صغيرة على الزواج

الأحد، 08 أكتوبر 2017 12:00 م
صغيرة على الزواج
آمال فكار تكتب:

أسبوع الهرتلة على قنوات التليفزيون، خرج علينا وزير الخارجية السابق عمرو موسى بالدعاية لكتابه عن جمال عبدالناصر، ما جعل عبدالحكيم عبدالناصر يقول «كلام عيب ومايصحش» فى حق والده وادعاء الحكمة بأثر رجعى خطيئة كبرى، وحب الناس الميراث الحقيقى الذى تركه لنا وأمام كل واحد يكرهه مليون واحد يحبونه، أنا أقول نعم جمال عبدالناصر شخصية نحبها ونقدرها حتى الآن ولحظة فراقه بكينا عليه، رغم أننا كنا صغارا أنه باق فى قلوبنا، ليه كده يا سيد عمرو موسى؟ كنت أتصور إنك تصدر كتابا تقول فيه ما قدمته لمصر خلال مشوارك السياسى، جمال عبدالناصر أعطى عمره ووقته لمصر وإن كنت ناسى أفكرك، ده زعيم مصر وحبيب الملايين وباق فى قولبنا سواء صوره وذكرى وحب وبس خلاص.
 
 إننى حائرة، طوال هذا الأسبوع هرتلة وعقليات العجول وما يطرحونه علينا من حوارات ومناقشات مثال ما عرض علينا من البعض يسأل ما رأى الدين فى الزوج الذى يعاشر زوجته وهى متوفاة؟ هل حرام؟ ولا حلال؟ وبدلا من قراءة الفاتحة وذكر حسناتها يفكر فى المعاشرة الجنسية! كفانا تخلفًا، وكمان حوارات حول زواج الطفلة وقصص وحكايات، وأنها غير مؤهلة لتكون زوجة فى سن صغيرة، وأنا أقول أحمدك يا رب، الرجال استيقظوا واقتنعوا أن الزوجه لكى ينجح زواجها لا بد من وجود مواصفات، أضف إلى هذه الهرتلة حفلة «مشروع ليلى» والتى أقيمت فى التجمع ودخلها 25 ألف شاب، يشاهدون العجب والفجور وما يعاقب عليه الدين ويعتبره عملا محرما، وهو  الشذوذ الجنسى، فقد عشنا أياما سخيفة ومقرفة، والحمد لله ولكن جماعة السلفيين لم يتركوا احتفال عاشوراء يمر بسلام، فقد أفتوا بإزاله مسجد وضريح الحسين لأنه ضد الشريعة الإسلامية، وحسم الموقف وزير الأوقاف عندما أغلق المسجد، ونختم هرتلة الأسبوع عندما خرج علينا طالب نابغة بكلية حقوق طنطا، عندما أعد مسرحا فى حديقة الكلية وامتلأت بالبلالين والورود واللافتات وقلوب مرسومة تحملها الفتيات ولحظات ليفاجئ الطالب حبيبته، عندما شاهدت ما فعله حبيبها احتضنته، وهذا الحضن أشعل الغضب فى حقوق طنطا، الأمر الذى أثار تساؤلات الطلاب عن الغياب التام للأمن وإدارة الكلية، منتقدين عدم احترام الحرم الجامعى الذى تحول إلى ملهى ليلى، وما حدث لا يتناسب مع القيم الاجتماعية، وبدأ التحقيق مع الطالبة والطالب وكل العاملين بالكلية وكل من ساهم فى هذا الحفل، سواء بالتصوير او الاحتفال مع الطالب والطالبة، والآن نعرض جريمة «صغيرة على الزواج» فتاة سمراء فى الخامسة عشر جسدها جسد امرأة فى الخامسة والعشرين، شعرها أسود طويل، حادة النظرات، فى خجل قالت: تهمتى جريمة قتل زوجى فقد زوجونى صغيرة فى الثالثة عشر عندما حملنى أبى من الغيط إلى الزواج، فى يوم وليلة وجدت نفسى زوجة ومسافرة مع زوجى إلى القاهرة، وسكنا فى إمبابة، والنساء فيها يحببن الاختلاط ببعضهن، كنت اجلس معهن حتى عودة زوجى ليلا، حيث كان تاجر قماش فى العتبة، يعود سكرانا ويضربنى بعنف بدون سبب، كان مزاجه رؤية دموعى قبل نومه، نوع من الجنون، كما قالت لى إحدى النساء فى ليلة الجريمة، دخل على ونظراته كلها شر، وقال: فين العشاء؟ إنتى نايمة؟! جرنى من شعرى وحاول ضربى، دفعته عنى فوقع على الأرض، ولا أدرى عنه شيئا، وقالوا إننى قتلته.
 
فى التحقيق معها كان هناك رأى آخر، أنها ضربت زوجها بزجاجة ضخمه فسقط مهشم الرأس، وأكملت عليه فى عنف وظلت بجواره حتى طلوع الصباح، وأبلغتأان زوجها وقع على الأرض ومات، ولأنها صغيره لم تتعد الثالثة عشر، فقد أدخلت مؤسسة الأحداث، وبعد عامين عثر عليها فى منزل عربى تعمل شغالة لديه، وقبض عليها، وأثناء التحقيق اعترفت لى قائلة: أنا هربت من المؤسسة لأنه من فيها كانوا يضربوننى ويعيروننى بقتل زوجى، والمشرفة تقول: دى اللى قتلت جوزها يا بنات، وكن يسخرن منى،  كرهت الحياة فقد كانت حياتى مع زوجى أرحم من المؤسسة، ولكن كنت صغيرة لا أعرف معنى الزواج ولا كيف أكون زوجة لرجل، لذلك كان يضربنى، وبعد هروبى من المؤسسة حاولت العثور على رجل للزواج، لكن من التقيت بهم أرادو ان أكون شغالة فقط، أسرتى هى السبب فى وجودى هنا، فقد أخطأ أبى فى زواجى وأنا طفلة، لا أدرى عن الحياة شيئا، كنت ألعب فى الغيط مع بنات القرية وأذهب إلى المدرسة وكنت طفلة، وعندما تقدم لى تاجر القماش طار عقل أبى عندما قبض 20 ألف جنيه بجانب تجهيزى، والسفر معه إلى القاهرة، وزوجنى له، باعنى بكام باكو، لم أعرف الخطأ والصواب، وأن اكون زوجه لرجل فى الأربعين من عمره، وهذه نهاية «صغيرة على الزواج».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق