الاحد.. الصحة العالمية تحيي الذكرى الـ 15 لليوم العالمي لمنع الانتحار

الجمعة، 08 سبتمبر 2017 04:30 م
الاحد.. الصحة العالمية تحيي الذكرى الـ 15 لليوم العالمي لمنع الانتحار

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد الأحد، الذكرى الـ 15 لليوم العالمي لمنع الانتحار، وسط مؤشرات وإحصاءات تؤكد أن الانتحار أصبح ظاهرة عالمية لا تفرق بين دول فقيرة وغنية، وأن هناك عالميا حالة انتحار كل 40 ثانية.
 
واعتمدت المنظمة هذا اليوم في عام 2003، بهدف العمل على إثناء الشخص الذي يفكر في الانتحار عن اقتراف هذه الجريمة في حق نفسه، والدعوة إلى أن يأخذ دقيقة للتفكير في الألم والمعاناة الذي يشعر بهما كل شخص واقع تحت تأثير الرغبة في الانتحار، وحث المحيطين به على الاستماع إليه والاهتمام به، والعمل على توعيته بمخاطر وتداعيات الانتحار.
 
وتحمل ذكرى اليوم العالمي لمنع الانتحار هذا العام شعار"دقيقة من وقتك يمكن أن تغير حياة" واستهدفت المنظمة عند اعتمادها يوم 10 سبتمبر من كل عام "يوما عالميا لمنع الانتحار" بمبادرة من الرابطة الدولية لمنع الانتحار، استهدفت توحيد الجهود في الالتزام والعمل بغية ضمان منع عمليات الانتحار، وتوفير العلاج المناسب لأولئك الذين يعانون من أمراض نفسية تدفعهم للانتحار، وإتاحة خدمات الرعاية المجتمعية وخدمات المتابعة الوثيقة لأولئك الذين يحاولون الانتحار، وتقييد إمكانية الحصول علي وسائل الانتحار التقليدية. 
 
ويعتبر الانتحار من القضايا المعقدة التي تتطلب جهود الوقاية من الانتحار التنسيق والتعاون بين العديد من قطاعات المجتمع، بما في ذلك القطاع الصحي والقطاعات الأخرى مثل التعليم والعمل والزراعة والعدل والقانون، والدفاع، والسياسة، والإعلام. وينبغي أن تكون هذه الجهود شاملة ومتكاملة حيث إنه لا يمكن لأي نهج أن يؤثر بمفرده على قضية معقدة مثل قضية الانتحار.
 
ويمثل الانتحار مشكلة خطيرة للصحة العامة، وتمثل كل حالة انتحار مأساة تؤثر على الأسر والمجتمعات والبلدان بأكملها، بيد أنه يعتبر من الأمور التي يمكن الوقاية منها، وأن هناك عددا من التدابير التي يمكن اتخاذها على مستوى السكان، وتشمل هذه الأمور إلى جانب فعالية الاستجابة الوطنية وتوفير استراتيجية شاملة متعددة القطاعات للوقاية من الانتحار، الحد من فرص الوصول إلى وسائل الانتحار (مثل مبيدات الآفات، الأسلحة النارية، وبعض الأدوية) كما تشمل تطبيق سياسات الحد من استخدام الكحول على نحو ضار، والتشخيص والعلاج والرعاية المبكرة للمصابين باضطرابات نفسية أو الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان والآلام المزمنة والاضطرابات العاطفية الحادة وتوفير الدعم النفسي المستمر لهم، وتخفيض معدلات الفقر والجهل والمرض، وتدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين في تقييم وإدارة السلوك الانتحاري، و توفير رعاية المتابعة للأشخاص الذين أقدموا على الانتحار وتوفير الدعم المجتمعي لهم.
 
وتشير إحصائيات الرابطة الدولية لمنع الانتحار إلى أن هناك نحو مليون شخص ينتحرون كل عام علي مستوي العالم، بمعدل 3 آلاف حالة انتحار يوميا العدد الذي يفوق ضحايا الحروب والقتل العمد.
 
وذكر تقرير المنظمة لعام 2017، أن مسببات الانتحار تختلف من حالة لأخرى، فقد يقدم إنسان على الانتحار بسبب الاضطراب النفسي أوالإحساس بالفشل أو الشعور بالوحدة والعزلة أو نتيجة الشيخوخة والمرض أو الإحساس بالاضطهاد وضغوط الحياة ومشاكلها.. 
 
ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار. وقد سجلت الهند أعلى معدلات الانتحار في العالم، حيث سجلت نحو 100 ألف منتحر سنويا نصفهم من النساء، من إجمالي مليون حالة انتحار في العالم، تليها الولايات المتحدة الأمريكية بمعدل شخص كل 20 دقيقة، فيما سجلت أوروبا تناميا في محاولات الانتحار بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجتاحها في الوقت الراهن وما ترتب عليها من تردي مستوى معيشة السكان. 
 
أما عن معدلات الانتحار في دول منطقة الشرق الأوسط، فقد ذكر تقرير منظمة الصحة العالمية أن معدلات الانتحار في دول الشرق الأوسط أقل من مثيلاتها في دول العالم، وقد تصدرت دولة السودان القائمة، تليها كل من المغرب، قطر، اليمن، الإمارات، موريتانيا، تونس، الأردن، الجزائر، ليبيا، مصر، العراق، الأردن، عمان، لبنان، سوريا، السعودية.
 
وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 78% ممن يقدمون على الانتحار في العالم العربي، تنحصر أعمارهم ما بين 17 و40 عاما، وأن أكثر من 69 % من أعداد المنتحرين كانت لديهم ضغوط اقتصادية قاسية.
 
وحتى الآن، لم يقم سوى عدد قليل من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 28 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار، ومن المهم للبلدان إذكاء الوعي المجتمعي وكسر المحظورات لإحراز تقدم في الوقاية من الانتحار.
 
وقد أقرت منظمة الصحة العالمية بالانتحار، كأحد قضايا الصحة العمومية التي تحظى بالأولوية، حيث كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان "الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية" والذي نشر في عام 2014، يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية مكافحة الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي، ويهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها في تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العمومية.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق