رجل "الحسبة".. "كريمة" شايل سيف ازدراء الأديان

الإثنين، 30 أكتوبر 2017 09:00 ص
رجل "الحسبة".. "كريمة" شايل سيف ازدراء الأديان
أحمد كريمة
رامى سعيد

خلال مداخلة هاتفية لاستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أحمد كريمة العام الماضي، قال ما نصه: " لا يوجد نص في الشريعة الإسلامية يدعى ازدراء الأديان" موضحًا  أن الإنسان المسلم العالم بالدين والمتعمد إنكار قطعية من قطعيات الدين، من الممكن أن يتوب ويرجع للدين الإسلامى مرة أخرى قائلا: "اسمها الاستتابة".

هكذا أصل كريمه لعدم وجود ازدراء اديان فى الشريعية الإسلامية، إلا أنه ما لبث أن طالب خلال تصريحات صحفية مؤخرًا بضرورة توجيه اتهام "ازدراء الدين الإسلامى" للأديب يوسف زيدان، موضحا أن الشريعة الإسلامية حرمت جميع أنواع الخمور أيًا كان نوعها وذلك مصداقًا لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون"، وكذلك قول الرسول _صلى الله عليه وسلم_: "الخمر ما خامر العقل".

اللافت أن كريمة الذى دافع عن فكرة الغاء ازدراء الاديان فى تصريحات سابقة، هو أستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية الذى يطالب بتطبيقها على الأراء التى لا تعجبه ولا تفق مع ما يذهب إليه

والمثير أيضا فى هذا الصدد أن استاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، اتهم بازدراء الدين، وذلك بعد أن تقدم العام الماضى "سمير صبري" المحامي بالنقض والدستورية العليا، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، ضد  كريمة أحد علماء الأزهر الشريف، يتهمه بإزدراء الأديان وإحداث فتنة طائفية . 

 

وقال صبري في بلاغه أنه قرأ كلاماً في إحدى الصحف للدكتور أحمد كريمة يروى فيما يصفه بأنه حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال إن أمته سوف تقف أمام ربها يوم القيامة ثلاثة أصناف ، صنف سوف يدخل الجنة بغير حساب وصنف سوف يخضع لحساب يسير ثم يلحق بسابقه ثم ثالث سوف يأتي وقد ارتكب أفراده ذنوباً مثل الجبال الراسيات فيسأل عنهم الله تعالى وهو أعلم بهم فيقال لله : هؤلاء عبيد من عبادك فيقول ربنا تعالى : حطوا عنهم ذنوبهم واطرحوها على اليهود والنصارى ثم أدخلوهم الجنة ، فما معنى هذا الكلام ؟

أوضح البلاغ حديث كريمه ، أن مسلماً من بيننا يمكن أن يرتكب جرائم وذنوباً بلا حصر وأنه سوف يأتي يوم القيامة بذنوبه وجرائمه هذه ليحاسبه خالقه عليها فإذا بها بنص الحديث مأخوذة منه وموضوعة في ميزان شخص آخر يهودي أو مسيحي وإذا بصاحبنا الذي جاء محملاً بذنوب وخطايا ارتكبها هو قد دخل الجنة لأن شخصاً آخر لا علاقة له بالموضوع من أوله لآخره قد حملها عنه لا لشيء سوى أنه يهودي أو مسيحي .

متسائلا : هل يتقبل أن الله تعالى الذي وصف ذاته بالعدل في أسمائه الحسنى يمكن أن يقبل أن يحمل شخص خطيئة عن شخص آخر لمجرد أن الذي عليه أن يحملها يهودي أو مسيحي ؟ ، وهل يقبل رسولنا الكريم بظلم كهذا لشخص يهودي أو مسيحي وقد كان كما قرأنا عنه عليه الصلاة والسلام يقف لجنازة اليهودي إذا مرت به فإذا نبهه أصحابه إلى أنها ليهودي راح يتطلع إليهم في دهشة وهو يقول ما معناه إنها جنازة لإنسان نعم إنه إنسان .. وهذا يكفى جداً ، ما ذنب اليهودي أو المسيحي في جريمة أو خطيئة ارتكبها شخص مسلم وعليه هو وحده لا غيره أن يحملها لا أن يحملها عنه سواه ؟

 

إن ما نسبة كريمة للرسول علية الصلاة والسلام يصطدم اصطداماً مباشراً مع عقولنا التي خلقها الرحمن ومع مقاصد ديننا العليا التي تعلمناها من قرآننا الكريم ومن أحاديث نبينا الشريفة وكلها لا تتكلم عن شيء سوى عن السماحة والكرم والنبل والجمال والقيم الرفيعة بشتى أنواعها ثم عن العدل باعتباره القيمة الأعلى في التعامل مع جميع الناس بصرف النظر تماماً عن دين كل واحد فيهم ،وإن ما يردده كريمة كلام لا يرضاه الله تعالى ولا يرضاه رسوله ولا ترضاه الفطرة الإنسانية ذاتها في أي أرض ولا في أي مكان لأنه بصراحة افتراء على السماء وهذا الكلام من ناحية أخري يعد ازدراء للأديان المعاقب عليها بالمادة ٩٨ من قانون العقوبات ويدعو إلى إحداث الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة