلنون دولتهم ويثيرون غضب موسكو

الأربعاء، 19 يوليو 2017 11:45 ص
أوكرانيا إلى الواجهة مجددًا.. الانفصاليون يعلنون دولتهم ويثيرون غضب موسكو
المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف
محمد الشرقاوي

ارتفعت في الآونة الأخيرة حدة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، على خلفية إعلان قادة جمهورية «دونيتسك» المعلنة من طرف واحد شرق أوكرانيا، إضافة إلى ممثلي 19 مقاطعة أوكرانية، عن ولادة دولة جديدة تحت اسم مالوروسيا لتحل محل أوكرانيا.

الإعلان اعتبره الكرملين «مبادرة شخصية»، فأعلن على لسان المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن تصريحات رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، ألكسندر زاخارتشينكو، الذي تم إصدارها الثلاثاء، بشأن موضوع مالوروسيا تمثل مبادرة شخصية منه، وأن موسكو علمت بهذا الأمر صباح اليوم من تقارير وسائل الإعلام.

وشدد المتحدث باسم الرئيس الروسي، في الوقت ذاته، على التزام روسيا باتفاقات «مينسك» الخاصة بتسوية النزاع شرق أوكرانيا.

اتفاق مينسك

«مينسك» اتفاقية وقعها ممثلون عن روسيا، وجمهورية أوكرانيا، وجمهورية دونتسك الشعبية، وجمهورية لوغانسك الشعبية لإنهاء الحرب بمنطقة دونباس في أوكرانيا في 5 سبتمبر 2014.

لم ينه اتفاق منسك الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، لذا فقد اجتمع قادة اوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في قمة منسك في 11  فبراير 2015 واتخذوا سلسلة اجراءات تنهي الحرب في منطقة دونباس، وسمي الاتفاق «منسك 2».

الإعلان يخالف الاتفاق

من جانبه، قال ممثل روسيا لدى مجموعة الاتصال الدولية لتسوية الوضع في أوكرانيا، بوريس غريزلوف، في تصريحات صحفية أدلى بها الثلاثاء: إن هذه المبادرة لا تتوافق مع عملية مينسك، أعتبر هذا الأمر مجرد دعوة للمناقشة، لأن هذا الإعلان لا عواقب قانونية له؟

وأضاف غريزلوف موضحا: "هذه المبادرة مرتبطة، على الأرجح، بالحرب الإعلامية وليست جزءا من السياسة الواقعية، مشيرًا إلى أن الإعلان عن إقامة دولة مالوروسيا ربما يكون ردًا على التصريحات الاستفزازية، التي يدلي بها المسؤولون السياسيون رفيعو المستوى في كييف وتعتبر غالبا غير مقبولة على الإطلاق.

محل أوكرانيا

اعتبر قادة جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد شرق أوكرانيا، إضافة إلى ممثلي 19 مقاطعة أوكرانية، عن ولادة دولة جديدة تحت اسم مالوروسيا لتحل محل أوكرانيا.

ونصت الوثيقة الدستورية التي تم الإعلان عنها أمس في مدينة دونيتسك: نحن، ممثلي أقاليم أوكرانيا السابقة، نعلن تأسيس دولة جديدة، تكون وريثة قانونية لأوكرانيا. واتفقنا على أن تحمل الدولة الجديدة اسم مالوروسيا، لأن تسمية أوكرانيا فقدت مصداقيتها، وأن تكون دونيتسك عاصمة للدولة الجديدة.

«مالوروسيا» روسيا الصغرى هو اسم تاريخي أطلق في عهد الاتحاد السوفيتي على أجزاء من أراضيه تقع حاليا ضمن حدود أوكراني.

وأوضح رئيس جمهورية دونيتسك، ألكسندر زاخارتشينكو، في تصريحات صحفية، أن إعلان مالوروسيا يمثل مخرجًا سلميًا من الأزمة الأوكرانية الحالية، معتبرًا أن سلطات كييف فاقدة للشرعية وعاجزة عن وقف الحرب.

وقال: "وصل الوضع إلى طريق مسدود. نحن نقدم خطة لإعادة اندماج البلاد... نقترح على جميع مواطني أوكرانيا مخرجا من الحرب عبر إعادة تأسيس الدولة، وهو مخرج سلمي، لكنه يتطلب عدة شروط، أولها دعمه من قبل سكان أوكرانيا أنفسهم.. أجرينا مشاورات بهذا الشأن مع النخب السياسية ورجال الأعمال في الأقاليم، كما نأمل في تأييد المجتمع الدولي. هذا اقتراحنا الأول والأخير.

وأضاف زاخارتشينكو أنه يجب إعلان حالة الطوارئ في الدولة الفتية خلال مرحلة انتقالية تستغرق 3 سنوات تفاديًا لتفشي الفوضى.

واقترحت دونيتسك إجراء انتخابات ممثلين عن كافة الأقاليم لعضوية جمعية تأسيسية مهمتها صياغة دستور للدولة الجديدة قبل طرحه لاستفتاء شعبي عام.

وقالت دونيتسك إن الدستور الجديد سوف يقوم على مبادئ الدولة المستقلة ذات السيادة، ووحدة الأراضي مع الاعتراف بشرعية استفتاء تقرير مصير شبه جزيرة القرم، إضافة إلى الوضع الحيادي خارج أي تحالفات، والتنوع الاقتصادي وإعادة الاعتبار للتراث السوفييتي والحفاظ على نظام التنقل من دون تأشيرات مع الاتحاد الأوروبي إذا وافق الأخير على ذلك.

وكانت دونيتسك ولوغانسك قد أعلنتا استقلالهما عن أوكرانيا في ربيع 2014 بعد أن رفضتا نتائج الانقلاب في كييف في فبراير من ذلك العام، الذي تسبب في اندلاع نزاع أهلي في شرق البلاد تدخلت فيه كييف بقوة عسكرية تحت ذريعة محاربة الإرهابيين والانفصاليين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق