"ثقافة القلش" تغادر العالم الافتراضي وتغزو واجهات المحال

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 10:00 م
"ثقافة القلش" تغادر العالم الافتراضي وتغزو واجهات المحال
مرطبات الحاج زبالة
هناء قنديل

"ثقافة القلش"، التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت تغزو الحياة الحقيقية عبر واجهات المحال.
 
 
وتشهد شوارع مصر، حالة من التوافق بين أصحاب المحال، على إطلاق مسميات غريبة أحيانا، ومثيرة للضحك أحيانا أخرى على أنشطتهم، بالإضافة إلى حرص فئة أخرى على الاستعانة بالأمثال، والحكم، والأشعار، لتمييز محالهم عن غيرها.
 
 
وتتسم هذه الأسماء بالتناقض المثير للسخرية، ومنها قائمة طويلة لأسماء المحال التجارية مثل مطاعم "الجحش"، و"البغل"، و"الباكبورت"، و"عبده تلوث"،  و"بار الشيخ علي"، و"قهوة شهود الزور".
 
 
أما عن الشوارع فحدث ولا حرج فهناك، "شارع الكفار" بالإسماعيلية، و"زنقة الستات" بالإسكندرية، و"حارة التمساح"، و"شارع عزرائيل"، و"حارة القتلى"، و"قلعة الكلاب"، و"قلعة الكبش"، و"كفر الطماعين" بالقاهرة.
 
 
ولم تسلم دور العبادة من تلك الظاهرة العجيبة فنذكر منها على سبيل المثال: "كنيسة خاتم المرسلين"، "مسجد سوق الآخرة".
 
 
وحول الأسباب العلمية لهذه الظاهرة، أوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، الدكتور محمد سيد أحمد، أن اللافتات التي يتم وضعها على واجهات المحال، ترتبط بشكل أساسي بثقافة المجتمع، والأخلاقيات السائدة فيه.
 
 
وأشار لـ"صوت الأمة"، إلى حرص أصحاب المحال على اختيار عناوين جاذبة للانتباه، تميز أماكنهم، يجعلهم يغوصون في أعماق المجتمع حتى يحصلوا على كل غريب، أو لافت، مضيفا: "وفي هذه الحالة يرتبط الأمر بالمستوى الثقافي للمجتمع، الذي يخلق ضميرا جمعيا، يقبل أو يرفض أسماء بعينها".
 
 
ولفت "أحمد"، إلى أن المجتمع المصري شهد على مدار تاريخه أنواعا مختلفة من الأسماء التي يتم تزيين المحال بها، ففي مطلع القرن العشرين، كان الجميع مفتونون بالثقافات الغربية، مع انتشار الأجانب بالقطر المصري، وكانت أسماء المحال مرتبطة بتلك الثقافة السائدة.
 
 
وتابع: "مع تراجع الوجود الأجنبي، بدأت تعود الأسماء العربية، والمصرية العامية إلى واجهات المحال، واستعان البعض بأسماء الحيوانات الشهيرة لتمييز بضائعهم، إلا أنه في النهاية بقي الأمر في الحدود الأخلاقية المتعارف عليها، فضلا عن تراجع المستوى العلمي لعموم المجتمع، وغزو مواقع السوشيال ميديا، بما تحمله من حرية مطلقة، مكنت الجميع من إخراج ما كانوا يعتبرونه عيبا في الواقع، خلق نوعا جديدا من الثقافة، والجرأة على الجهر بما يدور في النفس، وتشابك العاملان، ليصنعا تلك الحالة من التردي في الأسماء، وعدم التنسيق، والتناقض، الذي وإن كان يعلق في الذهن، إلا أنه يؤذي النفس".
 
 
وطالب بإنشاء جهة تتولى مراجعة هذه الأسماء، وإجبار أصحاب المحال على تغييرها، بما يساهم في رفع الذوق العام للمجتمع، ويحمي الأطفال من التأثر بهذه الألفاظ والتعامل معها على أنها جزء من الواقع"، مناشدا وسائل الإعلام الابتعاد عن الإسفاف، والترويج لهذه الأنواع من الأسماء السيئة.
WhatsApp Image 2017-09-27 at 3.24.46 PM
 

 

WhatsApp Image 2017-09-27 at 3.25.03 PM
 

 

WhatsApp Image 2017-09-27 at 3.25.40 PM
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة