مصر تجهض محاولة إسرائيلية لضرب المصالحة بـ"توطين الفلسطينيين في سيناء"

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 04:00 ص
مصر تجهض محاولة إسرائيلية لضرب المصالحة بـ"توطين الفلسطينيين في سيناء"
الفلسطينيين
محمود علي

تصريحات مثيرة للجدل أطلقتها وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية جيلا جملئيل عن إقامة الفلسطينيون في سيناء اليوم، طرحت الكثير من علامات استفهام حول توقيتها وأهدافها، لاسيما بعد نجاح مصر في إنجاز خطوات مهمة بالملف الفلسطيني، وإقناع حركتى فتح وحماس بضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية.

وفي تصريح أوردته القناة الثانية الإسرائيلية قالت الوزيرة الإسرائيلية إن أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء، ما أثار غضب الحكومة المصرية  التي "طلبت توضيحات من الخارجية الإسرائيلية حول هذه التصريحات".

وبحسب القناة الثانية الإسرائيلية فإن مصر طلبت بشكل رسمي من نظيرتها الإسرائيلية توضيح تلك التصريحات، مشيرة إلى أن مصر عبرت عن طريق سفيرها في تل أبيب حازم خيرت، عن غضبها الشديد إزاء تلك التصريحات، خلال اتصالات مع كبار المسؤولين بالخارجية الإسرائيلية.

ورغم تقديم الخارجية الإسرائيلية اعتذارا عن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية، وذلك بعد رد فعل غاضب من الخارجية المصرية، إلا أن هذه التصريحات أثارت فضول الكثير حول معرفة أهدافها في ذلك الوقت في وقت يتوقع فيه أن تحرز المصالحة الفلسطينية التي تتم برعاية مصرية تقدمًا واسعًا في الفترة المقبلة، وذلك في أعقاب زيارات متتالية لأعضاء حكومة الوفاق الفلسطينية من الوزراء إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى استلام قوات حكومة الوفاق الإدارة الأمنية لمعبر رفح البرى بين القطاع ومصر.

ومن حين لآخر تجتمع الفصائل الفلسطينية في القاهرة لبحث سبل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وذلك من أجل وضع حد للانقسام الذي تشهده فلسطين منذ ما يقارب الـ 11 عام بين حركتي فتح وحماس، حيث تتضمن المصالحة إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها، والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية مع العمل على إزالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام.

ولكن هذه المصالحة تقلق الاحتلال الإسرائيلي كثيرًا حيث دائمًا ما مثل الانقسام الفلسطيني فرصة جيدة لحكومة بنيامين نتنياهو، مستغلة حالة الخلل الداخلي والمشاحنات السياسية التي تحدث بين الفصائل لتعطيل حل الأزمة الفلسطينية ، التي تدعو لها الدول العربية وعلى رأسهم مصر بمطالبة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين وإنهاء النزاع مع الفلسطينيين.

وظهر هذا القلق والغضب الإسرائيلي في التناول الرسمي والإعلامي للمصالحة الفلسطينية، الذي وصل إلى حد خروج الكثير من الوزراء الإسرائيليين الذين هددوا بقطع علاقات تل ابيب مع السلطة الفلسطينية الحالية اذا ما تم التوافق بين فتح وحماس، كما هاجم وزير التعليم في حكومة الاحتلال نفتالي بينت؛ المصالحة الفلسطينية، وصرح: "هذه ليست مصالحة، بل هي انضمام أبو مازن لتنظيم متشدد"، على حد تعبيره.

وبقراءة تصريحات الوزيرة الإسرائيلية عن تفضيلها لإقامة دولة فلسطينية في سيناء وربطها بالغضب الإسرائيلي العارم اتجاه المصالحة في الوسط الرسمي والإعلامي، سيتضح أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة على الرغم من التنصل منها على المستوى الرسمي، إلا أن هدفها هو ضرب المصالحة الفلسطينية وتحقيق نوع من الارتباك في المشهد بصفة عامة وذلك لتعطيل التقدم الذي شهده الملف الفلسطيني برعاية القاهرة في الشهور القليلة الماضية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة