كل الأعذار كاذبة

السبت، 21 أكتوبر 2017 01:31 م
كل الأعذار كاذبة
شيرين سيف الدين تكتب:

كنز مصر الحقيقي هو الشباب ، والشباب المصرى لديه من العقل المبدع والإرادة والرغبة في الابتكارما يؤهله  لتحقيق العبور والوصول بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة ، ودائما ما كنا نشكو من إهمال الدولة لهم وعدم تقديم الدعم الكافي للمبدعين وذوي الهمم ، لكن ما لمسناه من اهتمام الأسبوع الماضي خلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل تخريج المشاركين فى مبادرة رواد الاتصالات و تكنولوجيا المستقبل ، وتكريمه لهم وتأكيده على دعم الدولة المادي والمعنوي لتطوير وتنمية أبنائها ، يدعو للأمل والتفاؤل ، وما شاهدناه خلال المؤتمر من مشروعات قدمها الشباب الطموح يملأنا فخرا بهؤلاء المبتكرين والمجتهدين المنتمين لمختلف محافظات مصر .

إن خطة المبادرة تقوم على تدريب 10 آلاف متدرب من جميع المحافظات خلال 3 سنوات وإتاحة فرص العمل لهم، بمن فيهم ذوى الاحتياجات الخاصة، واليوم نستطيع الاعتراف بأننا بدأنا السير على الطريق الصحيح الذي يبدأ ببناء عقل الانسان والاهتمام بتطويره ووضع التعليم ضمن أولويات الدولة ..


حان الآن وقت اقتناص الفرص والبدء في العمل لتحقيق الأمل ، والتوقف عن لعن الظروف ، فعندما استمعت لكلمة منة الله الفتاة (الكفيفة ) القادمة من أسيوط وهي نموذج للتحدى والإصرار والعزيمة، تلك الشابة المصرية التي استطاعت تحدي الظروف لتصبح فتاة تتشرف بها مصر قاطبة وكرمتها الأمم المتحدة ، كما نشرت المنظمة الدولية قصة نجاحها كقصة تشرف وتمثل مصر ، تأكدت أن الظروف أبدا ليست عائقا في سبيل تحقيق النجاج .


  فكل الأعذار كاذبة ومن يرد يستطع ، والحياة تفتح أبوابها للشجعان أولئك الذين يتمسكون ببصيص الأمل رغم أنف الظروف ، الذين يعملون بجد وضمير ويجدون السبل للخروج من الأنفاق المظلمة ..


كثيرا ما سمعنا عن قصص النجاح التي كانت بدايتها بسيطة لأشخاص نجحوا في تخطي العقبات ، وتجاوزوا العديد من الأزمات والمحن ، وتمكنوا بمثابرتهم و عزمهم من تحقيق المستحيل ، وكم من قصة حقيقية عندما نتعرف على تفاصيلها تدفعنا نحو الإصرار على النجاح في الحياة والإصرار على قلب الحظ السيئ إلى حظ جيد ، والتصالح مع الواقع لتتحول أحلامنا المحطمة إلى بدايات مختلفة وفرص غير متوقعة .. ولو تأملنا أحوال الناجحين في الحياة لوجدنا أن بداياتهم المتعثرة كانت نقطة انطلاقهم الحقيقية نحو القمة ، فأحسن وسيلة للتغلب على الصعاب اختراقها.!!


والأمثلة كثيرة للمتفوقين والمشاهير والأبطال في جميع المجالات الذين استطاعوا الانتصار على اليأس وعلى معوقات الحياة التي قد تكون أصعب كثيرا مما يواجهه هؤلاء المتباكون الساخطون واللاعنون الذين يبحثون دائما عن مبررات الفشل الخارجية ولا يبحثون داخل أنفسهم ، هؤلاء الذين ينتظرون النجاح حتى يأتي إليهم وهم قابعون في أماكنهم .


والسؤال الآن ونحن نشهد بوادر رعاية من قبل الدولة، وفتحها أبوابا جديدة لتحقيق ما نصبو إليه ، أما آن الأوان للتوقف عن ندب الحظ السيئ والظروف الصعبة ، وتعلم كيفية ترويض الوحوش لصالحنا في حال واجهتنا ؟ أما آن الأوان لإطلاق المارد الذي يحطم الحواجز ويجتاز الجسور حتى الوصول للهدف المنشود ؟
وهنا تحضرني الأبيات الشعرية التي كتبها العظماء و تحمل من المعاني الكثير فهل نقرأها بأعيننا فقط أم نعقلها ونسير على دروبها ونستمد منها العزيمة والإصرار ؟
فقد قال الإمام الشافعي :
بقدر الكـد تكسـب المعالــي ... ومن طلب العلا سهر الليـالـي
ومن طلـب العلا بغيـر كدٍ... أضاع العمر في طلب المحال 

وقال الشاعر أحمد شوقي:
وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي ... ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا
وما استعـصى على قومِ منالٌ ... إذا الإقـدام كـــان لــهـم ركابا

وقال خليل مطران:
إعـزم وكد فإن مضـيت فلا تقف ... واصبـر وثـابــر فالنـجاح محققُ
لـيـس الموفق من تـواتيـه الـمنى ... لـكـن مـن رزق الثبـات مـوفــقُ .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق