أفغانستان تطلب إغلاق مكتب طالبان في قطر ..وتتهم الدوحة باستخدامه كورقة ابتزاز

السبت، 11 نوفمبر 2017 11:21 ص
أفغانستان تطلب إغلاق مكتب طالبان في قطر ..وتتهم الدوحة باستخدامه كورقة ابتزاز
تميم بن حمد

كشفت دورية (جلوبال سيكيورتي) العالمية المتخصصة في شئون الدفاع عن مساع متكررة من حكومة أفغانستان لدى قطر للمطالبة بإغلاق المكتب السياسي لحركة طالبان الإرهابية الموجود في الدوحة.

ونقلت (جلوبال سيكيورتي) عن مسئولين أفغان قولهم" إنهم طلبوا مرارا من القطريين إغلاق المكتب ولكن بلا جدوى وأن الجانب الأفغاني طلب من الولايات المتحدة عونا في تحقيق هذا المطلب.

وأشارت الدورية المتخصصة إلى أن الرئيس الأفغاني أشرف غني بحث هذا الأمر مع نظيره الأمريكي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بعدما تبين أن استضافة قطر لمكتب طالبان الوحيد على مستوى العالم لم يسهم بالقدر الذي كان مأمولا في تحقيق السلام في أفغانستان من خلال الحوار ، وهو ما كانت تروج له الدوحة.

ونوهت المصادر الأفغانية للدورية الأمريكية بأنه قد بدا بوضوح تام استخدام قطر مكتب طالبان الموجود في عاصمتها الدوحة كورقة ابتزاز وليس للإسهام في بناء السلام في أفغانستان كما يدعي القادة القطريون.

وكان فايز الله كاكار سفير أفغانستان في قطر قد صرح مؤخرا لإذاعة (صوت أمريكا) بأن بلاده لم تتلق إلى الآن أية استجابة إيجابية من جانب الحكومة القطرية لإغلاق مكتب طالبان في الدوحة الذي لا ترى أفغانستان أي جدوى من استمراره منذ العام 2013 كغطاء سياسي لمنظمة إرهابية مثل طالبان، وأن الاستخبارات الأفغانية تبين لها أن قادة طالبان يستخدمون هذا المكتب منصة للتواصل السري المشبوه مع بلدان ترعى الإرهاب في مقدمتها إيران وتركيا، كما أن باكستان تستخدم هذا المكتب كذراع للاتصال السري مع قادة طالبان في وقت لا تستند فيه إقامة مكتب طالبان في الدوحة إلى أية شرعية قانونية.

واتهم ماثيو ديرينج الأستاذ والباحث المساعد في كلية الدفاع الوطني بواشنطن، الدوحة بأنها تغض النظر عن الأنشطة المشبوهة التي تتم عبر مكتب طالبان في الدوحة، وبالتالي فإنها تسهم في حياكة المؤامرات التي تستهدف زعزعة استقرار أفغانستان، وأن قطر تسعى إلى التعمية على حقيقة نشاطها المشبوه الداعم للإرهاب في أفغانستان بتصوير استضافتها لمكتب تنظيم طالبان الإرهابي كخدمة تقوم بها قطر لتحقيق السلام.

وحول هذا الموضوع، تحدث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة في الكونجرس الأمريكي متوقعا أن تتخذ الإدارة الأمريكية قريبا قرارا بالضغط على قطر لإغلاق مكتب طالبان الموجود على أراضيها.

تجدر الإشارة إلى أن القوات الأمريكية كانت قد دخلت أفغانستان لمحاربة الإرهاب في أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 بقوات إجماليها 29 ألف جندي أمريكي إلى جانب تشكيلات أخرى من قوات حلف شمال الأطلنطي (الناتو) التي انسحبت قبل أعوام من الأراضي الأفغانية، لكن الولايات المتحدة استبقت ثمانية آلاف من قوات المارينز قالت إنهم يسهمون في تعزيز قدرة القوات الحكومية الأفغانية في مكافحة الإرهاب، كما زادت إدارة الرئيس دونالد ترمب عدد هذه القوات إلى 11 ألفا مطلع سبتمبر الماضي.

ويرفض قادة طالبان أي حوار مباشر للسلام مع الحكومة الأفغانية مفضلين نهج الاتصال غير المباشر، وتعتبر طالبان القوات الأمريكية قوات غازية، متعهدة بالعمل على استهدافها وفتح جبهة قتال مع واشنطن على الأراضي الأفغانية.

وكذلك صعدت طالبان من عملياتها الإرهابية بفضل شبكة التحالفات المصلحية التي أقامتها مع قيادات القبائل المقيمة في مناطق وزيرستان على الحدود الأفغانية الباكستانية.

وفي مايو الماضي، امتدت عمليات طالبان الإرهابية إلى العاصمة الأفغانية كابول حيث أوقعت تفجيرات انتحارية نفذتها طالبان بقرابة 150 قتيلا ومئات الجرحى، وهددت طالبان قبل أن ينقشع غبار تفجيراتها بأن إغلاق مكتبها في قطر سيكون إغلاقا لنافذة الأمل الوحيدة لبناء السلام في أفغانستان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق