عبدالله رشدي.. المكفراتي الذي قتل الكلام

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 11:00 م
عبدالله رشدي.. المكفراتي الذي قتل الكلام
عبد الله رشدى
رامى سعيد

مفارقة طريفة هي التي جمعت عبد الله رشدى أمام مسجد السيدة نفيسة، والمخرج مجدى أحمد على، أحد صناع فيلم "مولانا"- الذي تناول شخصية أحد الدعاة ورحلة صعودة، من أحد المساجد الحكومية إلى الشاشات الفضائية ثم إلى قمة المجتمع، وهو ما ينطبق واقعيًا على عبد الله رشدي، الذى لم يكن معلومًا لدى العامة قبل أن تساهم فى انتشاره وصناعته برامج التوك شو.

رشدى بدأ على الشاشات ودايعًا دمث الخلق دائم الابتسام مرحب بالنقد دون أن تفارقة الابتسامة الهادئة.. طبيًا رقيقًا هكذا بدا لمشاهدى الفضائيات وبالتالى زاد عدد مرديه ومعجبيه باعداد مهولة على صفحته الشخصية التى وصل عدد متابعيها إلى 499,872 غير أن ذلك الهدوء لم يدم طويلا، فقد بدأ رشدى معاركته الأولى بالتضامن مع الشيخ سالم عبد الجليل بعد تكفيرة للاقباط، وخاض معارك شرسة لم يكن  هو ذلك الشخص السمح الوديع بل كان معارضًا شرسًا ضد أى افكار تنبذ تكفير الآخر قائلا "دة دين".

الأزمة الأولى لم يمر عليها وقتًا طويلا حتى ظهر " رشدى " على الشاشات مجددًا وبسؤاله هل حضرتك قلت أن المسحيين كفار؟ قال بالنص " أة .. نعم قلت المسحيين كفار، وكل من لقى الله على غير الإسلام كافر.. مات الكلام".

رشدى يصلق دائمًا ما يقولة بالدين، وليس فهمه للدين والأكثر من ذلك أنه يُحمل الأزهر مسئولية ما يردده على وسائل الإعلام من فتاوى، رغم القرار الأخير الصادر عن المجلس الأعلى للإعلام بالتنسيق مع الأزهر الشريف باقتصار الفتاوى على وسائل الاعلام على 50 عالمًا فقط رشدى ليس من بينهم.

ودافع رشدى عن فتواه الأخيرة على وسائل الإعلام من خلال صفحتة الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى قائلا " جملُ ما نَتَجَ أنني وجدتُ الشباب هذهِ المَرَّةَ - مسلمين ومسيحيين -صار متفهماً لقضيَّةِ الكفر وأنها لا تعني إرهاباً ولا قتْلاً إلا عند الدواعش و من نحا نحوهم من العلمانيِّينَ ، وهذا ما كُنْتُ أُدَنْدِنُ عليه، وقد نَجَحْتُ في أن أُزِيلَ استشعار المُسْلِمِ بالحرجِ من آياتِ القرْآن ، وصار الشبابُ الآن فخوراً بعقيدتِه ورافضاً لطريقةِ الدواعشِ والعلمانيِّينَ المَقِيتَةِ .

والذي يبدو لي أنهم قد ضاقوا بي ذَرْعاً لأنهم لا يريدون للشَّابِ المسلم أن يكون سَوِيَّ الفكْرِ مستمسكاً بعقيدته ، وإنَّما يُرِيدُونه مسْخَاً بلا انتماءٍ ولا عقيدِة ، إذ لا يُقِضُّ مَضَاجِعَهم أكْثَرَ من مُسْلِمٍ واعٍ يَقِفُ حجر عَثْرَةٍ أمامَ خُطَطِهمِ الشيْطانيةِ ، ويُتْقِنُ عقِيدَتَه ويُدَافِعُ عنها ، ويَذُودُ عن قُرْآنِه ويَزْأرُ لِسُنَّةِ نَبيِّه .

إنّّني أشْعُرُ أنَّني قد أوجعتهم وآذَيْتُهم بشِدَّةٍ ، إذ جَرَتِ العادةُ بكونِ الصُّرَاخِ على قَدْرِ الأَلَمِ. وهذا عَهْدٌ أمامَ اللهِ أنْ أَزِيدَ من فَضْحِ جَهْلِكُم وكَشْفِ خَلَلِكمْ ما دُمْتُ حَيَّاً".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق