تفاصيل الساعات الأخيرة لـ«وجدي غنيم» في تركيا.. السبسي كلمة السر في ترحيله إلى الدوحة

الأحد، 27 أغسطس 2017 01:06 م
 تفاصيل الساعات الأخيرة لـ«وجدي غنيم» في تركيا.. السبسي كلمة السر في ترحيله إلى الدوحة
وجدي غنيم
مجدى حسيب

تكفير وجدى غنيم الداعية الإخوانى الهارب والمحكوم عليه بالإعدام، للرئيس التونسى السبسى شكل أحد النقاط الفارقة فى الشطط الذى يمارسة بعض شيوخ الفتنة والتطرف وهو ما خلق حالة من التحفز الدبلوماسى للخارجية التونسية، ليرد عليه السفير التركى فى تونس، تلطيفا للأجواء التى كادت أن تشتعل أن تركيا ترفض أن تكون أراضيها ساحة لاحتضان أي عمل ضد الشعب والحكومة التونسيين، فيما قالت مصادر  لـ«صوت الأمة»، إنه من المنتظر ترحيل غنيم خلال الساعات المقبلة من اسطنبول إلى الدوحة.

وفى نفس السياق كان النائب يحيى الكدوانى، وكيل لجنة الدفاع بمجلس النواب، قد طالب  السلطات المصرية بإعداد ملف كامل عن جرائم الإرهابي وجدي غنيم المتواجد حاليا في تركيا، وتسليمه لدولة تونس الشقيقة وذلك في إطار التعاون الدولي في مجال المعلومات بين الدول العربية بشكل عام، وذلك للاستعانة به في المذكرة الاحتجاجية التي سوف تتقدم بها لتركيا بعد تكفيره للرئيس التونسي الباجي قايد السبسي.

وأشار الكدواني إلى أن وجدي غنيم يحصل على تمويلات من العديد من الدول التي ترعى الإرهاب وفي مقدمتها قطر بهدف نشر الفكر الإسلامي المتطرف في المنطقة بشكل عام ويحصل أيضا على تمويلات مشبوهة من عدة تنظيمات وكيانات داخلية وخارجية الهدف من ذلك زعزعة أمن واستقرار البلاد.

قرار الحكومة التركية بترحيل وجدي غنيم يلقى بظلاله على حالة الشتات التي يعيشها قيادات الجماعات الإرهابية الهاربة خارج مصر وما بين ترحيل قطرلعدد من قيادات الجماعة الإسلامية، خشية اشتعال الأزمة القطرية مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر.

ولم يكن الموضوع مجرد تصريحات إعلامية دعائية ضد شيوخ القتنة، بل أصبح يأخذ الشكل الرسمى بعدما أعلن سفير أنقرة في تونس، عمر فاروق دوغان، بدء تركيا في اتخاذ إجراءات قضائية ضده، حيث أشارمن خلال بيان له نشره موقع روسيا اليوم، أعلن فيه أن سلطات بلاده شرعت فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمقاضاة وجدى غنيم، بعد أن حضر بمقر وزارة الخارجية لإبلاغ الموقف الرسمي التركي من تصريحات وجدى غنيم.

ومن جانبه أكد الدكتور أيمن سلامة، استاذ القانون الدولى، أن قواعد القانون الدولى تجرم أفعال القصف والقدح والتشهير لرؤساء دول أجنبية، مشيرا إلى أن رؤساء الدول يجسدون الارادة الشعبية لدولهم وينوبون عن دولهم فى إبرام المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وبالتالى فما فعله وجدى غنيم الداعية الإخوانى من الهجوم على الرئيس التونسى من مقر إقامته بتركيا، هو خرق للقوانين الدولية.

ومن جانبه أكد السفير التركي بتونس، أن تركيا ترفض أن تكون أراضيها ساحة لاحتضان أى عمل ضد الشعب والحكومة التونسيين،فى الوقت ذاته شكلت الخطوة التركية حالة من الارتباك لدى وجدى غنيم، وداخل جماعة الإخوان، وبين دعوة بعض حلفاء الإخوان لمساندة غنيم ، كشف هو من خلال فيديو أنه تلقى رسائل هجوم من بعض الإخوان بعد إقدامه على الهجوم على تونس وتكفير الرئيس التونسى.

يذكر أن الرئيس التونسى قائد السبسي كان طالب بمساواة المرأة بالرجل في الميراث وأيضا منح المرأة المسلمة حق الزواج من غير المسلم، ما أثار الكثيرمن الجدل مؤخرا.

 

اقرأ أيضا

عبد المنعم الشحات يفتح النار على الإخوان بسبب دعوة السبسي بزواج المسلمة من غير المسلم

 

 

تعليقات (1)
الخلفية السياسية تحكم الخلفية الدينية
بواسطة: أحمد فتيس من تونس
بتاريخ: الأحد، 27 أغسطس 2017 02:15 م

لنكن منصفين ، بغض النظر للحالة السياسية التي يشهدها العالم العربي ، وبغض النظر لخلافنا مع جماعة الإخوان ومع وجدي غنيم ، هل ما قاله الرئيس السبسي بخصوص مساواة المراة بالرجل في الميراث والسماح للمراة المسلمة ـــ في تونس ــ بالزواج من غير المسلم يُعد مخالفاً للنصوص الواضحات والمعلومة من الدين بالضرورة أم لا ؟ فإذا كان الجواب بنعم فإنه يترتب عن ذلك حكم كما هو معروف . ليس وجدي غنيم هو الوحيد من أطلق كلمة الكفر على السبسي ، وإنما يوجد كثير من الشخصيات الدينية والهيئات داخل تونس وخارجها ، من اعتبر السبسي في حكم الكافر وإن لم يصرح بذلك . المشكلة ليست في الأحكام وإنما في ردود الأفعال ، لأنه بإمكان السبسي أن يدافع عن نفسه بعرض أدلة تثبت بطلان الاتهام الذي اتهم به بدلاً من اللجوء إلى الخلافات السياسية ، فليس من المعقول أن تفكر دولة في قطع علاقاتها بدولة ثانية لمجرد تصريح هنا أو هناك . شيخ الازهر الشريف من الأوائل الذين عارضوا قرار السبسي واعتبر ما قاله باطلاً شرعاً ووضعاً ، ومع ذلك لم يصدر بيان سياسي يطالب مصر بمعاقبة شيخ الازهر . لقد طالب بعض الشخصيات السياسية والدينية من الرئيس السبسي أن يتراجع عن هذه الاقوال حفاظاً على تماسك المجتمع التونسي ، وابتعاداً عن إثارة الفتنة ، ولكنه لم يستجب ويريد أن يسير على أثر ولي نعمته الرئيس الراحل بورقيبة الذي بدأ مسيرته السايسية بالتهجم على النصوص الدينية وقيم المجتمع التونسي .

اضف تعليق