استلام غواصة تايب 42 الألمانية.. عيدًا جديدًا للأسطول البحري المصري

الثلاثاء، 08 أغسطس 2017 02:39 م
استلام غواصة تايب 42 الألمانية.. عيدًا جديدًا للأسطول البحري المصري
غواصة تايب 42
محمود علي

يومًا تلو الآخر يشهد سلاح البحرية المصرية تطور وقوة ملحوظة، فلم يمر شهور قليلة من دخول سفينتي ميسترال الفرنسية إلى هذا السلاح لتدخل اليوم قوة أخرى تضاف إلى القوات المسلحة المصرية وخاصة لواء الغواصات الذي شهد اليوم تسلم الغواصة الألمانية الثانية تايب 42 من طراز 209.
 
medium_2017-08-08-8c186567b1
 

التعاون العسكري بين مصر والمانيا
 
وتشهد العلاقات الألمانية المصرية تطورًا واسعًا في المجال العسكري في السنوات الماضية، وعلى الرغم من أن هذا التعاون ليس بالجديد، لكنه يتعزز بوضوح خلال السنوات الماضية الأخيرة، حيث تعاقدت مصر مع شركة «تيسين جروب» الألمانية على شراء 4 غواصات من طراز 209، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة tkms الألمانية بمدينة كيل بولاية "شلزفينج هولشتين" بألمانيا الاتحادية، واستغرق بناء أول غواصة (57)شهر، وقد استلم قائد القوات البحرية المصرية السابق الفريق أسامة منير إحدى الغواصة الأولي  في حفل تدشين حضره راينار برينكمان، نائب قائد القوات البحرية الألمانية، ومسؤولو الشركة المصنعة، ورفع العلم المصري عليها بتاريخ 12/12/2016م، حتى وصلت الغواصة في 19 ابريل الماضي.
 
وتظهر تقارير وزارة الشؤون الاقتصادية والطاقة الألمانية أن شراء مصر للأسلحة الألمانية كان قائما منذ سنوات، ففي 2012 اشترت مصر من ألمانيا أجهزة اتصالات وقطع للعربات المدرعة بقيمة 10 ملايين و600 ألف يورو، كما اشترت مصر أكثر من 1500 قطعة مرتبطة بتوجيه الصواريخ، وفي 2014 يظهر تقرير صادر من نفسه الجهة أن مصر اشترت معدات خاصة بالغواصات تبلغ قيمتها 22 مليونا و700 ألف يورو.
 
-1502182292970030_L
 
 
الغواصة الثانية تدخل الأسطول البحري المصري 
 
ويأتي تسلم الغواصة الألمانية الثانية تايب 42 من طراز 209، ورفع العلم المصري عليها اليوم إعلانا لانضمامها للقوات البحرية، لتكون بذلك ضمن عدة صفقات كبرى تجعل البحرية المصرية في مصاف البحريات العالمية، وذلك في إطار المواكبة والتطوير والتحديث المستمر، والذي يرعاه الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع صدقي صبحي والفريق محمود حجازي رئيس الأركان.
 
وقال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، خلال كلمته اليوم الثلاثاء، إن إضافة الغواصة الثانية من طراز «تايب 42» الألمانية إلى الأسطول البحري المصري يأتي تنفيذا لأستراتيجية عسكرية مصرية تهدف لتطوير القدرة على مواجهة التحديات والإرهاب والمخاطر المحيطة بالمنطقة والتي تعصف بالدول المحيطة بمصر.
 
 
وهنأ «خالد»، الرئيس عبدالفتاح السيسين ووزير الدفاع والإنتاج الحربين الفريق أول صدقي صبحي، بمناسبة استلام مصر للغواصة الثانية.
 
وأشار إلى أن «الفترة السابقة أكدت أن مصر أحسنت الاختيار وكان اختيارنا مبنيا على العلاقات الثنائية بين البلدين والتي امتدت لمئات السنين، فأول مدرسة ألمانية خارج حدود ألمانيا بالقاهرة عام 1873 ثم توالى بعدها العديد من المدارس والمعاهد الألمانية وصولا إلى الجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2003».
 
وأضاف: «نحتفل اليوم باستلام الغواصة المصرية الثانية 209/42 بعد أن عايشنا خلال السنوات الماضية ومنذ بدء التعاقد على بناء غواصات 209 مراحل عديدة»، لافتا إلى أن مصر وألمانيا بذلا جهدا شاقا وعملا دؤوبا من أجل نجاح هذا المشروع الضخم.

تاريخ البحرية المصرية 
 
تاريخ البحرية المصرية ملئ بالذكريات والنجاحات الكثيرة، حيث سطر الأسطول البحري الكثير من الانتصارات منذ نشأته في 30 يونيو 1946 تحت اسم "السلاح البحري" ، حيث عين أمير البحار محمود حمزة باشا قائدًا له وألحق بوزارة الدفاع الوطني.
 
اللبنة الأولي لبناء هذا السلاح كانت وحدات مصلحة خفر السواحل ، الذي ضم إليه معظم الضباط والجنود البحريين العاملين بالمصلحة، لكن لواء الغواصات المصري له قصة قبل تأسيسه عام 1957،  ففي عام ١٩٥٥ تقرر تكوين أول نواة لسلاح الغواصات بالقوات البحرية المصرية وتقرر تشكيل بعثة من ٣٤ ضابطًا و٢٩ مساعدًا وسبع ضباط صف إلى روسيا، فصدر الأمر الخصوصي رقم ٢ بأمر رئيس أركان القوات البحرية بإنشاء لواء الغواصات مارس ١٩٥٧، وتقرر تدعيم لواء الغواصات بغواصات سوفييتية طراز ٦٣٣ بدءا من عام ١٩٦٦. 
 
09ef5c6df7e9e04b3cce8d3f82acc578_920_420
 
 
سلاح الغواصات سجل الكثير من الانتصارات والبطولات في حربي الاستنزاف وأكتوبر ١٩٧٣، فنفذ دورًا حيويًا في أثناء الاستنزاف في حماية القواعد البحرية وتحديد مواقع رادارات العدو، واستطلاع أنشطة العدو وأسلوب تكوين تشكيلاته البحرية، ففي 21 أكتوبر 1967، قامت لنشات الصواريخ التابعة للقوات المصرية بتدمير أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية في هذا الوقت، وهي المدمرة إيلات التي اخترقت المياه الإقليمية لإظهار فرض السيطرة الإسرائيلية على مسرح العمليات.
 
تدمير ايلات
 
 
وصدرت الأوامر إلى لنشات الصواريخ المصرية باعتراض المدمرة إيلات وقصفها حال دخولها المياه الإقليمية، وتمكن لنشين من إصابة المدمرة وتدميرها وإغراقها باستخدام الصواريخ "سطح - سطح" لأول مرة في تاريخ الحروب البحرية في العالم، ولهذا الحدث التاريخي فقد تم اختيار 21 أكتوبر ليكون عيدا للقوات البحرية المصرية لسببين رئيسيين: الأول لأنها نُفذت بعد نحو 3 أشهر من حرب 67 التي كانت من أعنف الأزمات التي مرت على مصر بل العالم العربي خلال تاريخه الحديث، والثاني هي عملية إغراق المدمرة إيلات التي تعد من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة خلال النصف الأخير من القرن العشرين.
 
وفي حرب أكتوبر قامت الغواصات المصرية بمهام عدة ساعدت على نصر أكتوبر وذلك من خلال بث الألغام والتعرض لخطوط مواصلات العدو البحرية ووحداته في مناطق عدة ومواجهة سواحله، وأدي ذلك إلى انخفاض معدل مرور السفن التجارية الإسرائيلية من وإلى البحر، وقام السلاح بدور رئيسي في الحرب من خلال حصار باب المندب وقطع مواصلات العدو، حيث حجز سلاح الغواصات ١١ سفينة بميناء إيلات، بينما اضطرت ١٢ سفينة أخرى إلى الدوران حول رأس الرجاء الصالح، وحصلت وحدات لواء الغواصات على وسام الجمهورية العسكري من الطبقة الأولى للغواصة ٢٤ عن دورها البطولي في حرب الاستنزاف، وحصلت كل وحدات اللواء على نفس الوسام لمجموعة غواصات في البحر الأحمر عن دورها البطولي خلال حرب أكتوبر ١٩٧٣.
 
وخلال عامي ١٩٨٢- ١٩٨٤، انضم إلى لواء الغواصات أربع غواصات صينية الصنع طراز ٣٣، واليوم إضافة للغواصة الألمانية ٤١ تمتلك البحرية المصرية ٨ غواصات من فئة روميو، ٤ منها من الاتحاد السوفييتي و٤ من الصين. وتخضع منها ٤ للتجديد في حوض بناء سفن مصري بموجب عقد مع شركة أمريكية. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة