الشقيق الأكبر.. الدور المصري في تراجع الحريري عن استقالته

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017 02:32 م
الشقيق الأكبر.. الدور المصري في تراجع الحريري عن استقالته
محمود علي

لم تمر ساعات قليلة على مغادرة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري المستقيل من منصبه مطار القاهرة، وعودته إلى لبنان بعد لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي لحضور حفل ذكرى استقلال لبنان الرابعة والسابعين، إلا وأعلن تراجعه عن الاستقالة وتريثه في تقديمها للرئيس اللبناني، الأمر الذي يشير بوضوح بحسب مراقبون إلى الدور الدولي وخاصة المصري والفرنسي في إعادة الأمور إلى نصابها ونزع فتيل الأزمة وتهدئة الأجواء السياسية اللبنانية.

والتقى الرئيس السيسي، الحريري، أمس الثلاثاء، مجريا معه بمباحثات تتعلق بحل الأزمة اللبنانية، وقال الحريري إنه بحث مع الرئيس المصري "استقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية"، مضيفًا قبيل مغادرته إن "حديثه مع الرئيس السيسي تمحور حول استقرار لبنان وسياسة النأي بالنفس عن الأزمات الإقليمية، مقدمًا الشكر لمصر وللرئيس المصري على دعمه لاستقرار بيروت".

السيسي والحريري

وتمحور حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائهه بالحريري، حول تأكيد موقف مصر على ضرورة عودة التوافق بين الأطراف السياسية اللبنانية، ودعمها الكامل للحفاظ على استقرار لبنان، مطالبًا الرئيس السيسي، بضرورة "قيام جميع الأطراف اللبنانية بالتوافق فيما بينها وإعلاء المصلحة الوطنية العليا للشعب اللبناني، ورفض مساعي التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان".

وتلقى الرئيس اللبناني أول أمس اتصالًا هاتفيًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي ابلغه فيه الاهتمام المصري في معالجة الازمة التي نشأت بعد اعلان الحريري استقالته، في 4 نوفمبر الجاري، وتم التأكيد خلال الاتصال على اهمية المحافظة على الاستقرار السياسي والامني في لبنان متفقين الرئيسان على استمرار التشاور بينهما.

السيسي وعون 1

وكانت مصر لها دور فعال في رعاية الاتفاق اللبناني الذي شهدته بيروت العام الماضي، والتي صعد على آثرها السياسي المخضرم ميشال عون رئيسًا للجمهورية، والذي يعرف عنه قربه من سوريا وعلاقاته متزنه مع حزب الله اللبنانية، في المقابل جاءت التسوية برئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي يعرف بأنه زعيمًا للكتلة السنية ومقربًا للمملكة العربية السعودية كرئيسًا للحكومة اللبنانية، حيث اعتُبرت هذه التسوية التي تم رعايتها من قبل عدد من الدول العربية على رأسها مصر، أفضل انفراجة شهدتها لبنان خلال العقد الأخيرين بين الكتلتين المتنازعتين على طول الخط؛ حزب الله اللبناني الذي يتزعمه حسن نصر الله وتيار المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري رئيس الحكومة المستقيل، وخاصة أن الواقع السياسي الذي سبق استقالة رئيس الحكومة يمهد بحدوث انفجار شديد على الرغم من التهدئة في وسائل الإعلامي اللبنانية الرسمية.

وكانت محطة الحريري الخارجية الأخيرة التي سبقت القاهرة، هي فرنسا حيث أعلن من باريس عن ما أسماه بوعود ومفاجئات سياسية سيطلقها، لكن واضحًا بحسب مراقبون أن عودة الحريري لبيروت في يوم الاستقلال وتراجعه عن الاستقالة جاء بعد دور مصري فرنسي ساعي لضمان الاستقرار السياسي وتجنب لبنان النزاعات والصراعات الإقليمية في إطار النأي بالنفس ورفض مساعي التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للبنان، لاسيما وهي موضوعات رحبت بها جميع الأطراف اللبنانية وعلى رأسهم الرئيس اللبناني ميشال عون، حيث قال مساعد وزير الخارجية الاسبق السفير رخا أحمد حسن إن زيارات الحريري لفرنسا ومصر قبل عودته إلى لبنان عقب إعلان استقالته كانت مهمة، وأتت لتجنب حدوث ارتباك سياسي في لبنان.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق