أرحام تحمل الإرهاب.. احتمالات تواجه دول العائدات من داعش

السبت، 30 سبتمبر 2017 03:19 م
أرحام تحمل الإرهاب.. احتمالات تواجه دول العائدات من داعش
داعش
محمد الشرقاوي

في غياهب الأرحام، تظل النطف مجهولة الهوية حتى يتم الكشف عليها، غير أن التكوين العقلي يحتفظ الله وحده بماهيته، فهي جينات مشتركة تتوارثها الأجيال.

جينات الإرهاب والتطرف، تظل أرحام نساء داعش وحدها حاضنة لتلك الجينات، ما بين أمهات وآباء يحملون الفكر المتطرف.

أوائل الشهر الجاري، احتجزت القوات العراقية أكثر من 1300 امرأة وطفل أجنبي، من 14 جنسية، من أسر مقاتلي تنظيم داعش، في مخيم للنازحين بتلعفر شمال العراق.

البيان الصادر عن القيادة العراقية قال إنه لن يتم اتهام المحتجزات بارتكاب جرائم، وأنه سيتم ترحيلهم إلى بلدانهم، وهو ما أثار كثيرًا من التساؤلات حول مستقبل هؤلاء النساء إلى بلادهن.

فهؤلاء النسوة متشبعات بفكر متطرف وتعودن على العيش في بيئة أكثر دموية، وهو ما اعتبره مراقبون قنابل موقوتة.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، فند عرض بحثي، بعنوان: "تحديات التعامل مع العائدات الأجنبيات في صفوف داعش"، تلك التحديات.

وفق دراسات متخصصة في شئون حركات العنف، فإن تنظيم "داعش" من أكثر التنظيمات الإرهابية التي توسعت في تجنيد المرأة، وتطوير أدوارها، وهو ما جعله يحرص على تجنيد النساء واستقطابهن إلى مناطق نفوذه في العراق وسوريا.

وبلغ تعداد النساء في التنظيم المتطرف، أكثر من ثلث عناصر داعش، كان منهن ما لا يقل عن 500 امرأة أوروبية، تتراوح أعمارهن بين 19 و23 عامًا.

وقال المركز البحثي، إن هناك سمات عدة لنساء التنظيم، أو ما يطلق عليهن "الكتائب النسائية"، هي التشدد الفكري، نظرًا لاعتناقهن الفكر الداعشي، خاصة وأنه كان يعتمد على الكثير منهن في الأعمال غير التقليدية التي تحتاج إلى درجة كبيرة من التشبع الفكري، كالدور "الشرطي" أو "الحسبة" (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

إضافة إلى "الدور الاستخباراتي"، من خلال جمع المعلومات عن بعض الأهداف الحيوية، ونقل بعض أجهزة التجسس والاتصال، ونقل بعض الرسائل السرية، إضافةً إلى "مساندة المقاتلين" من خلال تحفيزهم على القتال، وحمل السلاح عند الضرورة إذا اقتضى الأمر، علاوة على الدعم الطبي.

وحدد المركز احتمالات متعددة تواجه الدول التي تواجه خطر العائدات، أولها "الاندماج في المجتمع" وذلك في حال كانت هناك استراتيجية لدى الدول ادماجهن برغم حالة التطرف الفكري التي يُعانين منها خاصة إذا ما وُضعت لهن برامج تأهيل فكري واقعية وغير تقليدية.

ومن بين الاحتمالات وهو الأكثر خطورة "العودة السريعة للتطرف"، وذلك في حال إن لم يتم توفير عوامل تدفعهن إلى الترشيد الفكري والاندماج في المجتمع، ويبقى أمامهن طريقين أولهما محاولة العودة لبؤر الإرهاب أو نشر أفكار التنظيم أو تنفيذ عمليات انتحارية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة