"يالا حالا بالا".. أوصلت إسراء إلى محكمة الأسرة

الأربعاء، 27 سبتمبر 2017 10:13 م
"يالا حالا بالا".. أوصلت إسراء إلى محكمة الأسرة
محكمة الأسرة
إسلام ناجي

ارتدت نظارتها السوداء الكبيرة لتخفى إصابة عينيها، ونزلت إلى الشارع تحاول الاختباء فى ملابسها الواسعة، وحجابها المتدلى على وجهها حتى لا يشعر بها أحد الجيران ويسألها عن سبب الضجة فى الليلة السابقة، وفور خروجها من الشارع، أرجعت طرحتها إلى الخلف قليلاً لتسهل الرؤية، ووقفت بضع دقائق قبل أن تشير إلى إحدى الأتوبيسات العامة المتوجهة إلى شارع شبرا.
 
جلست "إسراء" على المقعد الخلفى بعد أن دفعت قيمة تذكرة الأتوبيس، وأرجعت رأسها إلى الوراء قليلاً وظلت تراقب الناس من خلف النظارة السوداء محاولة فهم تحركاتهم، وترجمة لغة جسدهم، وتتفحص نظراتهم إليها راسمة فى خيالها سيناريوهات كثيرًا لتوقعاتهم عنها، وآرائهم فيها، فسالت دمعة على خدها، وحفرت طريقًا متعرجًا فى مكياجها قبل أن تختفى فى حجابها تاركة خلفها أثرًا.
 
سبحت إسراء فى ذاكرتها متجاهلة نظرات الركاب إليها، تعيد على نفسها الليلة السابقة، محاولة استيعاب الأحداث المتسارعة، فهى قضت ساعات طويلة تزين الشقة، وتعد الطعام، وتصنع "التورتة" لتفاجئ زوجها، "عادل"، بالاحتفال بعيد ميلاده فور عودته من العمل إلا إن بعض المشاكل مع مديره أفسدت عليهما ليلتهما، وحولتها إلى جحيم بدأ منذ اللحظة التى دخل فيها "عادل" الشقة، وسخر من الزينة.
 
لم يكتف الزوج بالسخرية من طفولية الزينة نظرًا لاستخدام "إسراء" بعض شخصيات الرسوم المتحركة، بل أن سخر كذلك من الهدية التى وفرت الزوجة ثمنها من مصروف المنزل، وقلل من قيمتها فلم تتمالك "إسراء" نفسها، وقالت له "أنت مبتقدرش أى حاجة.. بدل ما تقولى شكرًا يا حبيبتى عشان أفتكرتى.. قاعد تتريق ولا كأنى عملت حاجة ولا تعبت فى حاجة".
 
أنتهز "عادل" الفرصة لتفريغ شحنة غضبه من مديره، وفور إنتهاء "إسراء" من كلامها، أنقض عليها، وأسقطها أرضًا مسددًا لها بعض اللكمات فى أنحاء متفرقة فى جسدها، فضلاً عن صفعها بشدة على وجهها، ورطم رأسها بالأرض عدة مرات قبل أن يعود لصفعها مرة أخرى، حتى نزفت أنفها، وتخضبت يداه بدمها الساخن، فهدأ، وجلس على السرير يلتقط أنفاسه قليلاً قبل أن يترك المنزل ولا يرجع إليه إلا مع شروق الشمس، ليبدل ملابسه، ويتوجه لعمله.
 
ظلت "إسراء" متكومة على الأرض، وباتت ليلتها على هذه الحالة، واستفاقت على صوت حركة فى الغرفة، ففتحت عينيها المتورمة ببطأ محاولة استكشاف مصدر الحركة، قبل أن تقع عينيها على زوجها يبحث عن ملابسه، فنهضت من مرقضها، ودخلت إلى الحمام، تغتسل، وتنظف جروحها، ولم تخرج حتى تأكدت من ذهاب زوجها، فأرتدت ملابسها، وتوجهت إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضد زوجها.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق