الجيل الرابع .. ليست هواتف فحسب ! بل حروب أيضاً

الإثنين، 24 يوليو 2017 10:00 ص
الجيل الرابع .. ليست هواتف فحسب ! بل حروب أيضاً
Smart Power
كتب يحيي ياسين

اشتهرخلال الفترة الماضية مصطلح « الجيل الرابع »، ليعبر عن إصدار حديث من الهواتف المحمولة المميزة، بإمكانات تفوق نظيراتها في التطور والتميز، ولكن لم ينشر مصطلح حروب الجيل الرابع كنظيره في الهواتف، وما هى الحروب سوى التى تقوم لإفشال الدولة و زعزعة إستقرارها ثم فرض واقع جديد ؟

وماذا لو تحققت أهداف الحرب كاملة، دون جريح أو قتيل، وبأذرع تديرها من موطنك الأصلى، وذلك عن طريق إستهداف القطاعات المدنية للدولة، فبذلك يمكن وصف تلك الحروب بأنها حرب غير متمائلة و توقع الدولة بالأكراه على قبول مايريده العدو، وهدفها ليست لتحطيم مؤسسة عسكرية و لكن لإنهاكها و تآكلها التدريجى، لترضح نهاية لإرادة العدو.

ولا تقتصر تلك الحرب على استهداف العدو لإستنزاف الموارد فقط، بل تعمل على فرض واقع جديد على الأرض لخدمة مصالح العدو، ومن ثم تحقيق نفس أهداف الحروب التقليدية، مستخدمة مواطنى دولة العدو كذراع رئيسي في تفتيت مؤسسات الدولة عن طريق التمويل للمنظمات الإرهابية.

وتتسم هذه الحروب بأنها ليست نمطية كحروب الأجيال السابقة والذى يفيد تغير شكل الصراع ، وتعتمد على التقدم التكنولوجى، مستخدمةً القوة الذكية ( أسلحة ذهنية ) Smart Power»»، وذلك لتحويل الدولة المستهدفة من حالة الدولة الثابتة الى الحالة الهشة، وكما تتصف بعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الحرب و السياسة و العسكريين و المدنيين، وكذلك عدم وجود تسلسل هرمى (غير معلوم من هو الهيكل التنظيمى لها ولا توجد أى أدلة يمكن الإستنتاج من هو العدو ).

وتختلف الأساليب التى تستخدم في تلك الحروب، فمنها الإرهاب و التظاهرات بحجة السلمية ،ثم الأعتداء على المنشآت العامة و الخاصة، وكذلك التمويل الغير مباشر لإنشاء قاعدة إرهابية بحجج دينية و عرقية أو مطالب تاريخية، وبذلك يظهر التمرد للأقليات العرقية أو الدينية و ضرب طبقات المجتمع بعضها ببعض، مستخدمةً الحرب النفسية المتطورة و من خلال الأعلام و التلاعب النفسى و إستخدام محطات فضائية تكذب و تقوم بتزوير الصور و الحقائق ( تمويل المحطات أو الأعلاميين أو أصحاب المحطات و صفحات التواصل الإجتماعى ).

فهل تتعرض مصر «حفظها الله» لمثل هذه الحرب؟، يتضح الجواب جليا فيما تحفنا من جميع الأساليب والممارسات الرخيصة التى تمارسها تلك الجماعات الإرهابية الممولة من الخارجية، لزعزعة أمن واستقرار الوطن، ولكن هيهات أن ينجحوا في مخططاتهم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق