هل تتجه مصر إلى تدويل ملف سد النهضة؟

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2017 01:00 ص
هل تتجه مصر إلى تدويل ملف سد النهضة؟
سد النهضة - أرشيفية
محمود علي

سلط الضوء مؤخرًا بشكل متزايد على ملف سد النهضة الإثيوبي، خاصة بعدما أعلن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، تعثر المفاوضات الخاصة بالسد بين مصر وإثيوبيا والسودان، مؤكدًا أن اجتماع اللجنة الفنية الثلاثية المعنية بالملف الذي انعقد بالقاهرة لم يتوصل إلى اتفاق بشأن اعتماد التقرير الاستهلالي الخاص بالدراسات.
 
ويبدو من تصريحات المسئولين المعنيين بملف سد النهضة وعلى رأسهم وزارة الري والخارجية ، تركيز أجهزة الدولة بأكملها في هذه المرحلة على الملف، الأمر الذي يطرح تساؤل مهم هل تتجه مصر إلى تدويل ملف سد النهضة بعد تعثر المسار الفنى ؟.. وما هي الخطوات المستقبلية التي ستتخذها القاهرة لوضع حد إلى التماطل الإثيوبي في مفاوضات السد؟.
 
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح مشروع للاستزراع السمكي بمحافظة "كفر الشيخ" بعدم المساس بحصة مصر في مياه النيل قائلًا بأنه: "لن يسمح بالمساس بحصة مصر في مياه النيل.. وأنه تحدث مع قادة السودان وإثيوبيا حول 3 عناصر رئيسية، من بينها عدم المساس بحصة مصر من المياه".
 
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الموارد المائية والرى الدكتور حسام الإمام إن المسار الفني لم يكن أبدًا مضيعة للوقف بل هو إثبات لحق مصر القانوني المتمثل في إعلان المبادئ وذلك بعد مماطلة إثيوبيا ورفضها للتقرير الاستهلالي ما يؤكد موقفنا القانونى الذي يضمن لمصر حقوقها فى مياه النيل"، مضيفًا في تصريحات صحفية أن  ملف سد النهضة هو ملف دولة وليس جهة بعينها، قائلًا: "إذا كان المسار الفنى قد توقف فهذا لا يعنى الفشل، ونحن لدينا ملف كبير وتحديات كثيرة سواء بسد النهضة أو دونه".
 
وفي سياق متصل تلقى وزير الخارجية سامح شكري أمس اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأمريكي، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار احمد ابو زيد أن الوزير شكري احاط تيلرسون بالتطورات الخاصة بملف سد النهضة، والتعثر الذي يعتري المسار الفني الخاص بإعداد  الدراسات التي من شأنها أن تحدد الآثار المُحتملة للسد علي دولتي المصب وكيفية تجنبها، وهو ما يبعث إلي القلق الشديد علي ضوء الأعتماد الكامل لمصر علي مياه النيل كمصدر وحيد للمياه،  وقد دار نقاش بين الوزيرين في هذا الموضوع، تم التأكيد خلاله علي أهمية الإلتزام الكامل من جميع الأطراف باتفاق اعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا.
 
وتفسيرًا لتحركات الري ووزارة الخارجية، قال السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق إن تعتبر كافة هذه التحركات في إطار التفاوض ، فرغم الإعلان عن تعثر المسار الفني إلا أن ما جاء في اتصال وزير الخارجية بنظيره الأمريكي يعبر عن استخدام اساليب وأوراق مصر للضغط على إثيوبيا من جانب المجتمع الدولي، مضيفًا أن بصفة الولايات المتحدة الأمريكية هى من الدول الأولي المتخصصة في إنشاء السدود فلا مانع أن تتشاور القاهرة معها لإقناع الجانب الإثيوبي بمخاوف مصر من إنشاء السد على دولتي المصب، حيث تعد مياه النيل حياة أو موت.
 
وأكد في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة" أن المشكلة تتعلق بأن إثيوبيا لم تقم بعمل دراسات لمشروع سد النهضة، فعندما طلب المكتب الاستشاري الفني الخاص بدراسة الاثار السلبية المحتملة على دول المصب ماطل الجانب الإثيوبي مما يثبت أنه لم يكن لديه دراسات لهذا المشروع الضخم الذي يبلغ حجم تخزين المياه فيه 64 مليار متر مكعب.  
 
في نفس السياق قال النائب البرلماني السيد فليفل رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إن مرحلة التفاوض السياسي في ملف سد النهضة لم تفشل حتى الآن، مؤكدًا أن القاهرة لديها كافة الطرق والأدوات التي ستستخدمها في التوقيتات المناسبة، من بينها الضغط الدولي في الملف القانوني، وذلك من خلال علاقاتها الإقليمية والدولية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق