جريمة التوك توك تحت حماية الحكومة

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 01:00 م
جريمة التوك توك تحت حماية الحكومة
آمال فكار تكتب:

عندما أنزل الشارع بسيارتى أشعر أننى لست فى دوله بها حكومة، نعم، وبكل صوت عال وثقة، مع فترة تأمل طويلة لما يدور فى الشارع المصرى، أقول «صفر»، فوضى وشارع يدير نفسه، أغلب الشوارع المهمه لا تواجد شرطى بها.

ما يستفزنى جدا وأرفضه، لا أرى من يطبق القانون، سواء فى المرور أو رصيف للمارة! حاجه بالبركة والباعه الجائلون ومحتلو الطريق، «إنتى فين يا حكومة؟ نعم إنتى فين يا حكومة؟».. جريمة هذا اﻷسبوع شاهدتها بعينى، وقد كنت باﻷسكندرية، فما سأقوله جريمة تحدث يوميا لتواجد الصندوق المتحرك، أعتذر، أقصد «التوك توك» ولماذا يتلوى كالثعبان فى الشارع ويخرج لسانه لكل من يعترض على تحركه؟ أقصد سائقه الذى لا يحمل رخصة، لا هو ولا هذا التوكتوك.
 
 تحرك فاجر فى الشوارع، ﻷننى رأيت بعينى هذه الجريمة، وكانت ضحيتها فتاة شابة تسير فى شوارع العجمى الهادئة باﻷسكندرية، وكنت أنا وزوجى بالسيارة عائدين إلى البيت، ورأينا توك توك والله العظيم طفلين لا يتعدى سنهما الثانية عشر ، اقتربا من الفتاه واجتذبا شنطة يدها وكانا يسيران كالثعبان يتلوى هنا وهناك، وضحكاتهما عالية، وهى تصرخ، واختفى التوك توك بداخل الشوارع الجانبية، اقتربنا من الفتاة وحاولنا مساعدتها،  تجمع بعض المارة، وكانت الفتاه تبكى وتصرخ، وتقول: «بداخل الشنطة مجوهرات وكل أوراقى».
 
 أنا شاهدت قضايا اغتصاب وخطف وسرقات، وخصوصا فى منطقة الجيزة، والمناطق الهادئة، وطبعا هذا الشىء يسير بدون أى شخصية للسائق، وهذا الصندوق غريب علينا، ونعود للفتاة التى قالت: «أنا طالبة فى ثالثة حقوق، وأكبر  إخواتى، وأسرتنا أسرة عادية، وليس لدينا دخل غير دخل والدى، وهو مثلى اﻷعلى، وأعشقه كثيرا، فما حدث كان انتقام ربى، أنا سرقت هذه المجوهرات من سيدة محترمة تعمل فى السياحة، ولديها فتاة فى نفس سنى، زميلتى فى الكلية، وقد عرضت على منذ شهرين أن أعمل جليسة لطفل بجانب دراستى براتب 2000 جنيه، فرحت كثيرا وقبلت العرض دون أن أخبر أسرتى، ومنذ أسبوع عدت إلى البيت رأيت والدى مريضا يصرخ، ويحتاج إلى عملية زرع كلى، استطاعت عائلة والدى جمع بعض المال وأدخلوه المستشفى، ولكن علمت أنه يحتاج لعملية، الشيطان سهل لى طريق الانحراف، فللسيدة التى أعمل لديها زوج يعمل طبيبا بالكويت، وهى سافرت إلى دبى لحضور مؤتمر، أصبحت بفضول من تعيش فى حالة فقر كنت أعبث بدولابها، وجدت مبلغا كبيرا من المال فأخذت مبلغا يتعدى 30 ألفا، وكذبت على والدتى وقلت لها إن المبلغ من عمى، واليوم أخذت بعض المجوهرات وجنيهات ذهب، ووضعتها فى حقيبة يدى، والشيطان يشجعنى وأنا رضخت ﻷجل والدى المريض، لم أفكر فى مستقبلى ودراستى كل شىء تلاشى أمامى وبقيت صورة والدى وهو يتألم.. نعم أنا لصه وخطفت شنطتى بالمجوهرات، وأوراقى وكل شىء راح وأصبحت لصة».
 
 سألتها: «هتعملى إيه الآن بعد ما التوك توك اختفى؟ وقفت حائرة أنا وزوجى لو ذهبنا معها للقسم لا نعرف ما سنقول فالتوك توك وسائقه مجهولان، والطالبة أو المجنى عليها هى اﻷخرى سارقة ومتهمة، وهذه جريمة تدين التوك توك الذى تحميه الحكومة، لماذا هذه المركبة التى تسير فى شوارعنا دون رخصة أو أى شىء، والسؤال أين أنتِ يا وزارة الداخلية؟ فهذه المركبة خطر وتساعد على ارتكاب الجرائم والاختفاء فهذا ما رأيتك وعلى ما أقوله شهيد، ضاع مستقبل طالبة الحقوق التى أحبت والدها حتى أصبحت مجرمة، وهربا سائقا التوكتوك الصغيران، ومعهما المجوهرات.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق