من أمن العقاب أساء الأدب

الأحد، 13 أغسطس 2017 03:11 م
من أمن العقاب أساء الأدب
شيرين سيف الدين تكتب :

في الوقت الذي إنعدمت فيه الضمائر والأخلاقيات ،  فلا حل سوى سطوة القانون وتنفيذه على الجميع بشكل فوري وحازم ، لأن أمن العقاب أساء الأدب ، وللأسف أصبحنا في مجتمع يعيش الجميع آمنا من العقاب ، وكل شخص يفعل ما يحلو له ، وأصبح كل خطأ مستباح طالما ليس هناك رادع .. فقبل كارثة القطار الأخيرة ببضع أيام إنتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعة من السائقين أثناء رحلة لأحد القطارات يدخنون سجائر الأغلب أنها لمخدر الحشيش ، وكانوا يتراقصون بشكل مخبول على أنغام موسيقى المهرجانات ، ويستنشقون دخان تلك السجائر حتى من الهواء بمنتهى الاستهتار واللا مبالاة وعدم الإكتراث بحياة الركاب ، ولا أدري كيف أن المسؤولين لم تصلهم هذه المشاهد ؟ وإن كانت قد وصلت فما هو الإجراء الذي اتخذوه تجاه تلك الواقعة ؟ إن عقاب هؤلاء المجرمين كان لابد وأن يكون فوريا وعلنيا كي يكونوا عبرة لغيرهم ،  لا أدري لماذا لا توجد منظومة مراقبة بالكاميرات في جميع المنشآت والأماكن الهامة ووسائل المواصلات العامة ؟ كي يعلم كل موظف وعامل انه مراقب ولن يفلت من العقاب إن أخطأ لأن خطأه موثق بالصوت والصورة ، إن الإنسان وإن إنعدم ضميره لن ينعدم خوفه من العقاب إذا تيقنت نفسه أنه لن ينجوا منه ، أيضا في الحادث الأخير هناك علامات إستفهام وبالتأكيد أنها منظورة في تحقيقات النيابة ، فكيف لقطار يحدث به عطل لمدة قرابة ال٤٥ دقيقة ولا يقوم السائق بالاتصال بأبراج المراقبة أو بناظر المحطة المتجه إليها أو التي تحرك منها؟ وإن كان قد فعل فلما لم يقم أحد بالتنبيه على القطار القادم وإتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب وقوع تلك الكارثة وإنقاذ أرواح البشر؟


أيا كانت الإجابة ، فمن وجهة نظري أن السبب الأساسي هو الأمن من العقاب ، والعلم انه حتى إن وقع عقاب فلن يوازي الجرم الذي وقع .

 

رحم الله الضحايا وذويهم ورحمنا جميعا ، فجميعنا معرضون لكل أنواع المخاطر طالما أننا نحيا في دولة اللا قانون .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق