تطوير القاهرة الخديوية.. يحيي التراث وهو رميم

" البلد دي كانت أحسن من باريس، الشوارع كانت نضيفه زى الفل بتتغسل كل يوم، المحلات كانت فخمة، الناس كانوا مؤدبين، العمارات كانت أحسن من أوروبا، دلوقتي بقت مزابل من فوق ومن تحت مسخ.. احنا في زمن المسخ!"  في مشهد عبقري للفنان "عادل إمام" من فيلم عمارة يعقوبيان، جسد واقع مصر في الأزمنة التي قرر المواطنين فيها التخلي عنها.  

"باريس الشرق" هكذا كانت تعرف منطقة وسط البلد قديمًا، فأسسها الخديوي إسماعيل على غرار العاصمة الفرنسية، أصبح الآن الباعة الجائلون يسيطرون على أرصفتها، ولم تسلم العقارات من إهمال المواطنين، مما دفع الحكومة إلى إطلاق مشروعا لتطوير القاهرة الخديوية، والذي على أثاره تم ترميم مناطق عديدة بها، وبالرغم من ذلك لكنها لم تسلم من الانتهاكات.

تقدم محمد فرج عامر، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، لرئيس مجلس الوزراء، ووزير التنمية المحلية، بشأن تشويه القاهرة الخديوية، مشيرًا أن هناك تدهورًا في الشكل المعماري لعدد كبير من العقارات ذات التراث المعماري الفريد.

 وقال فرج عامر، فى بيان صحفي،أمس،: "أن أبرز تلك الانتهاكات تساقط واجهات بعض الشرفات، وقيام أحد المواطنين بتغير اللون الخاص بالشرفة، بالإضافة إلى تغيير لون العقار على الرغم من مرور وقت قصير على الترميم، كما أن أغلب المحال والشركات والمكاتب الإدارية خاصة، قامت بتعليق لافتات إعلانية على الواجهات والشرفات بالمخالفة للقانون، مما يؤثر على المظهر الحضاري ويخفى الطراز المعماري الذي تتميز به تلك العقارات".

وشملت خطة تطوير القاهرة الخديوية عدة مناطق، منذ انطلاق ذلك المشروع منها:

شارع عماد الدين

يمتد شارع عماد الدين من ميدان الأزبكية حتى ميدان عابدين، و تتراص على جانبه المسارح، ودور العرض السينمائية، كما تنتشر المقاهي القديمة بطول الشارع .

في شارع عماد الدين يظهر بوضوح العمارات الخديوية الأربع، بقبابها المميزة وشرفاتها الخشبية وزخارفها وكرانيشها الأنيقة وطرازها المعماري الفريد، تشبه عمارات حي «ﻭيست إيند» في مدينة لندن، وتم الانتهاء من ترميم وتطوير عمارتين من العمارات الأربع، ودهانهما بلون موحد، ليتناسب مع طبيعة العمارة التراثية.

شارع الألفي

تم افتتاح شارع الألفي مؤخرًا بعد إتمام عملية تطويره، وإرجاعه إلى ما كان عليه كممشي سياحي وتجاري، مع إضفاء بعض اللمسات الجمالية عليه، لتنعكس من خلال المباني والواجهات والإضاءة.

تطوير كوبري قصر النيل

تضمن مشروع تطوير القاهرة الخديوية، أعمال ترميم تماثيل الأسود الأربعة، بواسطة وزارة الآثار، وإعادة طلاء السور الحديدي والأعمدة؛ طبقا للأصول الفنية، وإصلاح الفواصل، كما تم إعادة إنارته بشكل متميز، حيث يظهر الكوبري كعلامة من علامات القاهرة التراثية.

شارع شريف

ضمن مشروع تطوير وتجميل القاهرة الخديوية، حيث تم التكليف بأعمال التطوير التي تشمل التبليط مع زيادة مساحة الأرصفة يمين ويسار الشارع بنحو 50 سم.

شارع الشواربي

تم تطويره وتزيينه بالإضاءة والتشجير، وقد تم الانتهاء من مجموعة العمارات المتواجدة به، بالإضافة إلى ميدان طلعت حرب، الذي تم تعريض الأرصفة به 50 سم لمواجهة الزحام المرورى، كما أنه تم الانتهاء من تطوير 10 عمارات غير تراثية وإزالة اللافتات والإعلانات من عليها في المنطقة التي تصل ميدان التحرير بعابدين.

ومازالت أعمال ترميم وسط البلد مستمرة، وعلى السادة المواطنين التوقف عن الشكوى ومساعدة السلطات، في الحفاظ على مباني أثرية تعود إلى القرن العشرين.