"كل رجال السويس".. عندما يغلق التاريخ أبوابه بوجه من صنعوه

الإثنين، 02 أكتوبر 2017 05:00 م
"كل رجال السويس".. عندما يغلق التاريخ أبوابه بوجه من صنعوه
الصحفي محمد أبو ليلة
إسراء سرحان

صدر عن دار كنوز للنشر والتوزيع، كتاب "كل رجال السويس" للصحفي محمد أبو ليلة، ويكشف فيه أسرار الفدائيين في مدينة السويس في حرب أكتوبر والاستنزاف، بالتزامن مع الذكرى الثانية والأربعين لنصر أكتوبر المجيد.

يقول المؤرخون دوماً «أن لكل معركة أبطالها»، لكن التاريخ عودنا في بعض أحداثه أنه يوجد دائمًا جندى مجهول في وقت الحرب، هؤلاء من أغلق التاريخ ابوابه بوجههم، بينما فتح صفحاته لمن لم يشتركوا في المعركة باعتبارهم"الأبطال".

تدور احداث كتاب "كل رجال السويس"، عن أبطال أدار القدر وجهتهم من مهنتهم الأساسية الحياة، لحمل السلاح، ولكنهم لم يخذلوا ابدًا بلادهم عندما تطلب الأمر، فتحولوا إلى مقاتلين وفدائيين من طراز لا يتكرر، يصنعون البطولات المذهلة كأنها من عادات الحياة اليومية.

قال الكاتب الصحفي "عبد الحليم قنديل"، في رأيه عن هذا العمل أن الكاتب، "يقدم وقائع التاريخ المنسي، ويذكركم بأبطال السويس المحجوبين عن الضوء، بينما هم الذين صنعوا لهذا البلد ضوء النهار، وكانوا الشعلة الموقدة في ظلام ليل الهزائم الثقيلة العابرة".

وخلال السطور القليل القادمة سنقدم عرض بسيط للكتاب وما يحتويه من معلومات وأسرار عن الفدائيين تُنشر لأول مرة.

21698047_2058044004213182_878974377_n
 

 

لماذا السويس؟

طوال 42 عامًا اقتصر الحديث عن السويس في يوم" 24 أكتوبر"، عند تصدى أبطالها للجيش الإسرائيلي، وصنعوا ملحمة السويس العظيمة، لم يكن مسموح لهؤلاء الأبطال من فدائيي السويس أن يظهروا في وسائل الإعلام، إلا أثناء احتفالات أكتوبر وبشكل محدد، لا يتحدث عنهم ولا عن بطولاتهم إلا القليل.

ظل الرئيس الأسبق «حسني مبارك»، طيلة حكمه يروج إلى أنه الوحيد صاحب انتصار أكتوبر، بينما هو كان قائد الضربة الجوية الأولى التي تكونت من خمسة آلاف طيار، وليس القائد فقط.

بعد انتصارات عام 1973، اعتاد الرئيس الراحل أنور السادات أن يصّلي كل عيد فطر في مدينة السويس، تقديرًا لما قدمه شعبها من تضحيات في ذلك اليوم.

ففي هذا اليوم «24 أكتوبر» قدمت السويس ملحمة وأبطال لم يعرفوا الاستسلام، والآن وبعد مرور 42 عامًا على الحرب تغيرت الملامح تمامًا عن «بلد الغريب»، لكن الأحاديث عن المقاومة والفداء لا تزال تروى لكل الأجيال، ولا تزال جدران مسجد الشهداء الذي كان مقر المقاومة الشعبية بالمدينة "حافظة" لأسامي شهداء حرب السويس في هذا اليوم.

معظم أهالي السويس حتى الجيل الجديد يعرفون جزء من هذه التفاصيل التي توارثوها جيلًا بعد جيل، غير أن تفاصيل التفاصيل لا يعرفها إلا القليل وبالأخص القريبين من مجموعة الفدائيين أعضاء منظمة سيناء العربية، هؤلاء الأبطال الذين قادوا المعارك وقت الحرب.

قال الصحفي محمد أبو ليلة عن كتابه، " إنه حينما تجلس مع فدائي بصفتك صحفي توثق شهادته التاريخية، ستحصل على معلومات أشمل وأهم من كونك مواطن عادي يسمع حكايات هؤلاء الفدائيين مرة كل عام في حال قررت المحافظة تكريمهم على الأدوار البطولية التي قدموها.

عندما حكى لي البطل"محمود عواد"، كيف بدءوا الانضمام للمقاومة الشعبية بعد ساعات من نكسة يونيو، والأماكن التي بدءوا فيها التدريب القاسي الذي استمروا فيه أيامًا طويلة، استنتجت لماذا قام هو وزملاءه «إبراهيم سليمان»، «مصطفى أبو هاشم»، «محمود طه»، «سعيد البشتلي»، «أشرف عبد الدايم» وسبعة أبطال آخرين من رجال المقاومة بتنفيذ عملية وضح النهار والتي أسفرت عن أسر جندي من جنود العدو ومقتل تسعة إسرائيليين بينهم  ضابط  بهذه السهولة والسلاسة.

وقد راعيت أن أعرض جزء من تاريخ مدينة السويس وشعبها من خلال مقاومة الغزاة والمحتلين منذ  أيام الهكسوس، وحتى معارك الفدائيين في السويس في أربعينيات القرن الماضي، مرورًا بمعارك القناة عام 1951، وتحديدًا في معركة كفر أحمد عبده، ويتضمن الفصل الأول بعنوان "بداية مقاومة"، ليتضمن شرح بسيط وتذكير بهذه العمليات الفدائية التي قام بها «جدعان» السويس منذ فجر التاريخ وحتى قبل نكسة يونيو.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق