أسماء لم تنل حظها من الشهرة.. "نجيب محفوظ وأحمد زكي وأحمد شفيق"

الأحد، 22 أكتوبر 2017 11:30 م
أسماء لم تنل حظها من الشهرة.. "نجيب محفوظ وأحمد زكي وأحمد شفيق"
نجيب محفوظ باشا وأحمد شفيق
محمد أبو ليلة

في التاريخ المصري الحديث هناك أسماء وشخصيات تجاوزت شهرتها العالمية لما قدمته من مجهودات عظيمة في مجالات مختلفة في السياسة والفن والأدب والرياضة، منهم من أثرى الحياة العامة المصرية بأفكاره ومنهم من وصلت عالميته للفوز بـ "جائزة نوبل"، هذه الشخصيات حفرت أسمائها بحروف من ذهب في كُتب التاريخ والأبحاث وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث على الانترنت.
 
التاريخ دائماً يحفظ أسماء وينسى قريناتها، فهناك شخصيات بارزة في التاريخ المصري الحديث قدمت مساهمات كبيرة في مجالتها لكن لم يكن لديهم الحظ الوافر في الشهرة، بسبب تشابه أسمائهم مع شخصيات أخرى بارزة ولامعة. 
 
ربما يتخيل البعض لوهلة أن نجيب محفوظ المقصود هنا هو الأديب العالمي نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل في الأدب والذي لاقى شهرة واسعة عالمياً، لكن قليلون من يعرفون أنه فور مولد الأديب العالمي في سنة 1911، كانت أمه تمر بأزمة مرضية شديدة، وقام بإجراء عملية الولادة لها  أشهر طبيب نساء وتوليد في الشرق الأوسط آنذاك "نجيب باشا محفوظ"، وتخليداً له قامت والدة الأديب العالمي بتسمية نجلها الوليد على اسم طبيبها فسُمي نجيب محفوظ – وهو اسم مُركب- امتناناً لنجيب باشا محفوظ رائد طب النساء والتوليد في القرن العشرين.

نجيب محفوظ"مش بتاع نوبل"
 
هو نجيب ميخائيل محفوظ الشهير بنجيب باشا محفوظ هو أستاذ طب النساء والولادة بمدرسة الطب بالقصر العيني وهو رائد علم أمراض النساء والولادة في مصر والعالم العربي والعالم الغربي وُلد في سنة 1882  وتوفي عام 1974.
 
حيث قام  نجيب باشا محفوظ بتأسيس وحدة صحة الأم لأول مرة في مصر وكذلك وحدة رعاية الحوامل ووحدة صحة الطفل، ويقوم بتأسيس مدرسة متكاملة للقابلات وإصدار كتابين ظلا مرجعاً أساسياً للقابلات واللائي قد تخرج منهن ما يفوق الألف في خلال فترة 30 سنة قام فيها نجيب محفوظ بالتدريس لهن وإعدادهن لإجراء الولادات في المنازل.
 
وفي عام 1930م بتأسيس متحف نجيب محفوظ لعينات النساء والولادة والذي حوى أكثر من 3000 عينة قيمة تم جمعها من عمليات محفوظ ويقوم بإصدار أطلس ومجموعة من الكتب على مستوى عالمي وبعدة لغات.
 
وفي سنة 1950 تألفت هيئة تضم أساطين العلم وأكابر الأطباء برئاسة دكتور إبراهيم شوقي مدير جامعة القاهرة يومئذ ووزير الصحة من بعد، لإنشاء جائزة مالية يطلق عليها "جائزة دكتور نجيب محفوظ العلمية"تخصص لتشجيع البحوث في علوم أمراض النساء والولادة، وتُمنح لمن يقدم أحسن بحث، وفي 14 يونيو 1950 أقُيم حفل بفندق سميراميس بالقاهرة أعُلن فيه تقرير إنشاء الجائزة.
 
وحصل نجيب باشا محفوظ  على وسام النيل سنة 1919، وكرمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر سنة 1960 بإهدائه وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية في العلوم وتم أيضاً تكريمه في عهد الرئيس أنور السادات.
 
 
محمد حسين هيكل
محمد حسين هيكل


محمد حسين هيكل "بتاع الأحرار الدستوريين"

ظلت سيرة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسين هيكل ملء السمع والبصر حتى بعد وفاته العام الماضي، بسبب ما قدمه في القرن العشرين بحضوره ومؤلفاته وأبحاثه التي سجلت جزء من تاريخ مصر الحديث خصوصاً منذ ثورة يوليو عام 1952 وحتى الأن.

 
هناك عدد يغفل أنه قبل ظهور "هيكل الصحفي" بأعوام، كانت هناك اسم شبيه له هو الدكتور محمد حسين هيكل شاعر وأديب وسياسي مصري كبير  وُلد في 20 أغسطس عام 1888 وتُوفي في 8 ديسمبر من عام 1956.
 
وألف محمد حسين هيكل رواية زينب الشهيرة، كما كان عضو في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور 1923، أول دستور صدر في مصر المستقلة وفقاً لتصريح 28 فبراير 1922م، وحينما أنشئ حزب الأحرار الدستوريين جريدة أسبوعية باسم السياسة الأسبوعية عُيِّن هيكل في رئاسة تحريرها سنة 1926.
 
اختير وزيراً للمعارف في الوزارة التي شكلها محمد محمود عام 1938م، ولكن تلك الحكومة استقالت بعد مدة، إلا أنه عاد وزيراً للمعارف مرة ثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظل بها حتى عام 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة أخرى في عام 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945.
 
وفي سنة 1941  اختير "هيكل" نائب لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وظل رئيس له حتى ألغيت الأحزاب بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، وتولى رئاسة مجلس الشيوخ سنة 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي حتى يونيو 1950، وتولى أيضا تمثيل السعودية في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية عام 1945م، كما رأس وفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة.
 
cats(78)
 

أحمد زكي.. "شيخ العروبة"

ليس هناك اسم يُضاهي "أحمد زكي" ذلك الفنان الاستثنائي في تاريخ السينما العربية، بما قدمه من أدوار فنية ساهمت في تشكيل وعي أجيالاً كثيرة حتى بعد وفاته منذ عام 2005، لكن البعض لا يعرف أحمد زكي باشا أحد أعيان النهضة الأدبية في مصر الذي وُلد عام 1887 وتوفي عام 1934.

 
حيث تقدم بمشروع لإحياء الأدب العربي وأقر في أكتوبر 1910 م وقت أن الخدسو عباس حلمي الثاني والي لمصر، وفي هذا المشروع تمت طباعة العديد من الكتب بتحقيق أحمد زكي، مثل: نكت الهميان في نكت العميان للصلاح الصفدي، والأصنام للكلبي، والأدب الصغير لابن المقفع، والتاج في أخلاق الملوك المنسوب للجاحظ، والجزء الأول من كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار للعمري.
 
وقام أحمد زكي باشا بتكوين مكتبة علمية كبيرة، ساعده في ذلك وظيفته المرموقة في الحكومة، ورحلاته المتعددة، وبذله المال للحصول على كتب ومخطوطات، وبدأ في تجميع كتب مكتبته وهو طالب مدرسي مما كان يشتريه من المكتبات المختلفة، ثم اشترى مكتبات علي باشا إبراهيم، والشيخ رضوان العفش، وحسن حسني باشا، بالإضافة إلى ما اقتناه في أثناء رحلاته إلى أوروبا والأستانة، واستطاع في إحدى رحلاته إليها أن يزور مكتبة سراي طوب قبو، وكانت مغلقة في وجه أي زائر لقرون عديدة، وأن يبقى بها أربعة أشهر كاملة نسخ منها عددا من الذخائر العربية، وتولى أحمد زكي باشا منصب رئيس جامعة القاهرة في فترة من فترات حياته.
 
احمد-حلمى
 
أحمد حلمي"بتاع الصحافة"
الفنان الكوميدي الشاب أحمد حلمي هو أحد من نالوا شهرة واسعة لما يقدمه من أعمال سينمائية فريدة تجذب مشاهديه، وبمجرد ذكر اسم"أحمد حلمي" يعود إلى دائما ذلك الفنان الشاب.
 
لكن عدد قليل جداً من يعرفون أن هناك شخص أخر في التاريخ المصري الحديث اسمه "أحمد حلمي" كان له إسهامات كبيرة في مجال الصحافة فهو من مواليد حي الحسين بالقاهرة عام 1875، عمل إلى جوار مصطفى كامل في جريدة اللواء، وحرر مقاله الشهير "يا دافع البلاء" عن حادثة دنشواي، اتهم بالعيب في الذات الملكية اثر معارضته للخديوي عباس حلمي الثاني، وتم سجنه على أثر ذلك، أصدر صحيفة القطر المصري التي أغلقت فيما بعد بمعرفة سلطات الاحتلال البريطاني، وتوفى عام 1936، وسمي الميدان والشارع في القاهرة باسمه هو منطقة أحمد حلمي، وهو جد الشاعر المصري صلاح جاهين.
 

أحمد شفيق" بتاع الخديوي"
 
بمجرد سماع البعض لاسم "أحمد شفيق" سيفكر الكثيرون في المرشح الرئاسي الأسبق ورئيس وزراء مصر الأسبق أحمد شفيق الموجود حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة، لكن لا أحد يتذكر أحمد شفيق باشا ذلك الرجل الذي تولى مناصب سياسية كبيرة في بداية القرن العشرين، فمنذ أن وُلد في عام 1860 بحي السيدة زينب.
 
 
501497438_fcae11467b
أحمد شفيق
 
ثم سافر إلي فرنسا والتحق بكلية الحقوق عام ١٨٨٥، كما درس الاقتصاد والعلوم السياسية فلما عاد إلي مصر في أخريات عهد الخديوي، توفيق عمل سكرتيرًا لنظارة الخارجية ثم رئيسًا لقلم الترجمة بالقصر عام ١٨٩٣ بعد تولي الخديو عباس حلمي حكم مصر الذي جعله سكرتيرًا خاصًا له، فأوفده في مهام خارجية وأخري داخلية فأثبت فيها كفاءة، ثم أسند إليه رئاسة الديوانين العربي والأفرنجي عام ١٩٠٥ ثم ترك المعية الخديوية،
 
 كما أُسند إليه إدارة ديوان الأوقاف الأهلية عام ١٩١٠ فأصلح أموره بعد أن أوشك الديوان علي الإفلاس وبعد نشوب الحرب العالمية الأولي خلع الإنجليز الخديوي عباس من منصبه عام ١٩١٤، وكان في الآستانة فسافر إليه شفيق ليكون إلي جواره في محنته كما كانت له يد بيضاء في إنشاء الجامعة المصرية،
 
وانتخبه مجلس إدارتها وكيلاً لها وكان شفيق حينما عاد إلي مصر عام ١٩٢١ تفرغ للكتابة والتأليف ، وشهدت هذه الفترة بدءًا من تلك السنة إنتاجًا كتابيا كثيفًا إذ انشغل بالكتابة التاريخية كما نشر مذكراته عن الفترة التي عاشها قريبًا من بلاط الحكم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق