العيد الماسى للجهاز المركزى للمحاسبات

السبت، 26 أغسطس 2017 04:41 م
العيد الماسى للجهاز المركزى للمحاسبات
عادل السنهورى يكتب:

75 عاما تمر هذه الأيام على إنشاء الجهاز المركزى للمحاسبات فى مصر عام 42، بهدف التحكم فى المالية العامة، وكان اسمه فى الأصل «ديوان المحاسبة»، وتغير اسمه إلى الجهاز المركزى عام 1964، بتحديد مهامه فى الإشراف على الرقابة المالية بعد الصرف على الجهات والإدارات الحكومية، وشركات القطاع العام، وقطاع الأعمال العام، وجميع الشركات، التى تساهم بها الدولة والجمعيات الأهلية والجمعيات التعاونية.
 
تولى رئاسته شخصيات معروفة منها من تولى رئاسة الوزراء بعد ذلك، مثل: السيد زكريا محيى الدين، ومحمد صدقى سليمان، والدكتور عاطف صدقى، وحسين الشافعى، نائب رئيس الجمهورية فيما بعد.
 
كان أول من تولى رئاسته أمين عثمان، وزير المالية المصرى فى حكومة الوفد، الذى تعرض للاغتيال من الجمعية السرية بعضوية الرئيس المصرى السابق أنور السادات، عندما كان ضابطا بالجيش إبان فترة حكم الملك فاروق.
 
وخلال ثلاثة أرباع قرن، مر الجهاز بمراحل مختلفة فى العهد الملكى، وسياسة السوق الحر، ثم بعد ثورة 23 يوليو، وتوجه مصر للاقتصاد الموجه، ثم الانفتاح الاقتصادى فى السبعينيات، وتفاوت الدور الذى قام به الجهاز فى الرقابة، وكشف ملفات الفساد، وضبط أداء الجهاز التنفيذى.
 
وواجه الجهاز تحديات خطيرة مع تغول رأس المال فى الاقتصاد، إلى حد  أنه كانت هناك مطالبات كثيرة بحل الجهاز، وتعطيل دوره فى الرقابة، بل وإضعافه، وكانت الأسباب هى تراجع دور الجهاز، وترهله فى ظل انتشار الفساد فى كل مؤسسات الدولة طوال فترات الثمانينيات والتسعينيات وبعدها، واتهامه بعدم القدرة على كشف ومواجهة الفساد الذى «بلغ الركب».
 
أسباب كثيرة وعديدة، أضعفت الجهاز وغيابه الفعلى عن أداء دوره، منها ما هو داخلى فى تضخم الوظائف الإدارية على حساب العمالة الفنية المتخصصة، والاستعانة بأشخاص من غير ذوى الكفاءة. وغاب الجهاز عن أخطر معركة اقتصادية، وهى بيع شركات القطاع العام بتراب الفلوس، وبعضها بيع بأقل من ثمن قيمة مخزن واحد لتلك الشركات، إضافة إلى ملف أراضى الدولة، ونهبها حتى ظن الناس أن الصمت عن الفساد كان ثمنه مقعد رئاسة الجهاز.
 
مع تولى المستشار هشام بدوى رئاسة الجهاز، وهو بالمناسبة الرئيس رقم 17 منذ إنشاء الجهاز المركزى للمحاسبات، بدأت بوادر الأمل والتفاؤل فى خطة تطوير شاملة، لتفعيل دور الجهاز فى الرقابة والمتابعة، مع الاهتمام الرئاسى بعد تولى الرئيس السيسى أمور البلاد، وبدء الحملة القومية لمكافحة الفساد، وتقوية دور الأجهزة الرقابية، ومنها الجهاز المركزى للمحاسبات، والزيارات الرئاسية لأول مرة للجهاز، وآخرها حضور الرئيس الاحتفال بالعيد الماسى، وتأكيده على محورية الدور الذى يقوم به منذ إنشائه فى الرقابة على أموال الدولة والجهات التابعة لها. وبالأثر الكبير لدور الجهاز فى ضبط وتحسين أداء الأجهزة التنفيذية بالدولة، وضمان حسن إدارة الإيرادات والمصروفات العامة.
 
وجود المستشار هشام بدوى على رأس الجهاز مع الدعم الرئاسى، يجعلنا نأمل فى تفعيل دور الجهاز، وتطويره فنيا، بما يتماشى مع التطورات المحاسبية والرقابية فى العالم، فليس مقبولا ولا معقولا أن تكون تقارير الجهاز منذ عام 1944 بنفس الشكل والمعنى، ولم تتغير سوى طريقة الطباعة فقط.
 
تجديد شباب وعافية الجهاز مسئولية كبيرة، تقع على عاتق المستشار هشام بدوى، والاستعانة بالكفاءات الشابة المدربة، لضمان تناقل الخبرة بين الأجيال، فشباب الجهاز هم القوة الفاعلة فى العمل، سواء بالفحص أو التفتيش أو المراجعة والجرد، وغيره من أعمال الجهاز، فمعظم أعضاء الجهاز بدرجة مدير عام، وتتجاوز أعمارهم 50 عاما، وليست هناك شريحة متوسطة، وهو ما أثر على فاعلية الجهاز، حيث إن وكلاء الوزراة حاليا بالجهاز، هم من يقومون بعملية الفحص وخلافه، بدلا من عمليات الإشراف والتوجيه، التى هى أساس وظيفتهم بالجهاز، فقد اختفت القوة الفاعلة من الشباب.
 
نأمل فى العيد الماسى، أن يعيد الدعم الرئاسى للأجهزة الرقابية، ومنها الجهاز المركزى للمحاسبات، وأن يستعيد الجهاز دوره الفاعل والإيجابى فى الرقابة ومكافحة الفساد والحفاظ على المال العام من الإهدار العشوائى والنهب. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة