فى ذكرى مقتل قاهر التتار.. بيبرس برىء من دم قطز

الخميس، 26 أكتوبر 2017 09:50 م
فى ذكرى مقتل قاهر التتار.. بيبرس برىء من دم قطز
بيبرس
عنتر عبداللطيف

هل قتل القائد المملوكى بيبرس صديقه قطز عقب عودة الأخير من دمشق منتصرا على التتار فى موقعة عين جالوت ؟ .. سؤال ربما بدا صادما فى ذكرى مقتل الملك المظفر كما يطلق عليه وهى القضية التى ظلت تثير الجدل حيث تباينت الآراء فى هذه القضية الشائكة فقد كذبت بعض الروايات ما انطبع فى الذهنية المصرية طوال عقود من الزمان بعد أن التصقت هذه الجريمة بـ" بيبرس".

d8a8d98ad8a8d8b1d8b3
 
يقول أستاذ التاريخ الدكتور فوزى محمد السعاتى أن ما أثيرعن قتل بيبرس لقطز محض إشائعات الصقت بهذا الزمن، فالملك الظاهر بيبرس العلائى البند قداري نسبة إلى الأميرعلاء الدين ايدكين البند قداري،كان من مواليه، وموطن الظاهر بيبرس بلاد القبجاق حول البحر الأسود، وخدم عند الملك الصالح الأيوبي الذي أعتقه وجعله من خاصته، وتدرج في المناصب ودخل في خدمة الملك المظفر قطز الذي جعله اتاباكا على العسكر، وشارك بيبرس في معركة عين جالوت ضد التتار ثم استرد حلب منهم.

يتابع الدكتور الساعاتى وفق دراسة له :" وفي طريق عودة الملك المظفر قطز من دمشق بعد تحريرها من التتار إلى الديار المصرية عدا عليه جماعة من الأمراء المماليك فقتلوه، ولم يشارك ركن الدين بيبرس في قتله ولم يدافع عنه لأنه كان واجدا على الملك قطز؛ لأنه وعده بنيابة ولاية حلب بعد تطهيرها من التتار، فلما طهرها منهم عين لها نائباً غيره. ولما قتل الملك المظفر قطز جار الأمراء فيمن يولون الملك إلى أن أجمع رأيهم وإرادتهم وكلمتهم على أن يبايعوا الظاهر بيبرس البندقداري في سنة 658هـ = 1260م وتلقب بالملك المظفر في سنة 676هـ -  1277م. 

كان الملك قطز قد اغتيل فى مثل يوم أمس الأول الرابع والعشرين من أكتوبرالموافق 1260هجرية بعد معركة عين جالوت بخمسين يوما فقط حيث اتفق المؤرخون على أن قطز قتل وهو في طريق عودته من دمش إلى القاهرة في منطقة تسمى الصالحية إلا أن هناك اختلافات بين المؤرخين حول من قتل قطز ؟

يقول ابن خلدون في مقدمته أن المماليك الحربية بقيادة بيبرس كانت تتحين الفرصة لقتل قطز لأخذ الثأر لمقتل أميرهم فارس الدين أقطاى الذي تولى قطز قتله في عهد السلطان عز الدين أيبك فلما غادر قطز دمشق وقرب من مصر، ذهب في بعض أيامه يتصيد وسارت الرواحل على الطريق فاتبعوه المماليك وعلاه بيبرس بالسيف فخر صريعاً.

و يقول جلال الدين السيوطى في  تاريخ الخلفاء أن قطز وعد بيبرس بإعطائه إمارة حلب ثم رجع قطز عن وعده، فتأثر بيبرس بذلك، ولما رجع قطز إلى مصر كان بيبرس قد أضمر الشر وأسر ذلك في نفسه، ثم اتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتل المظفر فقتلوه في الطريق .

يذكر أن معركة عين جالوت كانت قد وقعت في 3 سبتمبر 1260 م وهى معركة  تعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي. انتصر فيها المصريون انتصارا ساحقا على المغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان.

أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا - حسب كتابات تاريخية - وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هـ " 1258" م. كما وأدت المعركة لتعزيز موقع دولة المماليك من مصر كأقوى دولة إسلامية في ذاك الوقت لمدة قرنين من الزمان أي إلى أن قامت الدولة العثمانية. وقعت المعركة في منطقة تسمى عين جالوت بين مدينة جنين والناصرة و بيسان، في شمال فلسطين خارج الحدود المصرية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق