قريبا فى جميع أنحاء القاهرة

السبت، 18 نوفمبر 2017 01:33 م
قريبا فى جميع أنحاء القاهرة
شيرين سيف الدين تكتب:

في الوقت الذي نحلم فيه بمصر جديدة متحضرة ومتطورة ، نجد متخصصين في قتل الأمل والعودة بنا للخلف ، ويا ليتهم يعودون للخلف حيث إن الماضي كان أفضل كثيرا ، وكانت فيه مصر وشوارعها مثالا للانضباط والنظافة والتحضر ، وما يحدث الآن هو سقوط في القاع بدلا من الطفو على السطح .

لا أدري من هو المسؤول الذي يتفنن في إختراع مشكلات متخيلا أنها حلول ؟ أم أنه يخترعها متعمدا تعكير صفو حياة المواطنين وتبديل الأحوال للأسوأ؟

فهناك صورة عجيبة من صور إيجاد مشكلة لحل موجود بالفعل ، تتمثل في إبتكار أسلوب جديد بمعاونة شركة جديدة وطنية لجمع القمامة من شوارع القاهرة .. قائم على مبدأ ( وداعا لصناديق القمامة ) نعم عزيزي القارئ ما قرأته صحيح وليس تخيلات .. ففي زمن تتجه فيه دول العالم المختلفة للصناديق المقسمة حسب نوع القمامة لتسهيل إعادة تدويرها والاستفادة منها ، والحفاظ على نظافة ومظهر الشوارع والمدن ، تقرر محافظة القاهرة إلغاء صناديق القمامة من الأصل !

إن فكرة الاستغناء عن الشركة الأجنبية واستبدالها بشركة مصرية في حد ذاتها فكرة ممتازة ومطلوبة ، ويا حبذا لو أقامت الدولة مصنعا لإعادة تدوير القمامة في كل محافظة للاستفادة منها ولمنع فكرة نبشها في الشوارع من قبل البعض ، مما يجعل شوارعنا أشبه بسلة قمامة كبيرة في منظر لا يرقى أن يكون لشوارع مصر ، ولكن لابد للشركة المصرية من تحقيق المطلوب منها على اكمل وجه ، فإن لم تكن لديها أفكار بديلة أكثر تطورا فعلى الأقل لا تزيد الطينة بلة .

فلقد كان هناك شبه تحكم في المشكلة منذ فترة بشكل لا بأس به في مناطق عديدة  منها منطقة المعادي ، وذلك بوجود صندوق كبير للقمامة في كل مربع سكني ، يتم وضع الأكياس به الى أن تأتي السيارات الخاصة بتفريغ الصناديق ، وبالفعل كانت تقوم بالمهمة ثلاث مرات يوميا مما حد من المشكلة بشكل شبه مرض ، ولكن فوجئنا في ليلة وضحاها أن العقد مع الشركة قد انتهى ، وزفت إلينا المحافظة الخبر السعيد (وداعا لصناديق القمامة ! ) ، وكانت الفاجعة أن اختفت الصناديق ، وأصبح الحال هو إلقاء المواطنين قمامتهم على الأرصفة وفي الشوارع بشكل عشوائي انتظارا لسيارات الجمع ! وبالطبع تقوم القطط والكلاب بتمزيقها ، ناهيك عن المنظر الغير حضاري الذي أصبح يميز شوارع منطقة تعتبر من أرقى مناطق القاهرة ، لا أفهم لماذا تم جمع الصناديق الكبيرة المخصصة للقمامة ، وإذا كانت من ممتلكات الشركة القديمة لماذا لم تقم الشركة الجديدة باستبدالها أو شرائها أو شراء صناديق جديدة ، ألم يسأل المسؤول عن هذا القرار العجيب نفسه أين سيضع المواطن قمامته التي ستجمعها سيارات الشركة ؟ أم من المفترض أن يحتفظ المواطن بها في منزله مثلا؟ أم سيلقيها في الشوارع وهو ما حدث بالفعل للأسف.

  لا أفهم ما هو الضير في وجود صناديق في الشوارع ، وهل يعقل أن التقدم يكون في أن تكون الشوارع خالية من صناديق القمامة ومليئة بالقمامة !؟

العجب كل العجب أن نجد أحد المسئولين  يشيد بالتجربة الجديدة ! ويبشرنا بأن بداية التجربة الرشيدة في المعادي  ، وسوف يتم تعميمها  تباعا من منطقة التجمع الخامس ، إلى أن تعمم في جميع المناطق ..

حقيقة ألف ألف مبروك ونعم التجارب !

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق