الأمس واليوم.. بطرس غالي ومشيرة خطاب

الأحد، 15 أكتوبر 2017 11:51 م
الأمس واليوم.. بطرس غالي ومشيرة خطاب
جمال رشدي يكتب:

لابد أن نقف علي طبيعة النظام العالمي الذي تقودة الولايات المتحدة الأمريكية، وكيفية اختيارات مسؤولي المنظمات العالمية مثلما يحدث حاليا فى اختيار مدير منظمة اليونسكو، والمرشحة المصرية الدكتورة مشيرة خطاب، ورجوعا للخلف من بوابة التاريخ  فقد تم اختيار الدكتور بطرس بطرس غالى سكرتير عام الأمم المتحدة الاسبق، كأحد المكافأت المعنوية التي منحت لمصر بسبب اشتراكها عسكريا في التحالف الدولي الذي قادته أمريكا ضد العراق أثناء غزوها للكويت عام 1990 في حرب الخليج الأولى.
 
 
وهذا لا يمنع أن الدكتور بطرس بطرس غالي كان يستحق هذا المنصب بجدارة لكونه من أفضل الدبلوماسيين في العالم حينذاك، وبسبب أن آراءه لم تتوافق في عدة قضايا مع مصالح أمريكا، لم يتم التجديد له فترة ثانية 1996 رغم وقوف عشر دول من أعضاء مجلس الأمن معه وعدم اعتراض الدول الباقية عليه إلا أن أمريكا استخدمت حق الفيتو لتحرمه من قيادة المنظمة الدولية مثل جميع السابقين واللاحقين، هذه هى أمريكا القطب الأوحد المهيمن والمسيطر إلى حد كبير فى العالم.
 
 
أمريكا والغرب والقوى الكبرى تدير سياستها طبقا لمصالحها، ولن نصدق تماما ما يعلنون عن مكافحة الاٍرهاب، هذه رواية يريدون أن نصدقها ولكن الحقيقة هم وراء صناعة الاٍرهاب تخطيطا وإدارة، ويصنعوا وكلاء لهم سواء منظمات إرهابية أو دول، أمريكا والغرب والقوى العالمية المتضامنة لم يكن ليسمحوا لمرشحة مصر الدكتورة مشيرة خطاب أن تفوز، بسبب مواقف مصر غير المتوافقة مع مصالحهم من دعم العراق فى مكافحة الاٍرهاب ودعم وحدته ووحدة سوريا، والمحافظة علي وحدة ليبيا عن طريق دعمها المباشر للجيش الليبي بقيادة حفتر لمواجهة الإرهاب، ومواقفها الثابتة فى محاربة الاٍرهاب بالمنطقة، وأخيرا دورها في لم الشمل الفلسطيني والمصالحة الوطنية.
 
 
وبذلك رجعت مصر إلى دورها الإقليمي والعالمي ليس كتابع، بل دور وطني مستقل نابع من  مسؤولياتها التاريخية، وبجانب ذلك دور مصر الكبير في إسقاط وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد، فلابد للعلم بأن المرتشي من الدول التي لها حق التصويت في انتخابات اليونسكو، يتم توجيه سياسة تصويتها عبر مندوبا، من الدول الكبرى ليس لنجاح مرشح الدولة التي تقدم الرشوة بقدر ما هو إبعاد مرشح مصر عن المنافسة على المنصب، وذلك نتيجة للأسباب التي ذكرناها، والتي تتعارض مع مصلحة أمريكا والدول الكبرى.
 
 
هذا المنصب لن يقلل أو يزيد من مكانة مصر، التى هى قوية بشعبها العظيم، فلنركز في إدارة حياتنا بالعمل والعلم والثقافة والقيم، وأتمنى أن تسود لدينا ثقافة إن نجاحنا بأيدينا وعزيمتنا وعملنا وإرادتنا وليس بيد آخرين، وحتى على المستوى الشخصى كل إنسان لابد أن يدرك أن له الدور الأساسى في مقدرات حياته.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة