«نائم في صحن النون».. قصيدة للشاعر فخري رطوط

الخميس، 31 أغسطس 2017 06:00 ص
«نائم في صحن النون».. قصيدة للشاعر فخري رطوط
الشاعر فخري رطروط

نائم في صحن النون، قصيدة للشاعر الفلسطيني فخري رطروط، ولد في مدينة الزرقاء عام 1972، حصل على بكالوريوس في اللغة العربية من جامعة اليرموك، وتخرج منها عام 1995.

عمل فخري رطروط مدرسا للمرحلة الثانوية في مدينة أريحا لست سنوات، ثم سافر عام 2000 للعمل في نيكاراغوا بأميركا الوسطى، حيث يقيم إلى الآن.

ويقول فخري رطروط في قصيدة نائم في صحن النون

من رأسي تخرج أبراج وعمارات، دخلت أحدها من خلال نافذة،

رأيت:

بشرا على شكل أزهار يرقصون، أحدهم يقتلع عينيه بملعقة ذهبية ثم يلتهمهما،

كائنا يبول من أذنه،

خيطا طويلا لا ينتهي من الشفاه المجففة وبمختلف الألوان،

بدأت بتقبيلها، أمسك بي مسخ نحيل الملامح له أنف طويل،

في عين المسخ دقيق الملامح هناك بقعة زرقاء تنطفئ وتشتعل،

سألته ماذا تعني تلك البقعة الزرقاء، غضب وبدأ بتزريق فراشات ملونة تحت جلدي، تتحول الفراشات إلى كدمات سوداء، بدأت تظهر نتوءات على ظهري كإشارات لنمو أجنحة لم تكتمل،

قال لي المسخ الغاضب: لا تعالجها؛ إنها مقدمات كي تصبح من العارفين ولا تكتمل إلا بالذهاب إلى الجرادة الفيلسوفة، ذهبتُ إليها واختبأت تحتها، كنتُ ضئيلا، فجأة تبدأ تكلمني برموز وأصوات مبهمة تشبه الأزيز، في عينيها يشتعل ضوء أخضر وأحمر.

طردتني الجرادة، قذفتني من النافذة

التي دخلتُ منها.

فجأة تبزغ ربع شمس سوداء تظهر في زاوية الصورة، تحتها بحر أصفر، أنا على الشاطئ

لا شيء يتحرك في البحر الأصفر،

كان هذا الموقف الوحيد في حياتي الذي شعرت به بسلام عميق.

وجدتني داخل حلم يشبه الكيس، يبترون أطرافي التي تحاول الخروج،

مع ذلك كنت سعيدا.

أتمشى في الظلام

وقعت في حفرة في دماغي لم أستطع النهوض بعدها.

طُويَ الزمان والمكان، جفت الصحف، رفعتْ الأقلام.

ها أنا تحت فيل حجري معلق من منتصف السماء.

أشتبك مع الأصوات في رأسي،

هذه أخطر معاركي.

نائم في صحن النون مكان النقطة

الكاف تحاول إيقاظي وزحزحتي

على هذا الوجود أن ينخلق، أنا أعيق هذه العملية.

أنا عين هذا العالم الأعور، لا أعرف إن كنتُ العين السليمة أو المعطوبة.

يا لسوء حظك،

أنت ذنب تبحث عن جسد.

لم تجد سوى:

كومة من أذناب قطط

كومة من أذناب ديناصورات

كومة من أذناب غربان

كومة من أذناب قنافذ

كومة من أناب بعوض

كومة من أذناب بشرية.

ممدد على نقالة في ردهة مستشفى يعالج الشعراء، أنتظر دوري.

أسمع أصوات آلات مرعبة تتسرب من غرفة العمليات، ميزت منها صوت انهيار عمود قصيدة.

انتشرت إشاعة قوية، لقد أمسكوا بالشيطان فوق سقف معبد، قطعوه بمنشار كهربائي، لم يشاهد ذلك أحد غير راهب المعبد.

مع الزمن أصبحت هذه الإشاعة من المقدسات، ستتهم بالهرطقة إن اعترضت.

لا يجب أن نتسرع.

معظم المعابد مليئة بالأبواب الضيقة والزوايا المعتمة والدهاليز والقباب والأقواس والأجراس الضخمة والتماثيل الغاضبة والملائكة المعلقين بأجنحة بيضاء

ذلك يسهل مطاردة الشياطين وإزعاجها.

تماثيل نسور وفهود كبيرة تزين مدخل معبد في شمال غواتيمالا وبينهم يقعي مسيح صغير يثير الشفقة، الشموع تملأ المعابد الخائفة، صلبان ضخمة تشبه الحراب، في كل معبد مذبح فيه آثار دماء قديمة، في ساحات المعابد الخلفية يدفنون القديسين كنوع من الشعور بالأمن والحماية،

الرهبان بأردية سميكة وفوقها غطاء الرأس، تماثيل القديسين ترتجف.

كلها علامات خوف، المصلون الخائفون يمضغون جسد إلاههم المملح الغاضب.

فتحتُ باب العالم، وجدت شيطانا يخرأ

أغلقته للأبد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة