هل يشعل استفتاء كردستان حرب إقليمية في العراق؟

الأربعاء، 13 سبتمبر 2017 05:00 م
هل يشعل استفتاء كردستان حرب إقليمية في العراق؟
استفتاء كردستان
محمود علي

يحمل استفتاء إقليم كردستان والذي من المقرر إجراءه في 25 سبتمبر الجاري حول استقلال الإقليم عن العراق، الكثير من العواقب والتداعيات التي من الممكن أن تشهدها البلاد في الفترة المقبلة لاسيما مع رفض قوى إقليمية كبرى هذا الاستفتاء، لما تراه من انعكاسات سلبية عليها جراء نتائج هذا الإجراء، الأمر الذي يطرح سؤالًا هل من الممكن أن تشعل كافة هذه التداعيات حربًا إقليمة داخل العراق ؟.. وما هى الانتماءات الإقليمية للأحزاب الداخلية التي قد تقودنا إلى هذه الحرب؟.

إعلام إقليم كردستان

والعراق بغض النظر عن الاستفتاء الذي أعلن عنه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني في يونيو الماضي، مستغلًا قرب انتهاء المعركة ضد داعش الإرهابي، تشهد انقسامات وخلافات عدة تظهر حجم التباين الحزبي والسياسي الداخلي وهو ما يؤشر إلى اختلاف الانتماءات بين الاحزاب السياسية، فبين تيار ينتمي إلى المكون العربي ويحاول اعادة العراق إلى هذا المحيط، وبين تيار آخر يعمل وفقًا للأجندة الإيرانية، مرورًا بوجود تيار أخر يترابط بالتبيعة التركية، وصولًا إلى تيار أخر ينسق مع  الولايات المتحدة وله مصالح معها منذ الغزو الأمريكي على العراق في 2003 .

اقرأ ايضًا: بعد الحرب تبدأ أزمات السياسة في العراق

مسعود-برزاني

اقرأ ايضًا: تحالف مشترك ضد الأكراد برعاية إيرانية- تركية

هذه الانتماءات الحزبية العديدة لا يمكن ابتعادها عن مستقبل العراق بعد استفتاء كردستان، اذا يؤكد مراقبون ان تشرذم الوضع السياسي قد يؤول إلى حربًا إقليمية واسعة، اذا ما اتخذت كافة هذه الأحزاب مواقف متضاربة من تطورات الوضع في الإقليم، فالموقف الموحد الذي اتخذته التيارات السياسية المختلفة في العراق من الاستفتاء لا يعني بالضرورة استمراره لفترة كبيرة، لاسيما وأنه مرتبط بالموقف الإيراني التركي العربي والأمريكي حتى من الاستفتاء، اذ يعارض كافة هذه القوى اجراء هذا الاستفتاء ويحاولون الضغط على الإقليم لإثناءه عن إجراءه عوضًا عن الأزمات والمشاكل التي قد تعصف بالإقليم وبالعراق بعد هذا الاستفتاء.

الرئيس التركي مع رئيس الأركان الإيراني

ويتوقع مراقبون أن أي مشاكل قد تحدث بين هذه القوى الإقليمية في ملفات وقضايا أخرى أو داخل العراق ، قد تؤثر على الموقف الرسمي الموحد من الأوضاع في كردستان العراق، ليس بالضرورة الموقف من الاستفتاء أو وحدة العراق، بل قد تطرأ مواقف متضاربة بين هذه القوى الاقليمية، اثر حجم التدخلات العسكرية والسياسية التي قد تشهدها العراق في المستقبل، للحفاظ على المصالح المختلفة لهذه القوى، لاسيما مع تلويح تركيا وإيران بالتدخل العسكري في العراق أذا ما اجرى الاستفتاء، وهو ما يوحى بمزيد من التصارعات العسكرية في العراق أثر خلاف أجندة كل قوى، فعلى الرغم من أن تركيا وإيران أعلنوا مباشرة رفضهما لهذا الاستفتاء وأمريكا طلبت من إقليم كردستان تأجيل الاستفتاء إلا أن هذا لا يعني أنه من الممكن أن تحدث تجاذبات عسكرية بين هذه القوى لاسيما مع اختلاف مشارعيهما واختلاف الانتماءات الحزبية لهذه القوى.

ابو الغيط طالب كردستان باعطاء فرصة للحوار وتأجيل الاستفتاء

اقرأ ايضًا : قبل أسبوعين من الاستفتاء.. خلافات داخل «كردستان» تنذر بتكرار تجربة جوبا

بالاضافة إلى ذلك فأن الإقليم ذاته يشهد انقسامات حزبية عدة حول هذا الاستفتاء، ما يوحى بمزيد من الصراعات الداخلية اذا تم الموافقة عليه، لاسيما مع وجود نفس الاختلاف في الانتماءات الحزبية داخل الاقليم لهذه القوى الكبرى المذكورة، لذا من المتوقع أن يشهد الاقليم ومحيطه العراقي تكرار لتجربة جنوب السودان وشماله، التي تحمل مشهد مأساوي يعصى عليه الحل حتى الآن مع تزايد عدد النازحين وانتشار الأمراض وتوسع المعارك الداخلية ودخول القوى الإقليمية على الخط بعدما شاركت دول افريقية مثل أوغندا في الصراع الدائر بين الفريقين المتصارعين بالجنوب المتمثل في رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشارك، فهل يستوعب إقليم كردستان والعراق الدرس السوداني أم يحاول تكرار نفس المشهد المأساوي.

  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة