قولوا لعين الشمس ماتحماشي.. شادية ماتت

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 08:40 م
قولوا لعين الشمس ماتحماشي.. شادية ماتت
شادية
مصطفى الجمل

«قولوا لعين الشمس ماتحماشي.. لاحسن حبيب القلب صابح ماشي» كتمت الأم المكلومة ألمها، ولملمت جراحها على فراق ابنها الشهيد، وتمتمت بالكلمات السابقة، تكرر الموقف عشرات المرات، وقتها كان الموقف مستساغاً، فالكلمات التي تغنت بها دلوعة السينما المصرية، في توديع العزيز الغالي تحولت مع مرور الزمن وتكالب النوائب إلى راع رسمي للحظات الفراق الأبدية، ظلت الكلمات تراودني كلما فارقنا صديق أو أو قريب، أو هبطت مصيبة أودت بحياة عدد من الأبناء الأبرار الراصدين حياتهم لحمايتنا وأمننا، وقتها تخيلت أني أقف وحيداً أرددها في فراق كثيرين وكثيرين، وسوس الشيطان وأمال رأسي وملأها بالكثير من الأفكار، إلاواحدة، أن تكون هي أول كلمات تتقافز أمام عيني، عندما يصلني الخبر اليقين بوفاتها. 
 
اليوم الخبر ليس كاذباً، لن تعود شادية، لن يخرج أبنائها يطمئنون عشاقها عليها، ويكذبون ما طاردها من أنباء سخيفة عن الوفاة، لن نصم الأذن على صوتها وفي السر ندعو لها بالشفاء والبقاء، اليوم ستتبدل مانشيتات الصحف من «سلامات يا صوت مصر» إلى «وداعاً يا صوت مصر». 
 
في ألقابها تفانى العاشقون، وتبارى الباحثون عن نظرة رضا، وسلام ولو بالعين، قالوا عنها «العصفورة» و«الدلوعة المتمردة»، و«صوت مصر»، تغنوا برقة صوتها، وشقاوة عينها، واستقامة قوامها،  وجمال ملامحها، تساوى في ذلك الجمهور مع النقاد مع الأصدقاء من المطربين والممثلين والمبدعين.
 
كان شعارها في الحياة «تفائل مادمت حياً»، استهجنت أن يمر التشاؤم من جنبيها وهي القادرة مع قلائل من أبناء جيلها على رسم البسمة على وجوه الملايين، كانت ترفض الجمود والثبات على فكرة معينة، والبقاء حبيسة لدور واحد، فتمردت على دور الفتاة الدلوعة، التي تتبادل مع حبيبها الجري خلف بعض بالورود خلف تغني له فيطرب لها، قبل أن يقع في شباكها ناسجاً معها قصة رومانسية، فعمدت إلى لعب أدوار مغايرة، حتى قدمة رائعتها «رايا وسكينة». 
 
اسمها الحقيقي  فاطمة محمد شاكر، بنت الشرقية، نشأت في بيت متوسط، فوالدها كان يعمل  مهندساً زراعياً، منذ ظهورها لأول مرة وهي تلعب في معظم أعمالها دوري الممثلة المطربة، ظهرت لأول مرة في فيلم "أزهار وأشواك" لمكتشفها أحمد بدرخان، وتعددت الأعمال بعد ذلك فكان من بينها بشرة خيرة، بين قلبين، الحقوني بالمأذون، لسانك حصانك، أنا وحبيبي، قليل البخت، الهوا مالوش دوا.
 
كان فيلم "ليلة من عمري"، نقطة تحول في مشوار شادية السينمائي، قالت عنه "خرب بيتي ولكن فتح لي مجال جديد"، نظراً لأنها لعبت فيه دور فتاة قروية بسيطة وقعت في حب أحمد مهندس الزراعة "عماد حمدي"، وتورطت معه في علاقة غير شرعية، اقتنع المنتجون وصناع الأفلام بأن هذا الوجه الملائكي البشوش، يخفي تحته بركان خامد من المواهب، فقدمت بعده دور "نعمت" الفتاة المتمردة الكارهة لحياتها برفقة والدتها الخادمة والمربية، وتقرر الهروب من المنزل في "التلميذة"، ثم لعبت دور "حميدة" في زقاق المدق، الفتاة الجميلة الثائرة التي تركت حبيبها وحارتها وخالتها، من أجل الشهرة والثراء، ولكن في النهاية "سكة حميدة كانت أخرتها تأبيدة"، تقمصت شادية دور "نور" في "اللص والكلاب" ببراعة، واعتبره النقاد من أفضل وأروع أدوراها، الذي مثل بداية مرحلة النضج الفني لها. 
 
لجمالها وخفتها، تنافس عدد من الفنانين في التقرب منها والارتباط بها، فطلب الفنان محمد فوزي الزواج منها أثناء تصوير فيلم «العقل في أجازة»، فرفض والدها الفكرة لأنه رجل متزوج، ثم فاجأت شادية جمهورها والوسط الفني بإعلان زواجها الثاني من النجم القدير عماد حمدي الذي كان يكبرها بحوالي 25 عامًا، بعد طلاقها من المهندس عزيز فتحي في زواج لم يستمر أكثر من 3 سنوات، كما ارتبطت بالفنان صلاح ذو الفقار، وسعت أن تكون أم ولكن لم يقدر لها بعد فشل الحمل ثلاث مرات، وأدى تكرار ذلك لزيادة عصبيتها التي أدت إلى انفصالهما مرتين، الأولى عام 1969 والأخيرة عام 1971، على الرغم من أنهما كانا أشهر الثنائيات المتألقة على الشاشة وقتها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق