في مكافحة الإرهاب

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017 12:48 ص
في مكافحة الإرهاب
بقلم د. حاتم العبد

مخطئ من يظن بأن يده خالية من سلاح لمحاربة الإرهاب؛ وأهم من يعتقد أن مجابهة الإرهاب ودحصه مقتصر فقط على الأجهزة الأمنية؛ مخطئ من يعتقد أنه آمن من الإرهاب وغدره، والتطرف وخطورته. 
 
ينبغي علينا جميعًا الاصطفاف في مواجهة الإرهاب؛ فالأسرة مدعوة لتربية أبنائها تربية قويمة وسطية، وعليها أن تراقب مسلك أبنائها ومسلك من يصاحبون، ولا مكان للتذرع بأن الأبناء قد كبروا أو التعلل بالحرية للتنصل من واجب رعاية ومتابعة الأبناء وفِي شتى المراحل العمرية.
 
تتقاسم المدرسة والجامعة الدور مع الأسرة، على حسب المرحلة الدراسية وبنفس الفلسفة. 
 
يدخل على خط المواجهة أيضًا النوادي الاجتماعية والرياضية، مراكز الشباب، الجمعيات الأهلية... إلخ، ما إن يلحظوا تغيرًا في سلوك شخص أو أكثر، وجب عليهم إبلاغ السلطات المختصة فورًا. 
 
على ألا يمتد الأمر إلى الكيدية ولتصفية حسابات بالبلاغات الوهمية، بمعنى أنه على الجميع تحمل مسؤوليته واستشعار أهمية الخطر الذي لن يبقِ ولن يذر. 
 
اقترحت في مقال سابق، ومع إصرار الإرهاب الأسود على أن يطل علينا بوجهه القمئ صباح مساء، ويحصد أرواح إخوتنا من أبناء الجيش والشرطة والمدنيين، أن تمنح الحكومة مهلة ٤٨ ساعة لمن يحمل سلاحًا لتسليمه، أو لمن يرشد على أسلحة غير مرخصة، ويكون العفو ما لم تكن يده ملطخة بالماء ومنغمسة في وحل الإرهاب ؛ وبعد انتهاء المدة يكون التعامل المباشر، والتصفية الجسدية لكل من يحمل سلاحًا غير مرخص.. فلا سلاح غير سلاح الدولة، ولا قوة مسلحة غير قوة الدولة، ولا سلطة- أيًّا كان نوعها، سياسية أو دينية أو اجتماعية- غير سلطة الدولة. 
 
على الإمام والخطيب في المسجد الابتعاد عن السياسة وأهلها، وأن يكون داعية فقط لا غير، وأن يتقي الله في دينه ووطنه. 
 
وعلى القس والراهب في الكنيسة والأديرة، أن يكونوا دعاة سلام وأن يلتزموا بتعاليم السيد المسيح، وأن يبتعدوا أيضًا عن السياسة وأهلها، وأن يتقوا الله في دينهم وطنهم. 
 
إن تربية الأجيال على مبدأ التخصص وأن لكل مجاله ولا يجب خلط المجالات وضرورة نظم العلاقة بين الدين والدولة، لهو صِمَام الأمان والسلاح الرادع لمكافحة الإرهاب. 
 
على الدولة هي الأخرى أن تتحسس الدقة في تعاملها وردة فعلها، وعدم أخذ العاطل بالباطل، فواجب الدولة منع الجريمة والحول دون تكوين عناصر إجرامية، لا أن تحيل بعض الشباب إلى إرهابيين في حالة الزج بهم دون ذنب في غياهب السجون. 
 
كلٌ في مكانه جنديٌ في مواجهة الإرهاب، كلٌ في محله سلاحٌ لمكافحة التطرّف. الاصطفاف لا غيره، بعد الإيمان بالحق تبارك وتعالى، هو خير وسيلة لمكافحة الإرهاب ودحره. 
 
حمى الله مصر والمصريين؛ حفظ الله كل جنودنا ومواطنينا، ورحم الله كل من ارتقى في سبيل مصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق