مذكرات مثيرة للجدل.. البحث عن الذات داخل دائرة الصراعات والانحرافات

الخميس، 14 سبتمبر 2017 07:42 م
مذكرات مثيرة للجدل.. البحث عن الذات داخل دائرة الصراعات والانحرافات
محمد نجيب وعمرو موسى واعتماد خورشيد
محمد أبو ليلة

احتفل أمس الأربعاء أمين جامعة الدول العربية الأسبق والمرشح الرئاسي السابق عمرو موسي بتوقيع كتابه السيرة الذاتية الخاص بحياته ومشواره الدبلوماسي منذ أن كان وزيراً للخارجية في تسعينيات القرن الماضي مروراً بالتحاقه بجامعة الدول العربية كأمين عام في زخم الصرعات الإقليمية في الشرق الأوسط، لكن هذه المذكرات التي تحمل اسم «كتابيه» وصدر عن دار الشروق. 
 
ومن المتوقع أن تُثير جدلاً في الأوساط السياسية والدبلوماسية لما تحويه هذه المذكرات من أسرار يُكشف عنها لأول مرة عن علاقة عمرو موسي بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وأسرار أخرى عن السياسة الخارجية  المصرية وعلاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية وقت مبارك.
 
في التاريخ المصري الحديث تسببت مذكرات وسير ذاتية لسياسيين وعسكريين ودبلوماسيين في أزمات وأثارت جدلاُ واسعاُ لما بها من أسرار، خلال السطور القليلة القادمة نستعرض أهم المذكرات التي تسبب في خلق أزمات سياسية فور عرضها في الأسواق.

- البحث عن الذات
في عام 1978 أصدر الرئيس الراحل أنور السادات مذكراته «البحث عن الذات» وكانت بها بعض المغالطات التاريخية كما وصفها مؤرخون وسياسيون عاصروا أحداث كثيرة حكت عنها مذكرات السادات من بينهم الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل والذي انتقد السادات في مواقف عدة من بينها موقفه في حرب أكتوبر وقراره بتطوير الهجوم الذي أثر على قوات الجيش الرئيسية في هذه الحرب، وأيضاً مبررات السادات لعقد اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل والتي ذكر هذه المبررات في سيرته الذاتية البحث عن الذات.
 
السادات في مذكراته  أيضا اتهم الفريق سعد الدين الشاذلي الذي شغل منصب رئيس أركان حرب الجيش المصري وقت حرب أكتوبر متهماً أياه بالتخاذل وحمله مسؤولية التسبب بالثغرة ووصفه بأنه عاد منهاراً من الجبهة يوم 19 أكتوبر وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق، هذا ما دفع بالفريق الشاذلي للرد على الرئيس أنور السادات بنشر مذكراته عن حرب أكتوبر، والذي يعتبر من أدق الكتب إلى تحدثت عن حرب أكتوبر.

- سعد الدين الشاذلي
كان الشاذلي في منفاه خارج مصر عام 1978 حينما أصدر السادات كتابه البحث عن الذات وعندما قرأ الشاذلي هذا الكتاب ووجد اتهامات السادات له بالتخاذل صم الشاذلي علي كتابة مذكراته لشرح بعض التفاصيل التي راها ملتبسة وغير دقيقية.
 
حيث اتهم الفريق الشاذلي في كتابه الرئيس أنور السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح من المحيطين به من العسكريين وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة أدت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي.
 
كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس أنور السادات بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات فض الإشتباك الأولى وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الرئيس أنور السادات بإساءة استعمال سلطاته وهو الكتاب الذي أدى إلى محاكمته غيابيا في عهد محمد حسني مبارك عام 1983 بتهمة إفشاء أسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشاقة ووضعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانونى وتجريده من حقوقه السياسية.
 
وفي زخم الصراع بين السادات والشاذلي أمر الرئيس أنور السادات بالتخلص من جميع الصور التي يظهر فيها الفريق الشاذلى إلى جواره داخل غرفة العمليات، واستبدالها بصور يظهر فيها اللواء محمد عبدالغني الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في ذلك الوقت، في محاولة منه بمحو أي دليل يشير إلى دور الفريق الشاذلي في معركة العبور.

- اعتماد خورشيد
قُبيل هزيمة يونيو من عام 1967 كان اسم اعتماد خورشيد ملء السمع والبصر في مجتمع الحفلات والأوساط السياسية بسبب قربها من مدير جهاز المخابر الأسبق صلاح نصر، وبعد هزيمة يونيو ومحاكمة صلاح نصر فيما عُرف بـ قضية انحراف المخابرات، قامت بتأليف كتاب حول انحرافات صلاح نصر تكشف فيه الممارسات الشاذة لمدير جهاز المخابرات وعلاقاته المشبوهة مع نجمات السينما المصرية واستغلاله لهن في نشاطات استخباراتية.
 
وقالت في مذكراتها عن فترة قربها من صلاح نصر أنه أجبر زوجها على تطليقها كي يتزوجها هو، حيث أشارت مذكراتها أن نصر هدّد زوجها بإدخاله مستشفى المجانين في حال رفضه تطليقها، فأقنعته بتنفيذ ذلك خوفاً عليه وعلى أبنائهما، وكان هو الشاهد على عقد قرانهما، على الرغم من أنها كانت حاملاً في ابنها أدهم.
 
وتسبب مذكرات اعتماد خورشيد في إثارة الجدل خصوصاً في الفترة التي تبعت ثورة يناير من عام 2011، بعدما ظهرت في لقاءات تلفزيونية كثيرة تتهم رئيس مجلس الشوري ووزير الإعلام في فترة حكم مبارك بالضلوع في فساد وانحرافات صلاح نصر التي أشارت إليهها في مذكراتها.
 
- محمد نجيب
منذ تحديد إقامته في نوفمبر عام 1954 في قصر زينب الوكيل بالمرج وقبل وفاته عام 1984 ظل أول رئيس لجمهورية مصر العربية اللواء محمد نجيب يُلملم أوراقه ومذكراته ويسجل كل ما رأه خلال فترة حكمه كأول رئيس للبلاد وبعد الاطاحة به وعزله عن الحكم، إلى أن انتهي من اعداد كتابه «كنت رئيساً لمصر» الذي يحمل بين أوراقه مذكراته وقصة حياته وصراعات دخلها مع مجلس قيادة الثورة وقت أن كان رئيساً.
 
لكن هذا الكتاب الذي يحمل سيرة ذاتية للرئيس محمد نجيب لاقي ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية جزء منها مؤيد لما جاء به والجزء الآخر كان يًكذب المعلومات التي احتوى عليها الكتاب، خصوصاً عدد كبير من الناصريين واليسارين، الذين وجدو في كتابات نجيب انتقادات  لاذعة لثورة 23 يوليو وما نتج عنها من قرارات وتغيرات اجتماعية كبيرة.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق