ليوافق على دولتهم المزعومة.. كيف أغرى اليهود بلفور؟

الخميس، 02 نوفمبر 2017 06:10 م
ليوافق على دولتهم المزعومة.. كيف أغرى اليهود بلفور؟
بلفور
عنتر عبداللطيف

"عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح. المخلص آرثر جيمس بلفور".

  كانت العبارات السابقة  رسالة وجهها بلفور في 2 نوفمبر 1917 إلى الممثل الاعلى للطائفة اليهودية البريطانية اللورد والتر روتشيلد بعد أن صادقت عليها الحكومة البريطانية وطلب منه فيها ان يبلغ مضمونها الى الاتحاد الصهيوني لتمثل هذه الوثيقة نقطة فاصلة وبداية اندلاع الصراع العربى الإسرائيلى فى فلسطين المحتلة فما الذى قدمه اليهود إلى بلفور حتى يحصلوا على وعدا باقامة دولتهم المزعمومة .

3500994951470335612
 
 
سبقت الرسالة بالتأكيد العديد من المؤامرات والاغراءات بقيادة الصهاينة حتى يصلوا إلى غرضهم باقامة وطن قومى لهم بقيادة زعيمهم الروحى الصحفى تيودور هرتزل والذى في نهاية 1897 في بال بسويسرا اول مؤتمر صهيوني شارك فيه نحو 200 مندوب قدموا من شرق اوروبا وخصوصا من روسيا ليعلن المجتمعون في مؤتمرهم ان "الصهيونية تطمح الى تأسيس موطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام".

الاغراء الأهم الذى دعا بريطانيا للموافقة على اقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين هو أن لندن  كانت تسعى خلال الحرب العالمية الاولى إلى تعزيز مواقعها والحصول على دعم الحركة الصهيونية النامية وسط السكان اليهود في الدول الأوروبية والأميركية وفق مراقبون.

 
هرتزل
 
 جاء في مذكرة هرتزل إلى اللورد لانسدون في 24/ 10/ 1902:" هناك حوالي عشرة ملايين يهودي في العالم لا يستطيعون في جميع البلدان أن ينتموا إلى إنجلترا علنًا إنما سينتمون إليها بقلوبهم إذا هي قامت بعمل مثل هذا فأصبحت حامية للشعب اليهودي. وفي لحظة تستطيع أن تعتمد على عشرة ملايين موال مخلص لها في جميع أنحاء العالم وان كان ذلك في السر. بعضهم مجرد بائعي إبر وخيطان في قرى الشرق الصغيرة ولكن البعض الآخر تجار كبار وأصحاب مصانع ومديرو بنوك وعلماء وفنانون وصحفيون وأصحاب أعمال أخرى. جميع هؤلاء سيكونون رهن إشارة الأمة العظيمة التي ستمهد لهم المساعدة المطلوبة. سيكون لإنجلترا عشرة ملايين عميل من أجل عظمتها وسيطرتها وهذا الولاء لابد أن يكون على الصعيدين السياسي والاقتصادي".

وفق مراقبون فإن " بلفور كان قد اعجب بشخصية الزعيم الصهويني حاييم وايزمان الذي التقاه عام 1906، فتعامل مع الصهيونية باعتبارها قوة تستطيع التأثير في السياسة الخارجية الدولية وبالأخص قدرتها على إقناع الرئيس الأميركي ولسون للمشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب بريطانيا. وحين تولى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919 ليصدر أثناء تلك الفترة وعده المعروف بـ"وعد بلفور "عام 1917 انطلاقا من تلك الرؤية ".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق