"سحر" للمحكمة: "سرق دهب أمي عشان يشتري مخدرات"

الإثنين، 06 نوفمبر 2017 07:12 م
"سحر" للمحكمة: "سرق دهب أمي عشان يشتري مخدرات"
ادمان - أرشيفية
كتب- إسلام ناجي

عاشت "سحر" حياة بسيطة، مع زوجها السائق وأطفالها الثلاثة، وتحملت معه ضيق الحال، وقلة الرزق، وسوء المعاملة، ودبرت حالها بجنيهاته المعدودة، ورفضت مساعدات أهلها حتى تحافظ على كرامة رجلها، وتحفظ له هيبته أمام إخوانها، فلم يقدر احترامها له، ولم يحفظ جميلها، وأدمن تعاطى المخدرات بعد أن جره إليه أحد أصحابه مسجلى الخطر.
 
تدهور حال "خالد"، وازدات عيشة "سحر" سوءًا، فقل مصروف المنزل، وأصبحت عاجزة عن سداد مصاريف تعليم الصغار، وإطعامهم، ومع ذلك حافظت على عزة نفسها، وصانت ماء وجه زوجها، ولم تشك تصرفاته المتدنية يومًا أملا فى تغيره، داعية ربها ليل نهار أن يكشف عنها بلاءه، ويحظى عشها الصغير بالاستقرار بعد ليال طويلة قضتها وسط عاصفة الإدمان التى تخشى أن تصيب أبنائها.
 
مرضت والدة "سحر" بشدة شهر كامل، وأسلمت روحها لخالقها فى النهاية، لتترك لنجلتها الوحيدة بضع قطع من الحُلى المتوارث فى العائلة إلى جانب الكثير من الآلم الذى كسر ظهرها، وأشعرها بحقيقة الدنيا الفانية، إلا أن قسوة قلب "خالد" كانت أكبر من كل الآلام، فجل ما شغل باله هو ميراثها، ونصحها مرات أن تطالب إخوانها بحقها، لكنها رفضت، وأكتفت بالحُلى لتذكرها بأمها الحنون.
 
لم يفهم "خالد" مشاعر زوجته، وسعى إلى سلبها ذكراها الوحيدة المتبقة من والدتها، فطلب منها الذهب لكنها رفضت، فأصر فى طلبه فلم يتغير رأيها ما أزعجه بشدة، لكنه ومع ذلك لم ييأس من المحاولة حتى وسوس له شيطانه بسرقتها، وانتظر خلودها إلى النوم، وتسلل من جانبها على السرير، وفتح الدولاب برفق حتى لا تشعر به، لكنها أحست بحركته، وهبت من نومها فزعة، تهدده باتهامه بالسرقة إذا فكر فى إعادة الكرة.
 
انزعج "خالد" وثار على زوجته مبررًا حاجته لثمن الذهب بدفع مصاريف تعليم الصغار، وكسوتهم، وشراء طعام للمنزل، متهمًا إياها بالأنانية والنذالة، قائلاً: "الست الأصيلة بتقف جنب جوزها فى محنته مش بتخبي دهبها منه وعايزه تحبسه"، ورغم إجادة الزوج لعب دور المحتاج إلا إن "سحر" لم تصدقه، ولم تنطلى عليها حيلته، فلم يجد خالد بد من ضربها.
 
استل الزوج الحزام من بنطاله، وأندفع يلوح به دون تمييز، فيصيب زوجته فى أماكن مختلفة من جسدها ووجهها، مههدًا إياها بالقتل إن لم ترضخ إلى رغباته، وتجود عليه بمصوغات والدتها، فأنصاعت إلى آوامره، وأخبرته بمكان الذهب علها ترحم من آذاه، فأخذ مبتغاه، وتركها  مكومة على أرضية الغرفة غارقة فى دمائها، وعلى الفور باع المصوغات بأبخث ثمن لشراء المخدرات.
 
تحاملت سحر على نفسها، ووضبت أغراضها، وأرتدت عبائتها السوداء علها تخفي آثار الجروح، وتمسك الصغار بتلابيبها، وتوجهوا جميعًا إلى منزل شقيقها الأكبر، تحتمى به من جبروت زوجها، وجنون إدمانه، فنصحها برفع دعوى خلع للتخلص من هذا الزواج البائس، وبالفعل توجهت فى اليوم التالى إلى محكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضد زوجها.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق