كيف احتوت مصر أكثر من 5 ملايين لاجىء من سوريا والعراق وليبيا؟

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 11:30 م
كيف احتوت مصر أكثر من 5 ملايين لاجىء من سوريا والعراق وليبيا؟
لاجئين - صورة أرشيفية
محمود علي

مثلت أزمة اللاجئين خاصة الهاربين من ويلات الحروب في سوريا والعراق ليبيا وضعًا إقليميًا صعبًا ، إلا أن تجارب اللجوء تباينت بين النجاح والفشل، بناء على كثير من المعطيات والأسباب، وبينما مثلت الهجرة لبعض الدول محطة سوداء في سجل المهاجرين العرب خاصة الذين هربوا من ويلات الحروب في سوريا والعراق وليبيا، نجح اغلبهم في التكييف في مصر.
 
وناقش منتدى شباب العالم المقام في شرم الشيخ حاليًا، أزمة اللاجئيين، حيث تناول إحدى محاور المنتدى، التجربة المصرية فى استضافة اللاجئين لاسيما وأن  مصر تنظر للاجئين على أنهم شركاء فى المجتمع وترفض أشكال الاستضافة فى معسكرات إعاشة منفصلة وكذلك يناقش أزمة اللاجئين والتحديات التى تواجهها فى العالم.
 
وامتازت مصر عن دول اللجوء الأخرى، بإصدار العديد من القرارات الإيجابية بالنسبة لللاجئين، فوفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللجوء وعدد من التقارير لم تقم مصر أبدًا مخيمات للجوء وتعامل اللاجئين كمواطنين مصريين لهم الحق في ممارسة حياتهم الطبيعة كأنهم في بلادهم وهو ما ساعد على اندماجهم في المجتمع بصورة طبيعية، في حين أقيمت دول آخرى مخيمات إيواء للاجئين الفارين من مناطق النزاع.
 
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قدر عدد اللاجئين في مصر في العام الماضي بحوالي 5 ملايين شخص من سوريا وليبيا، ويضاف إليهم عدد من الدول الإفريقية الشقيقة، مؤكدًا أن مصر تحرص على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، على استضافتهم وتقديم الدعم اللازم لهم.
 
وفتحت مصر للاجئيين من سوريا والعراق وليبيا الهاربين من الأوضاع المأساوية في بلادهم الأسواق على بشكل واسع للكسب المشروع،  ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة في مصر والوضع الأمني الحساس، الذي يتطلب أقصى درجات الحذر عند استقبال أي مغترب، فإن المغتربين من الدول الأخرى يعيش في استقرار تام وفتحت محافظات لهم ذراعيها بشكل واسع.
 
وتقدم مصر للاجئين السوريين المقيمين في محافظتها، الحق الحصول الكامل على نفس الخدمات التي يتمتع بها المواطن المصري بصفة مجانية، كما يتمتع هؤلاء بالخدمات الصحية والتعليم الأساسي والعالي.
 
وتسجل مصر أعلى معدلات التحاق لأطفال اللاجئين السوريين بالمدارس، فبحسب احصائية لوزارة الخارجية المصرية، يبلغ عدد الطلاب المسجلين في المدارس المصرية 39.314 طالبا سوريا، كما يدرس نحو 14 ألف سوري بالجامعات المصرية.
 
ووقعت مصر اتفاقية مع الأمم المتحدة في فبراير عام 2015، افرزت خطة رئيسية لمساعدة السوريين، المقيمين في البلاد بشكل كبير عبر الاستفادة من برامج تركز على سبل العيش، وخلق الفرص الاقتصادية، وهو ما أقره السوريون الذين أكدوا أن مصر تعتبر  أفضل الدول التي تمتلك سوق الداخلية عربيا يتاح فيها الكسب عن طريق عمل المشاريع الصغيرة والكبيرة، وذلك بسبب موقعها الجغرافي الأفضل والأقرب إلى الأسواق التصديرية في الخليج وأفريقيا وأوروبا.
 
يقول أحد السوريين المقيمين بالقاهرة حسن عرب، والذي يعمل في أحد مطاعم المأكولات السورية، أنه يعيش منذ 6 سنوات في مصر بعد بدء الأزمة المشتعلة في بلاده ويعامل معاملة المصريين من حيث كافة الامتيازات، واصفًا مصر بموطنه الأصلي بعد سوريا رغم اعتزازه ببلده الأول .
 
يضيف المتحدث بأن مصر استقبلته هو وأولاده الذين كانوا في وقت الحرب رضع، حيث كانت الأزمة في سوريا تشدد أوتارها يومًا تلو الآخر، قائلًا: "عندما جئت إلى  مصر لم  أشعر للحظة أني شخص مغترب عن بلدي"، مؤكدًا أنه يشعر بسعادة عارمة وهو يعيش وسط المصريين بسبب معاملته كمصري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق