مرصد الأزهر يندد بمجزرة إفريقيا الوسطى ويطالب بتدخّل فوري لحلّ الصّراع

أدان مرصد الأزهر للغات الأفريقية المجزرة التى أقدم عليها عناصر جماعة أنتي" بالاكا "المتشددة في إفريقيا الوسطى، عندما قاموا بشن هجومين مسلّحيْن على قرية «بونبولي» شمال العاصمة بانجي.

وتقع هذه القرية تحت سيطرة جماعة "سيليكا" المسلّحة المسلمة مما تسبّب في مواجهات عنيفة خلّفت نحو 150 قتيلا وعشرات المصابين بحسب «موسى عبدالرسول» رئيس اللجنة المحلية للسلام، فيما أفادت مصادر محلّية ووكالات أنباء أن الهجوم الوحشي تم فجر الأربعاء وبسبب انقطاع الاتصالات ظلّت الأخبار مجهولةً حتى اليوم التالي.

وتأتي هذه المجزرة بعد أقلّ من أسبوع على هجوم قتل خلاله 25 مسلما في مسجد «كومبي». من جانبها أدانت بعثة الأمم المتحدة في إفريقيا الوسطى قتل المدنيين العزل مسلمين كانوا أو مسيحيين، وقالت في بيان إنها قررت إرسال قوات إضافية إلى المنطقة التي لم تكن للمنظمة قوات فيها. يُذكر أنّ حالة من التوتّر تسود البلاد بعد فترة من الهدوء وذلك على خلفية الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي حينما قام مسلّحون تابعون لميليشيا «أنتي بالاكا» بقتل 25 مسلما بعد محاصرتهم داخل مسجد بقرية «كومبي» قرب العاصمة بانجي.

فيما عبر «أنطونيو جوتيريش»، الأمين العام للأمم المتحدة، عن أمله بأن يوافق مجلس الأمن على إرسال تسعمائة جندي إضافي لحماية المدنيين في إفريقيا الوسطى.

وأن يعود الهدوء للبلاد ويتم الاحتكام لصوت العقل وإعلاء مصلحة الوطن وحماية الأرواح والممتلكات، كما أبلغ «جوتيريش» الذي يزور إفريقيا الوسطى الأسبوع المقبل الصحفيين بأن الوضع لا يزال «مثيرًا للقلق للغاية» رغم أنّ قوات حفظ السلام وإن كانت لم تتمكن من إنهاء الصّراع تمامًا إلا أنها ساهمت في خفض عمليات القتل والحصار التي كانت تسود أرجاء كثيرة من هذا البلاد.

 وقال «جوتيريش» إن «التوتر الطائفي يزداد في أنحاء البلاد، ومن ثمّ تتسع رقعة العنف ويتدهور الوضع الإنسانيمما يدفع لزيادة قدرة القوات الأممية لحماية المدنيين».

وتابع مرصد الأزهر لمكافحة التطف هذه المجزرة الوحشية، والتي لم تعد جديدة على بلد عانى ولا يزال صراعا مريرًا أشعلته فتنة طائفية تحت زعم الدّفاع عن الدّين والذود عن المقدسات، بينما الواقع أن طرفي الصّراع من بعض المسلمين وبعض المسيحيين ضربوا بتعاليم الإسلام والمسيحية عُرض الحائط، وصاروا يستبيحون الدّماء والأعراض التي حرمتها الأديان، وارتكبوا انتهاكات وجرائم تترفّع الحيوانات عن الإقدام عليها، فإنه يؤكد رفضه التام للعنف أيا كان مصدره، إذ إنّ ما تتذرّع به تلك الجماعات ما هي إلا حجج واهية ومبرّرات زائفة، فالأديان أبعد ما تكون عن العنف والتشدد، ولا يعقل أن تدعو الشرائع التي أنزلها الحقّ  سبحانه وتعالى  لهداية البشرية وصيانتها عن الضلال والانحراف للقتل والتشريد والتخريب.

ويشدد المرصد الدعوة للتحرك الفوري لبحث سبل إنهاء هذا الصراع الدموي وحماية المدنيين العزل والمسلمين المستضعفين الذين تنال منهم يد الغدر لجماعة "أنتي بالاكا" من خلال إحكام السيطرة الأمنيّة والتصدّي لكافّة محاولات نشر العنف والفوضى في أنحاء البلاد، والعمل على توعية المنساقين وراء تلك الدعوات الهدّامة بأنّ الأديان التي يقتل هؤلاء المجرمون باسمها بريئة من أفعالهم وجرائمهم.