ربنا لا تؤخذنا بما فعل "الشواذ" منّا

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 02:34 م
ربنا لا تؤخذنا بما فعل "الشواذ" منّا
صبرى الديب

أؤكد أن ما حدث من فواحش وشذوذ داخل حفل فريق الموسيقى اللبناني "مشروع ليلى"، الذى أقيم منذ أيام، بمول "كايرو فستيفال سيتي" بمنطقة التجمع الخامس، ما هو إلا جرس إنذار واضح، يشير إلى العديد من الأمراض الاجتماعية ـ المسكوت عنها ـ والتي تفشت في المجتمع المصري، بعد ثورة 25 يناير، تحت دعوى "التحرر، وحرية الاعتقاد" ، والتي تكونت بموجبها العشرات من المجموعات الشبابية المنحلة، من "الشواذ، وعبدة الشيطان، والملحدين" وغيرهم، والذين وجدوا للأسف ــ في غيبة من الدولة ــ من يساندها ويتبنى مطالبها، من المنظمات الحقوقية المأجورة والمدعومة من الخارج.
 
وما أخشاه هنا، هو استمرار حالة السكون والثُبات التي تعيشها الدولة، وصمت مجلس النواب عن إصدار تشريعات تحد من تلك الممارسات الشاذة، فيمتد ويتوسع نشاط مثل هذه المجموعات الشاذة، ويستقطبون أعدادا أكبر من الشباب، وينقلب الحال إلى "أمر واقع" ، خاصة وأن ما ينادون به من "انحلال" ، يمثل نوعا من الإغراء الشديد للآلاف من الشباب المراهق، وهو ما جعل أعدادهم للأسف في تزايد مستمر، على الرغم من عدم العلانية، واقتصار دعوتهم في إطار مجموعاتهم المغلقة، التي غالبا ما تتجمع على مقاهي بعينها، أو في حفلاتهم التي غالبا ما تكون في أماكن متطرفة.
 
وللأسف الشديد فإن البعض اختزل ما حدث في"كايرو فستيفال سيتي" على إقدام عدد من الشباب على فعل أعمال منافية للأداب، ورفع علم "المثليين جنسيا" علنا أمام الجميع، وتناسى، أن هناك في المجتمع الآن ما هو أخطر من الشذوذ.
 
فعلى الرغم من إسدال الستار على ظاهرة "عبدة الشيطان" في مصر منذ 20 عاما تقريبا، بعد إغلاق القضية الأشهر التي طالت 90 شابا وفتاة من أبناء الطبقات الراقية عام 1997، إلا أنني أؤكد، أن الظاهرة بدأت في العودة من جديد في الخفاء، وتحديدا وسط أبناء الطبقات الراقية في القاهرة والمحافظات، حيث بدأ عشرات الشباب في الظهور، بأشكال وملابس غريبة، والتجمع داخل حفلات لموسيقي الميتال، وهم يرتدون ملابس سوداء تحمل "النجمة الخماسية" التي يقدسونها، لدرجة أن هناك محلات في مناطق راقية بالقاهرة تخصصت "علنا" في بيع ملابسهم السوداء، واكسسواراتهم الغريبة.
 
وتؤكد المعلومات، أنهم عادة ما يتجمعون داخل فيلات بمناطق نائية، في حفلات تمارس فيها كل أنواع الفواحش والأفعال الشاذة والمنفرة، وعلى أنغام موسيقى مرتجلة، يصحبها صرخات وحركات هستيرية عنيفة.
 
لدرجة أن طقوسهم تصل إلى حد "نبش القبور" وتقبيل الأشياء المنفرة والنجسة، التي تصل إلى حد أنهم يقبلون الملابس الداخلية لبعضهم البعض بطريقة مقززة، ويلطخون وجوههم وأجسادهم بالدماء، بعد أن يتباد كل الشباب والفتيات منهم جرح الأخر ومص دمه.
 
للأسف أن الأمراض الاجتماعية "الشاذة" لم تعد تقتصر على أمر "الشواذ وعبدة الشيطان"، بل أضيف إليهم "الملحدون" الذين انتشر فكرهم خلال السنوات الأخيرة بين الشباب بشكل "بشع" ،على الرغم من أن الدعوى له مازالت مقصورة أيضا على تجمعات، وصفحات تحمل أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الثابت والمؤكد، أن هؤلاء الشباب يجاهرون في جلساتهم الخاصة، ومن خلال تلك الصفحات بأنهم "لا يؤمنون بإله، ويؤمنون فقط بالعلم وقدرات الإنسان" ويطالبون الدولة بالاعتراف بهم، وإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية، والاعتراف بالزواج المدني، والسماح بنقد الأديان، دون أن يتصدى لهم أحد.
 
أؤكد، إن ما حدث داخل "كايرو فستيفال سيتي" من شذوذ ، لن يكون الأخير في سلسلة الأمراض الاجتماعية التي أصابت المجتمع، خلال السنوات الأخيرة، وأن فكر "الشواذ، والملحدين، وعبدة الشيطان" وغيرها من الدعوات الشاذة، سوف يظهر ويتطور وينتشر، مادامت الحكومة ومجلس النواب لم يتحركا لسن تشريعات تجُرم تلك الممارسات، التي تتنافى مع كل ما نادت به الأديان، والعادات، والتقاليد، والأعراف، منذ آلاف السنين.
 
ربنا لا تؤخذنا بما فعل السفهاء منّا.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

 

تعليقات (1)
الزقازىق
بواسطة: رمضان الىمانى
بتاريخ: الجمعة، 10 نوفمبر 2017 07:25 ص

اخى الحبىب صبرى كل ما يؤسنى اغلب قادة الفكر يقولون ان محاربة الافكار المتطرفة والشازة فى المجتمع يحارب بالفن والانشطة الرياضية وشكرا لك يامحترم

اضف تعليق


الأكثر قراءة