مفاجأة.. «كيد النسا» يفضح تمويل الإخوان لقيادات بـ«هيومان رايتس ووتش»

الثلاثاء، 12 سبتمبر 2017 10:29 م
مفاجأة.. «كيد النسا» يفضح تمويل الإخوان لقيادات بـ«هيومان رايتس ووتش»
أمل غريب

نشرنا في الحلقة الأولى من قصة «كيد النسا»، قصة اجتماع قيادات الإخوان في فندق «أكغون إسطنبول»وعلاقته بقضية تبادل الزوجات المتهم فيها القيادى «ع. ع»، وإقحامه اسم السيدة اللبنانية «ف. م» زوجة أحد المقربين من عزام الأيوبي، قائد الفرع اللبناني للإخوان، وما كشفته السيدة على خلفية القضية من أسرار المكتب الإداري والمجلس الثوري ومحاضر الاجتماعات ورسائل التكليفات، التي كانت تصل نسخة منها لزوجها، وصولا إلى استعراض تفاصيل التخطيط لتظاهرات 11/ 11 والمشاجرة التي شهدها الاجتماع حولها.

 

خطط الجماعة للحشد في مصر

كانت من بين الوثائق التي تحتفظ بها السيدة اللبنانية، تسجيلات ورسائل التكليفات وخطط العمل في اجتماع قيادات الإخوان في فندق «أكغون إسطنبول»، ويوضح محضر الاجتماع الذي عقد يوم الخميس 17 أغسطس الجاري، خطة الحشد لتظاهرات 11 نوفمبر من العام الماضي، والتفاصيل الكاملة للتحرك، وحجم الأموال وآلية نقلها، بحسب ما تم الاتفاق عليه في اجتماع للمكتب الإداري والمجلس الثوري بتاريخ الخميس 21 يوليو 2016.

جاء في نص الخطة المرفق منه نسخة بمحضر الاجتماع، «يمتد مجال عمل الدعوة بين 15 سبتمبر و15 نوفمبر» لتحقيق 3 أهداف: «رفع مستوى الاحتقان الشعبي، وكسر حاجز الخوف، وتحفيز الشعب على التحرك»، تتفرع عن هذه الأهداف قائمة من 15 إجراء، جاءت كالتالي: تفعيل شرائح العمال، والحرفيين، والمهنيين، والشباب، وتمثيل كل المستهدفين وتحديد متطلباتهم ورفع النقاط الحرجة لديهم وتغذية المطالب الفئوية وتحديد الوسائل والمضامين الإعلامية، وتفعيل التنسيق مع الشرائح والصف وصناعة حالات اجتماعية وشعبوية تكون الجماعة الفعل فيها لا رد الفعل، وإنشاء منبر إعلامي للحملة مع تفعيل المنابر الموجودة من التابعين والمتحالفين، وتفعيل المناطق العمالية، وتفعيل الإعلام المحلي المعارض وتوظيفه في خدمة الحملة.

والتواصل والتنسيق مع القوى والتجمعات المتقاربة فكريا، وتحديد آليات تفصيلية للاتصال وخطة بتوزيع المهام، وتنشيط الوجوه البارزة عبر «السوشيال ميديا» والصفحات كثيفة التفاعل وتدشين صفحات وحسابات للعمل وفق رؤية الحملة بتفاعل لحظي مع المتابعين، والتنسيق مع قوى ومؤسسات دولية وتنظيم فعاليات أمام المنظمات الحقوقية والعمالية العالمية، وتخصيص ميزانية لإطلاق صفحة على «فيس بوك» والوصول بها لمليون عضو مع إنتاج ملصقات ووسائط مرئية ومسموعة والتركيز على الإعلانات المدفوعة، والتواصل مع الإعلام الدولي والحكومات المتقاربة مع أهداف الحملة، وتكثيف المداخلات التليفزيونية وملصقات الشوارع وطباعة الحوائط.

 

ثورة الغلابة

اقترحت الخطة 5 وسائل عملية لتنفيذ الأهداف وتدعيم الإجراءات التصاعدية، شملت: عمل حملات ميدانية لرفع واقع المجتمع، وطباعة آلاف البطاقات بصورة «شجّع فريقك» مع كتابة رسائل مباشرة في خلفياتها عن الدعوة وأهدافها، والعمل وفق آلية إظهار تأييد النظام ثم انتقاد الأوضاع والحديث عن سوء الإدارة من موقع المؤيد، واستخدام البالونات السوداء على نطاق واسع مع توظيف بعض العبارات الانتقادية الموجزة لتصعيد حالة الشحن والتأثير النفسي.

وإنتاج عشرات الفيديوهات الساخرة لشخصيات شعبية، واختتمت ورقة الخطة بوضع المحاور المطلوب اختبارها في الاجتماع التالي، كان مقررا له الثلاثاء 13 سبتمبر 2016، قبل موعد انطلاق الحملة بيومين، وضمت وضع مقترح باسم الحملة وشعارها مقترحا أن يكون «ثورة الغلابة»، وتحديد المطالب الفئوية والجماهيرية للشرائح المختلفة.

 

دور السفارة القطرية في القاهرة

وأكد السيدة اللبنانية أن محضر الاجتماع وتسجيلا صوتيا له، تضمنا استرسالا من «أ. ع» في الحديث عن حلقات التمويل والتواصل في خطة 11/ 11، أكد فيه أن الميزانية المخصصة للإنفاق على الدعوة، وقدرها 3 ملايين دولار من إجمالى 10 ملايين، تم تحويلها بالكامل لوحدات وشُعَب مصر، بعد جهودا ضخمة لتمرير المبلغ قبل موعد بدء الحملة بوقت كافٍ،  وصلت فعليا لقائمة المتلقين المحددة في مصر، بإشراف القيادي الشاب «ع. خ» الذي يتولى التنسيق بين مجموعات «محمد كمال» والمكاتب الإدارية من جانب، وبعض الجهات التركية والقطرية من جانب آخر.

وعاونه «ب. خ» المالك السابق لإحدى قنوات الجماعة، وحليفه الليبرالى «أ. ن» الذي اشترى القناة، وأصبح وسيلة عبور الأموال عبر أصدقائه ومسؤولي حزبه السابقين في مصر، ويكمل «أ.ع» إلى جانب الحقائب الدبلوماسية للسفارة القطرية بالقاهرة، ونقلت مليون دولار لميزانية 11/ 11 كانت مخصصة للإنفاق المركزي ومجموعة عمل القاهرة الكبرى والقطاع التقني وخلية النشاط الإلكتروني والوسائط والمنتجات النوعية، أما المليونان الباقيان فقد نُقلا عبر تحويلات بنكية.

 

خطة الترويج لرابعة

استمر «أ. ع» فى سرد معلوماته عن خطة 11 نوفمبر ومسار دخول الأموال أكثر من نصف الساعة، وأغلق حديثه عن دعوة 11/ 11 وميزانيتها قائلا: «دى الحقيقة كلها بالأسماء والأرقام ومصارف الأموال، ليه اللي انتقد 11/ 11 تجاهل مجهود ذكرى رابعة؟ وليه ما أخدتوش بالكم إننا شغالين على 11/ 11 الجديدة وطلبنا اقتراحاتكم من شهر وبعتنالكم كل المعلومات والتفاصيل؟».

وفي منتهى الذكاء أنهى سؤاله واستكمل استعراضه التحركات الجبارة للمكتب الإداري وكوادر الجماعة في ذكرى رابعة، والتي شملت مظاهرة أمام المتحف العلمي بلندن وتوزيع شارات رابعة ومطبوعات عنها، جرت بتنسيق «م. خ» الأستاذ بجامعة ليدز، ومؤتمر بالإنجليزية في فندق «هوليداي إن» نُقل بترجمة فورية عبر قناة الجزيرة مباشر، وغطّاه موقع «ميدل إيست مونيتور».

وتكوين فريق «أطباء من أجل الحرية» من عناصر إنجليزية وأيرلندية لتبني قضية قيادات الجماعة المحبوسين، وتقديم مذكرة لرئيسة وزراء بريطانيا ضد النظام المصري، واثنى على جهود البروفيسور «ط. ر» في تعميق روابط الجماعة بالحكومة منذ عمله في فريقي توني بلير وديفيد كاميرون.

 

 اللعب في المضمون

شملت خطة الإخوان أيضا تنظيم وقفات ومعارض صور أمام مفوضية حقوق الإنسان في جنيف، وأخرى في زيوريخ وبرن بسويسرا، ومظاهرات متزامنة في «تايم سكوير» بنيويورك، وفى مقرات الجمعية الإسلامية ومجلس العلاقات «كير» وجامعة العدل الإسلامية وجمعية الحرية والعدالة فى إلينوي وبوسطن وماساتشوستس، للمطالبة بفتح تحقيق دولي ضد مصر، بحضور وتنسيق «هـ. ق».

و«ن. ع»، ونديم مازن عضو مجلس مدينة كامبريدج، ويوسف فالي مدير المركز الإسلامي في روكسبري، وفي كندا فقد عقدت مجموعات العمل مؤتمرات وفعاليات في مونتريال وتورنتو وكالجيري، عُرضت فيها صور ومقاطع فيديو لفض رابعة، وإنتاج أغنية عن أسماء البلتاجي لإحدى مطربات مونتريال، وتنظيم ندوة تحدث فيها «م. ش» القيادى بالمجلس للثوري، ونورمان فينكلشتاين اليهودي الأمريكي والأستاذ بجامعة «دى بول».

 

 مؤامرة هيومان رايتس ووتش

 تحدث «أ. ع» في تسجيلاته عن المؤتمر الـ15 للجمعية الإسلامية في يناير 2017، الذي حضره سمية أردوغان، إبنة الرئيس التركي، وداليا مجاهد مستشارة أوباما للشؤون الدينية، ونتائجه المبهرة في التفاهمات مع الحزب الديمقراطي، ولقاءات قيادي الجماعة «م. ش» المتزامنة مع آلان لوينثال، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، وجان فاسو النائب عن نيويورك، وتأكيدهما على الدفع في اتجاه تخفيض المعونة الموجهة لمصر قبل نهاية 2017 بواقع 40% على الأقل، والتواصل مع هيومان رايتس ووتش عبر القياديين «فهيم سينها» و«عبد القادر أسمال»، والحقوقي «ب. ح» المقيم فى باريس، باتصال مباشر مع جو ستورك، نائب المدير التنفيذى لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة.

وهو ما بدأ بتوفير التمويل اللازم لهم لإنتاج فيلم عن فض رابعة، عُرض في فعاليات مؤتمر كندا، وتوفير شهادات من عناصر الجماعة محمد سلطان، الذي تنازل عن الجنسية المصرية وسافر لأمريكا في مايو 2014، ومستشار وزير المالية الإخواني عبدالله شحاتة وشقيقه أسعد، وأحمد على السيد وشقيقه إسماعيل، وعبدالرحمن محمد عبدالجليل.

وعمر جمال إبراهيم الشويخ، ومحمد وهدان، و12 شخص آخرين، والمحامي عزت غنيم، لإعداد تقرير عن أوضاع حقوق الإنسان في السجون لنشره في خريف العام الجاري، ــ نُشر التقرير بالفعل مساء 5 سبتمبر - ثم انتقل للحديث عما أسماه «الحملة العالمية ضد القتل خارج القانون» مستعرضا نصوص الرسائل الموجهة لسكرتير عام الأمم المتحدة و50 من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والبرلمانيين، وأعضاء مجلس الأمن الـ14، باستثناء مصر، وممثلي 132 بعثة دائمة بالأمم المتحدة، وإعداد نشطاء الجماعة قائمة بعناوينها، وتضمنت الرسائل اتهامات جنائية للمؤسسات الأمنية، ودعوة لفتح تحقيق دولي بشأنها، وتقليص التعاون الاقتصادي والتمثيل الدبلوماسي مع القاهرة.

 

التحضير لــ11/11 الجديدة

استعرض «أ.ع» خلال تسجيلات الإجتماع، الموازنة المخصصة التي وصلت بالفعل لمجموعة عمل يشرف عليها الضابط السابق «م. ص» وشاعر شاب اسمه «ى. ع»، وأن المكتب الإداري وفرها بعيدا عن صندوق الدعم بالجماعة، عبر رجال الأعمال «أشرف. ع» صاحب مجموعة «أشرف جروب» لتجارة الأغذية، و«جمال. ش» مالك سلسلة مدارس سفير الدولية بتركيا، و«مدحت. ح» صاحب شركات العربية، و«عادل. إ» الشريك في مؤسسة «ابدأ» والمستثمر في البصريات والتشييد والبناء.

و«نبيل. م» صهر أحد الفنانين المصريين والمستثمر في الدواجن والثروة الحيوانية، ثم أخذ نفسا عميقا منشيا بحالة النصر التي بدت من ملامح أعضاء الإجتماع، وقال «وفرنا 5 مليون دولار ووصلناها مصر، وعندنا خطة كاملة لـ11/ 11»، ثم فجر قنبلته الأخيرة «الإخوة في المجلس الثوري ما بيتكلموش عن ميزانيتهم ولا اتهامات القواعد ليهم، كل همهم يطيحوا بالمكتب والأمين العام علشان خاطر جمال».

 

اقرأ أيضا

«كيد النسا».. السبب في الاختراق الكامل لمعبد كهنة الإخوان

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق