ننشر كلمة حلمي النمنم في مؤتمر الثقافة وأهداف خطة التنمية المستدامة 2030

الأربعاء، 01 نوفمبر 2017 01:10 م
ننشر كلمة حلمي النمنم في مؤتمر الثقافة وأهداف خطة التنمية المستدامة 2030
مؤتمر الثقافة وأهداف خطة التنمية المستدامة 2030
بلال رمضان

شهد الدكتور أحمد الشوكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية فعاليات مؤتمر متابعة تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 في مجال الثقافة، والذي أقيم صباح اليوم، الأربعاء، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.

كلمة حلمي النمنم في مؤتمر الثقافة وأهداف خطة التنمية المستدامة 2030

وألقى أحمد الشوكى كلمة بهذه المناسبة نيابةً عن حلمي النمنم وزير الثقافة. وفيما يلي نصها:

معالي السفير الدكتور بدر الدين علالي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشئون الاجتماعية

معالي السادة السفراء السادة والسيدات الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نلتقي اليوم في مؤتمر "الثقافة وأهداف خطة التنمية المستدامة 2030 ... التحديات والحلول" وذلك لمتابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 والتي قامت الحكومة المصرية بمختلف وزارتها وهيئاتها المعنية بمناقشتها بمختلف محاورها

وكانت الرؤية الخاصة بالبعد الاجتماعي:

إنه بحلول عام 2030 يكون هناك منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع المصري تحترم التنوع والاختلاف وتمكين المواطن المصري من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة، وفتح الآفاق أمامه للتفاعل مع معطيات عالمه المعاصر، وإدراك تاريخه وتراثه الحضاري المصري، وإكسابه القدرة على الاختيار الحر وتأمين حقه في ممارسة وإنتاج الثقافة. على أن تكون العناصر الإيجابية في الثقافة مصدر قوة لتحقيق التنمية، وقيمة مضافة للاقتصاد القومي، وأساسا لقوة مصر الناعمة إقليمياً وعالمياً.

ولتنفيذ هذه الرؤية تم وضع مجموعة من الأهداف الإستراتيجية لتحقيقها مع مؤشرات معلنه لتنفيذ هذه الخطة

وربما ما يعنينا اليوم هو التحديات التي تواجهنا في تنفيذ هذه الخطة والتي يمكن أن نوجزها في عدة نقاط أهمها:

أولاً: ضعف أو غياب التشريعات المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، التنافسية، ومنع الاحتكار.

ثانيًا: ضعف المؤسسات الثقافية والتراثية وتضارب اختصاصاتها وغياب التنسيق بينها.

ثالثاً: التفاوت في إتاحة جودة الخدمات الثقافية المقدمة بين المحافظات.

رابعاً: ضعف آليات تمويل الأعمال الثقافية والفنية.

خامساً: عدم وضوح الرؤية لتنمية الحرف التراثية.

سادسًا: تراجع نسبي لدائرة التأثير للمنتج الثقافي المصري إقليمياً ودولياً.

ومنذ اليوم الأول لتنفيذ هذه الخطة اتجهت وزارة الثقافة المصرية إلى إيجاد حلول إبداعية لتنفيذ هذه الأهداف، وللتغلب على هذه التحديات، ويوجد نماذج مشرقة وصور مضيئة في مختلف قطاعات وهيئات وزارة الثقافة المصرية يمكن أن نناقشها وتفرد لها جلسات منفصلة لتوضيح آليات ومؤشرات النجاح لكل منها وبصفة عامة.

فقد قامت بالهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية بالتعامل المتميز مع القنوات الإعلامية المحلية والدولية للتعريف بدور الهيئة في الحفاظ على التراث المادي واللامادي المصري وكذلك على هويتنا العربية، حيث تم إعلان هذا العام هو عام الحفاظ على الهوية، مع زيادة جرعة التدريب والتعاون مع المجتمع المدني، وتفعيل اتفاقيات التعاون الدولي مع المؤسسات كأداة قوية من أدوات القوة الناعمة، مع تفعيل اتفاق بينها وبين جهاز التنسيق الحضاري وصندوق التنمية الثقافية للتأريخ الشفهي للقاهرة الخديوية، إضافة إلى انطلاقها في مجالات زيادة التمويل بطريقة لا تؤثر على أهدافها كمؤسسة ثقافية وطنية لا تهدف إلى الربح.

ويمكننا أن نشاهد نموذجًا مشابهًا في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري بمشروعاته الطموحة للحفاظ على هويتنا المعمارية والجمالية وإعادة القيم الجميلة مرة ثانية إلى مجتمعنا.

ولا يقل جهود صندوق التنمية الثقافية والمجلس الأعلى للثقافة ودار الأوبرا المصرية عن ذلك، حيث تم تدشين العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية في محافظات الصعيد في العديد من القرى المحرومة من أنشطة مماثلة وكانت النتائج مبهرة على جميع الأصعدة حتى أن مؤشرات نجاحها فاقت كل توقعاتنا.

كل ذلك إلى جانب الدور الذي قامت به الهيئة العامة للكتاب من تنظيم العديد من المعارض الخاصة بالكتاب في أغلب محافظات الوجه البحري والقبلي بعد وضع خطة متكاملة لذلك بالتعاون مع باقي قطاعات وهيئات الوزارة، جنبا إلى جنب مع المعارض الخارجية، وقد توج كل ذلك باختيار مصر ضيف شرف لمعرض الكتاب الدولي بالخرطوم هذا الشهر، وكذلك ضيف شرف لمعرض الكتاب الدولي بالمغرب في فبراير القادم... لن أطيل على حضراتكم في سرد هذه النماذج والتي يمكن أن نتتبع أثرها في باقي قطاعات وزارة الثقافة المصرية... والتي لا يمكن لها أن تحدث لولا حضور الرؤية وتحديد الأهداف والعمل على تحقيقها في ظل ضعف الموارد الثقافية... لتنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة2030.

وليس معنى ذلك أننا قد بلغنا الأهداف المرجوة لنا، فلا يزال المشوار طويل، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها منطقتنا العربية والتي لا تقتصر على آثارها السياسية والاقتصادية فقط، بل ويعد أشدها خطورة محاولات سرقة وتغييب الوعي ونزع الهوية لشبابنا ومجتمعاتنا، ولمواجهة ذلك فإنه يجب علينا بالدرجة الأولى أن نسير على الطريق الصحيح، بتخطيط واضح يعترف بنقاط الضعف ويعمل على تقويتها وتحويلها إلى نقاط قوة ومنافسة، مع إبراز واستغلال نقاط القوة في ثقافة وتراث بلد صدرت الحضارة والثقافة إلى كل بلاد العالم، بأيدي وعقول أبنائها الأوفياء، وقريبا سنشهد هذه النهضة الثقافية والحضارية مرة أخرى إن شاء الله مع العمل على منظومة قيم ثقافية إيجابية في المجتمع المصري تحترم التنوع والاختلاف وتمكين المواطن المصري من الوصول إلى وسائل اكتساب المعرفة.

خالص شكري للأمانة العامة وللقائمين على هذا المؤتمر مع تمنياتي لكم بالنجاح لرفعة الشأن العربي الثقافي والحضاري فجميعنا نتطلع لنتائج هذا الحوار والعرض المثمر لمؤتمركم البناء.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة