«إلياهو هانبي».. قبلة اليهود على أرض الإسكندرية (صور)

الجمعة، 08 سبتمبر 2017 04:33 م
«إلياهو هانبي».. قبلة اليهود على أرض الإسكندرية (صور)
إلياهو هانبي
الإسكندرية - محمد صابر

تعتبر الإسكندرية منذ قديم الزمان موطنا لمختلف الجنسيات العالمية، وقد مر عليها حضارات مختلفة وعاش بها اليهود. حيث كان عددهم في القرن التاسع عشر نحو 4 آلاف يهودي، ووصل عددهم إلى 18 ألفا في أوائل القرن العشرين، وارتفع إلى أربعين ألفا عام 1948.


المعالم اليهودية فى الإسكندرية 
ومن أهم المعالم اليهودية الباقية في مدينة الثغر كنيس النبي إلياهو أو «المعبد اليهودي» الذي يقع في شارع النبي دانيال، وهو أحد أهم الشوارع التاريخية، ويمتد من محطة الرمل حتى محطة مصر، يعود تاريخه إلى بداية بناء المدينة ذاتها، وتم تسميته على اسم «دانيال»، أحد أنبياء بني إسرائيل، ويعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، لذلك يسمى المعبد اليهودي الموجود بالشارع بمعبد النبي دانيال.

تاريخ المعبد اليهودي 
ويعد المعبد اليهودي «كنيس النبي إلياهو» أو كنيس «إلياهو النبي»، واحد من المعابد اليهودية الكبيرة في الشرق الأوسط، وفي وسعه أن يستقبل 700 مصل، ويضم مكتبة مركزية تحوي 50 نسخة قديمة من التوراة ومجموعة كتب يعود تاريخها إلى القرن الـ15، ويستخدم المعبد كمزار سياحي وإقامة بعض الصلوات.

وتم إنشاء المعبد فى عام 1354م وتسجيله مبنى أثرى عام 1987م، وهو المعبد الرئيسي للطائفة اليهودية بالإسكندرية والوحيد الذي تقام به شعائر الصلاة ويعد هذا المعبد مزارا مقدسا بما يمثله من أهمية دينية وتاريخية نتيجة للاعتقاد اليهودي في أسطورة تذكر أن النبى «إلياهو» ظهر عقب وفاته لعدد من الحاخامات في نفس الموقع المشيد عليها المعبد الآن.

وتهدم البناء القديم إبان الحملة الفرنسية عندما أمر نابليون قصفه بالقنابل لإقامة حاجز رماية المدفعية بين حصن كوم الدكة والبحر، وفى عام 1850 وبتوجيه من محمد على باشا أعيد بناؤه ثم هدم وأنشئ المبنى الحالي، كما تشير اللوحة التذكارية، فـى سنة 5641 بالتقويم العبري / 1881 م.

وصف المعبد اليهودي
ويضم المعبد مقر الطائفة الإسرائيلية بالإسكندرية ومبنى المحكمة اليهودية، والمعابد على شكل بناء مستطيل 25م، ويعد من المعابد الفخمة معمارية على الطراز البازيليكى، وفى الطابق الثانى يوجد به شرفة والمدخل الرئيسي فى الواجهة الغربية، تعلوه النجمة السداسية وكتابات عبرية.

يتكون المعبد من الداخل من ثلاثة أروقة تحتوى صفين من الأعمدة، أكبرها الرواق الأوسط والهيكل، كالمعتاد بالجهة الشرقية مصنوع من الرخام الفاخر على جانبيه أعمدة رخامية تحمل عقدا نصف دائرى وبجوارها أعمدة معدنية زخارف معدنية، داخل المقصورة المقدسة لفائف من الجلد والورق من أسفار التوراة وأمام الهيكل المنصة المخصصة للصلاة، وداخل القاعة صفوف من المقاعد الخشبية، والأسقف تتدلى منه ثريات من الزجاج والفضة.

تأسس بالمعبد قسم خاص بموسيقى الصلوات فى عام 1928 تحت إدارة "ألبرتو حمصى" وقد امتد نشاط الجوقة الموسيقية إلى الاحتفاء بالأعياد اليهودية ومناسبات الزواج، ولم يقتصر القسم الموسيقى على التأليف فحسب، بل قام بعمل دراسات عن الفلكلور اليهودى الإسبانى، ودراسات عن الموسيقى الكلاسيكية ليهود مصر وقد أعدت مكتبة للتراث اليهودى بالمبنى الملحق بالمعبد على غرار مكتبة التراث اليهودى بمعبد شعار هاشمايم بالقاهرة و تحتوي على أكثر من 50 نسخة قديمة من التوراة، ومجموعة من الكتب والمخطوطات اليهودية التي يعود تاريخها إلى القرن 15.
 

تسمية المعبد اليهودي
وسمي المعبد على اسم إلياهو النبي هو أحد أنبياء بني إسرائيل الذي يعتقد اليهود، بحسب العهد القديم، أنه سيأتي في المستقبل، مبشرًا بخروج يأجوج ومأجوج، الشعب المعروف للديانات الثلاث، والذي يروى أنه سيظهر من إحدى مواقع آسيا يلتهم الأخضر واليابس في طريقه.

وبحسب الكتاب المقدس، فإن وظيفة إلياهو النبي أن يهيئ اليهود للخلاص ويصلح قلوبهم كما يعتقد اليهود أن ظهوره سيكون قبل ظهور "المسيا أو الماشيا" المخلص، الذي يعرفه العرب بالمسيح كما يعتقد اليهود أنه يظهر في عيد الفصح المقدس لدى الديانة اليهودية، في تجلٍّ يشبه التجلي الذي يعتقد فيه المسيحيون بالنسبة للعذراء مريم.

انهيار جزئي داخل المعبد 
وقد أكد محمد متولى مدير عام آثار الإسكندرية والساحل الشمالى فى بيان صحفى عن انهيار جزئي لسقف شخشيخة السلم  لمصلى السيدات بالطابق الثالث للمعبد اليهودي بالإسكندرية صباح يوم الخميس الموافق 4/2/2016 وتم تشكيل لجنة أثرية فنية هندسية على الفور وتم المعاينة على الطبيعة وإعداد تقرير فنى هندسى.

قامت اللجنة بإصدار التوصيات الآتية غلق المعبد وعدم السماح للزيارة حفاظا على الارواح و تكليف إدارة السقايل المعدنية لعمل الصلب اللازم وتوفير الاعتمادات المالية لسرعة طرح مشروع ترميم المعبد. 
 

ترميم المعبد اليهودي
وقد تسلمت شركتي أوراسكوم والمقاولون العرب المكلفتين من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، المعبد اليهودي بالإسكندرية  لوضع المعدات اللازمة وتجهيز الموقع، تمهيدا للبدء في ترميمه، وذلك تحت الإشراف الكامل من وزارة الآثار.

وأكد محمد عبدالعزيز، مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، فى بيان صحفى إن من المقرر أن يستغرق مشروع الترميم حوالي 8 أشهر، بتكلفة 100 مليون جنيه ممولة من الحكومة المصرية.

وأكد أن وزارة الآثار لن تتوانى في ترميم الآثار اليهودية بمصر باعتبارها آثارا مصرية لابد من حمايتها طبقا لقانون حماية الآثار، كما أنها تمثل جزءًا من التراث المصري.

وأشار إلى أن الحكومة المصرية كانت قد خصصت مليارا و270 مليون جنيه مصري للانتهاء من أعمال ترميم 8 مشروعات بالوزارة وهي المعبد اليهودي، المتحف القومي للحضارة المصرية، وتطوير هضبة الأهرامات، وقصر البارون، وقصر محمد على بشبرا، واستراحة الملك فاروق بمنطقة أهرامات الجيزة والمتحف اليوناني الروماني وقصر الكسان بأسيوط.

من جانبه، قال المهندس وعد الله أبوالعلا، رئيس قطاع المشروعات بالوزارة، إن البدء في أعمال ترميم المعبد جاءت بعد الانتهاء من إعداد جميع الدراسات العلمية والهندسية الخاصة به وستشمل أعمال الترميم المعماري وأعمال الأرضيات، وفك الألواح الخشبية، وإزالة البياض الداخلي والخارجي، واعمال الشبابيك والأسقف الخشبية واعمال الترميم الانشائى والموقع العام.

وأضاف أنها تشتمل أيضًا على أعمال الترميم الدقيق من حيث التكسيات والعناصر الرخامية والزخارف الجصية والزجاج المعشق بالرصاص، وأعمال ترميم الأخشاب، وكذلك أعمال الكهرباء ومكافحة الحريق وصرف المياه.

 

أشاد عالمية بترميم المعبد
وأكدت مجلة «إيكونوميست» البريطانية فى تقريرها المعنون بـ«المسلمون فى مصر يسعون للحفاظ على إرثها اليهودى»، أن المجتمع اليهودي فى مصر يعد أحد أقدم المجتمعات اليهودية فى العالم، وكان يمكن أن يختفى، لا سيما مع وجود 20 مواطنا يهوديا فقط فى مصر، مقارنة بـ 80 ألفا كانوا يعيشون فيها إبان الحرب العالمية الثانية، موضحة أن أغلب المتبقين فى مصر من المتقدمين فى العمر. 

وأشارت المجلة، إلى ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية فى مصر، ورغبتها فى الحفاظ على التراث اليهودى للإبقاء على ذكرى أسلافهم، حتى أنها أنشأت جمعية "قطرة لبن" من أجل هذا الهدف، ومن بين أعضاء الجمعية الـ20، هى اليهودية الوحيدة.
 

FB_IMG_1504827423587
 

 

FB_IMG_1504828775948-1
 

 

FB_IMG_1504864057088-1
 

 

images(2)
 

 

images(3)
 

 

images(4)
 

 

images(5)
 

 

images(6)
 

 

images

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة