سقطات الجارديان الإعلامية.. من فبركة التقارير إلى التناقض في مجزرة مسجد الروضة

الإثنين، 27 نوفمبر 2017 05:00 م
سقطات الجارديان الإعلامية.. من فبركة التقارير إلى التناقض في مجزرة مسجد الروضة
حادث مسجد الروضة الإرهابي
محمود علي

لم تكن السقطة الإعلامية التي وقعت فيها صحيفة الجارديان البريطانية ، بالأمس في تناولها لاعتداء مسجد الروضة الإرهابي والذي اسفر عن استشهاد 305 وإصابة 128 آخرين الأولى من نوعها، بل تعتبر ضمن سلسلة من السقطات الإعلامية والأخطاء الفادحة التي انتهجتها الجريدة في تناولها للأحداث المصرية.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، انتقد أمس مقالًا لجريدة الجارديان حول اعتداء مسجد الروضة الإرهابي، مؤكدًا أنه نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذى يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب.

 

رد المتحدث باسم وزارة الخارجية على مقال الجارديان

وكانت أشهر سقطات الجارديان على الإطلاق في تناولها الشأن المصري العام الماضي، عندما نشرت أكثر من 13 تقريرًا "مفبركًا" كتبها الكاتب الأمريكي جوزيف مايتون، أحد المراسلين الذين تتعامل معهم بالقطعة، من القاهرة، رغم اعتذارها بعد ذلك، مؤكده إنها ألغت مقالات مايتون المفبركة والمعلومات التي لم تتمكن من التحقق منها، فاتحه تحقيق في الأمر عندما اتصل بها أحد المصادر التي زعم مايتون أنه تحدث إليها في إحدى مقالاته وقال إنه لم يتحدث إلى الصحفي.

وتوصلت تحقيقات الصحيفة إلى أن هناك مقالات لجوزيف مايتون تحتوى على تصاريح مزورة، من بينها قصص خبرية لفاعليتين قال منظموهما إن الصحفي (مايتون) لم يحضرهما أبدًا، ويضاف هذا إلى عشرات المصادر غير الموجودة على أرض الواقع، أو ليس لديها وجود على الإنترنت، أو أنهم مجهولون ولا يمكن الاستناد إلى رأيهم، كما أن العديد من الأشخاص الذين جاءوا فى مقالاته نفوا أنهم تحدثوا إليه.

 

صحيفة الجارديان

 

ومنذ ثورة 25 يناير، تشتهر صحيفة الجارديان بنشر تقارير مثيرة للجدل عن الشأن المصري يكتشف بعد ذلك عدم صحتها، ففي فبراير 2011 زعمت الجريدة البريطانية أن ثروة عائلة الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك تقدر بحوالى 70 مليون دولار، مشيرة إلى أن مبارك يمتلك أرصدة فى البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به فى الولايات المتحدة وبريطانيا، لكن هذا التقرير الذي أثار ضجة فى العالم كله وليس مصر فقط في هذا التوقيت كان مستندًا في معلوماته إلى كاتب مغمور ألفا كتابا عن مبارك، واكتفى مدير تحرير الصحيفة بعد شهرين من نشر التقرير بالقول إنه أخطئوا فى صياغته.

مايو 2014 كان شاهدًا على سقطة أخرى للصحيفة البريطانية جاءت مع الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنصب الرئاسة، حيث تعمدت الصحيفة توجيه انتقادات حادة وتشويه للحقائق واصفة الانتخابات بالمعيبة، الأمر الذى انتقده المتحدث باسم الرئاسة في ذلك الوقت ايهاب بدوي، وقال إن الصحيفة البريطانية تعمدت في افتتاحيتها تجاهل حقائق مهمة، ورغم قولها إن الانتخابات كانت معيبة، إلا أن مراقبى الانتخابات وبينهم بعثة الاتحاد الأوروبى توصلت إلى ما هو غير ذلك.

 

تغريدة لوزير الدولة للشئون الخارجية دأنور قرقاش

واقعة أخرى للجارديان كذبها رئيس الوزراء البريطانى الأسبق تونى بلير، بعد أن نشرت خبرًا قالت فيه إنه سيعمل مستشارً للرئيس عبد الفتاح السيسى بعد انتخابه رئيسا لمصر.

الجدير بالذكر أن صحيفة الجارديان البريطانية أثارت جدلًا واسعًا بالأمس، لاسيما بعد تناولها المتناقض لاعتداء مسجد الروضة، حيث انتقد أحد المقالات ثأر الدولة المصرية وأجهزتها بضرب مواقع للتنظيمات المتشددة في اعقاب الهجمة الإرهابية، وثاني أكد أن الحادثة الإرهابية تعد الأشد والأكبر منذ سنوات، الأمر الذي يمثل تعبيرًا لسياسة المعايير المزدوجة التي تنتهجها الصحيفة في تناولها مع الحادث الإرهابي بصفة عامة.

وانتقد وزير الدولة للشئون الخارجية دكتور أنور قرقاش مقال الجارديان قائلًا في تغريدة له على موقع التدوينات القصيرة تويتر: "مقالة سايمون تيسدال في "الجارديان" حول مجزرة مسجد العريش الإرهابية مثال سيّء للتأطير السلبي الذي تعاني منه بعض الأقلام الغربية، المشكلة هي التطرّف والإرهاب، وعليهم أن يدركوا ذلك".

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق