غانا هي الحل!!

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017 11:02 م
غانا هي الحل!!
أحمد إبراهيم يكتب:

هذا المقال لا علاقة له بمباريات كرة القدم أو لقاء مصر وغانا في تصفيات كأس العالم الشهر القادم (التي حسمتها مصر بالتأهل فعلا) لأنه للأسف الشديد معظم المصريين لا يعرفون عن غانا سوى منتخبها وفريق كوتوكو الذي يلتقي الأهلي والزمالك في البطولات الإفريقية ولكنهم لا يعلمون أن العلاقات المصرية الغانية تاريخية وبدأت حينما قام الزعيم جمال عبدالناصر باحتضان  "نكروما" المناضل الغاني وأول رئيس لها بعد الاستقلال .
 
علاقة مصر وغانا شهدت قصة عشق جميلة بدأت في نهاية خمسينيات القرن الماضي، وفي تفاصيلها ارتباط المصرية القبطية "فتحية رزق" برئيس غانا بوساطة من الرئيس عبدالناصر حيث كانت "فتحية" فتاة جميلة تنتمي لأسرة مسيحية راقية وتقيم في منطقة حلمية الزيتون بالقاهرة توفي والدها وهي صغيرة.
 
عام 1957 كان الرئيس الغاني "نكروما" يزور إحدى الكنائس في مصر، وهناك شاهد" فتحية" وانبهر بشخصيتها وجمالها وقرر على الفور الارتباط بها بعد أن تحدث معها وعرف اسمها وعنوانها.
 
وفي اليوم التالي تقدم "نكروما" لخطبتها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من جانب والدتها، حيث خشيت أن ترحل ابنتها عنها على غرار ما حدث مع ابنتها الكبرى التي تزوجت وهاجرت للخارج مع زوجها ولذلك حسمت الأمر تماما مع الرئيس الغاني معلنة له رفضها التام، في اليوم الثالث دق جرس منزل أسرة "فتحية" وكان الطارق هو الرئيس جمال عبد الناصر الذي التقى بالأم، وسألها عن سبب الرفض فأخبرته أن ابنتها ستسافر وتعيش بعيدا عنها ولا تستطيع رؤيتها، فقال لها ناصر أنه قرر افتتاح سفارة هناك وسيكون بين القاهرة والعاصمة الغانية أكرا خط طيران مباشر ويمكنها أن تسافر لها في أي وقت.
 
حينها اطمأنت الأم لحديث الرئيس عبد الناصر، ووافقت ولكن على مضض، وفي الأول من يناير عام 1958 أقيم حفل الزفاف في مصر وسافر الزوجان لغانا.
 
وأصبحت "فتحية نكروما "سيدة غانا الأولى ومحبوبة الجماهير والشعب الغاني، كما أطلقوا عليها"عروس النيل" وأنجبت من نكروما 3 أبناء هم جمال الابن الأكبر ويعمل صحافيا في الأهرام وسامية ونبيل.
 
جمال عبد الناصر مازال معشوق الشعب الغاني وتمثاله واسمه على اهم واكبر شارع في العاصمة "اكرا" ليس عبدالناصر فقط ولكن الحقيقة أن الشعب الغاني يعشق مصر وشعبها ويعتبرنا اخواله نظرا لعلاقة النسب والمصاهرة.
 
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة للشعب الغاني الا انه طيب وجميل ومبتسم ومنظم ورغم ازدحام العاصمة فإن المرور سهل وبسيط وهدوء ولا ضوضاء ولا حواداث او فوضى الشوارع خالية من رجال المرور ولكن الجميع ملتزم بالاشارات ويوجد رصيف  محترم للمشاة وممنوع التعدي عليه او احتلاله.
 
مصر قصرت ومازالت في حق هذه الدول العاشقة لها التقيت في غانا مع بعض المستثمرين المصريين وعددهم لا يتعدى أصابع اليد الواحدة ولكنهم سعداء جدا بالعمل هنا ويلقون كل الترحاب من أعلى قيادات الدولة وفي المقال السابق اشارنا إلى المهندس إبراهيم حسبو الذي يستثمر في مجال الزراعة بعد أن يأس في الحصول على أرض في مصر جاء إلى غانا وخلال خمسة أشهر فقط حصل على 50 ألف فدان واستصلحها وزرع منها خمسة آلاف سوف يحصد محصولها الاسبوع القادم وهو حاليا يتوسع في الإنتاج الحيواني والتصنيع الزراعي وأول امس قام رئيس غانا شخصيا بزيارة مزرعته واصدر توجيهات لوزير الزراعة بدعم ومساندة المستثمر المصري الذي يمتلك ذكاء كبير فاستغل الفرصة وتبرع بألف فدان لإنشاء جامعة زراعية على نفقته الخاصة هدية للشعب الغاني وتقديرا لزيارة الرئيس لمزرعته هؤلاء هم سفراء مصر الحقيقيون وواجهتها المشرفة في الخارج.
 
 المستثمر المصري في غانا يستطيع أن يلتقي أي مسئول في اي وقت حتى لو رئيس الدولة وفي بلده يعاني حتى يلتقي برئيس مدينة أو سكرتير محافظة والمستثمر الاجنبيى عموما في غانا مدعوم من البرلمان اي من الشعب أعلى سلطة في الدولة لأن الحكومة والرئيس يتغيران مع كل انتخابات حيث يتنافس على السلطة حزبين فقط.
 
المهندس حسبو قال لي ان غانا هي الحل السحري لمشاكل مصر وخاصة في مجال الزراعة لأن الاراضي فيها رخيصة(60 دولار للفدان حق انتفاع لمدة 49 سنة) وشاسعة وخصبة والمياه متوفرة ويمكننا إنتاج غذائنا من هنا او على الاقل زراعة المحاصيل التي تستهلك المياه عندنا مثل الأرز .
 
الأمر يحتاج فعلا نظرة جدية ودعم من الدولة للمستثمرين المصريين في الخارج فيجب أن تكون في ظهورهم مثلما تفعل كل الدول مع مستثمريها في الخارج وليس معنى انهم قطاع خاص يتم اهمالهم فهم قوة اقتصادية وأسلحة ناعمة حقيقية فهل من يسمع ويستجيب !؟ نتمنى ذلك والله الموفق والمستعان .          

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق