إنهم يتبعون دينا جديدا

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017 09:36 م
إنهم يتبعون دينا جديدا
أحمد اسماعيل يكتب

أثار الحادث الإرهابي الأخير الذي ارتكبته أيدي قذرة لا تمت إلى الإسلام بصلة، فليس مسلم من يقتل المسلمين وهم ساجدين في بيت الله، إن حادث قتل المصلين بمسجد الروضة بالعريش وعدد القتلى الذي زاد عن 300 وطريقة تنفيذ العملية بالمسجد تثير العديد من التساؤلات: "هل من نفذ هذا الإرهاب الأسود حقاً مسلمون؟.. هل ينتمي هؤلاء الإرهابيون إلى أي دين؟.. وهل هذا هو الجهاد الحقيقي الذي نعرفه جميعا، والذي لا يكون إلا ضد أعداء الدين والوطن؟". 
 
وهل من الإسلام أن نروع الآمنين، ونقتل الأطفال والعجائز، ونعتدي على حرمة بيوت الله؟. والإجابة بالقطع هي أن الدين الإسلامي وأي دين بريء من هؤلاء المأجورين الخونة الذين لا ملة لهم، الذين يحاولون زرع بذور الفتنة ونشر الفزع والخوف في سيناء الحبيبة، لتحقيق أهداف ومخططات لا تخدم في النهاية سوى العدو الصهيوني، ومن نفذها وينفذها للأسف مجموعة من الشباب الذين غسلوا أدمغتهم وأوهموهم أنهم يجاهدون لرفع راية الإسلام، وغيرها من الخرافات التي يتاجر بها أعداء الدين، كما سمعنا وشاهدنا الإرهابي الليبي، وهو يقول بذلك مع الإعلامي عماد الدين أديب بأنه يهاجر ويجاهد في مصر، والحادثة الإرهابية الأخيرة أثبتت أن هذا الإرهاب ليس إسلامي فكيف يتم استهداف المدنيين والمسلمين في بيت الله مما يؤكد أن هؤلاء مرتزقة ليس لهم أي دين وأنهم يتحركون بناء على تعليمات من أجهزة تريد أن تشوه صورة الإسلام والمسلمين.
 
نسى هؤلاء أن العدو الأول لإسلام والمسلمين في المنطقة هي إسرائيل، التي دربتهم وزودتهم بالسلاح فطوال الأعوام الماضية لم نعد نسمع عن أي عمليات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي جعل من هؤلاء وسيلة أمنه وأمانه، وحولهم إلى إرهابيين يدمرون ويقتلون ويخربون في بلادنا، وللأسف نحن غافلون أو قل نتغافل ونغمض الأعين ونصم الآذان عن هذه الحقيقة الواضحة ووضوح الشمس لكل من يعتبر، ويؤكد ذلك أيضا وراء التصريح الأخير للوزيرة الإسرائيلية جيلا جامليئيل، وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية لـ القناة العبرية الثانية في حوارها مع مجلة "السيادة"، والتي خلصت فيه إلى أن "أفضل مكان للفلسطينيين ليقيموا فيه دولتهم هو سيناء".
 
نعم هذا هو المخطط الذي يحدث وتمهد له الأرض منذ فترة أنهم يسعون إلى زيادة حدت العنف والتوتر في سيناء وإظهار الجيش المصري والقوات المصرية وأنها أصبحت عاجزة عن حماية أبناء سيناء، وغير قادرة على دحر وقطع دابر الإرهابيين، ومن هنا وجب التدخل الدولي، وفرض السيادة الدولية على سيناء بحجة مكافحة الإرهاب المنتشر فيها، ومن ثم إنهاء القضية الفلسطينية وتوطين الفلسطينيين في سيناء وإسقاط حق العودة الفلسطينيين إلى أراضيهم، وكل ذلك على حساب مصر وأمنها، وللأسف ورغم كل هذه الشواهد، لا نزال نحن مغيبون عن الحقيقة !.
 
فهل كل ما يحدث صدفه فكيف يتم تمويل هؤلاء الإرهابيين بأحدث الأسلحة التي لا تتوافر إلا للجيوش النظامية، مثل مضادات الدبابات والطائرات وعربات الدفع الرباعي وأجهزة الاستخبارات والتنصت وغيرها، والقدرة على التخطيط والتنفيذ الدقيق، الذي لا يستطيعه سوى قوات نظامية مدربة ومزودة بأحدث الأسلحة وغطاء مالي لا ينفد، وهذا في اعتقادي لا تملكه سوى إسرائيل والقوى العربية والدولية الداعمة للإرهاب في المنطقة.
 
وفى مواجهة هذه المخططات وكشفها، وفضح هذا الإرهاب وتلك العمليات إلى لا تنتمي إلى الإسلام بأي شكل، يجب أن يكون للإعلام والفن المصري دورا كبيراً لتوعية المصريين والعرب والكشف عن المخطط الذي يتم اللعب به من اجل مصلحة عدونا الرئيسي، وهو إسرائيل، والذي سنظل نعلم أولادنا بأنهم هما أعدائنا إلى ابد الدهر ولن نترك أرضنا أبدا لهم ولذلك يجب أن يقدم الفن المصري العديد من الأعمال التي تكشف هذا العدو على حقيقته وأن نكون أكثر وعياً في مواجهة هذا الإرهاب الذي يتم صنعه من خلال عدونا لكي يجعلنا نقاتل بعضنا من أجل أن يحقق هدفه ولهذا فدور الفن والإعلام في محاربة هذه الأفكار يجب أن يتم إعادة صياغته.
وألا يكتفي فنانينا ومثقفينا ببيانات الشجب والإدانة التي أجادها الحكام العرب على مدار سنوات الصراع العربي الإسرائيلي، ومنهم انتقلت العدوى إلى النقابات الفنية التي اقتصر دورها على إقامة مؤتمرات لا تقدم ولا تؤخر، ولا تجيد سوى إصدار بيانات الشجب والإدانة وهم يعلمون جيداً أن مثل هذه الشعارات لم تعد تكفى، وأنه لابد من خطوات وأعمال فنية جادة ومدروسة حتى يكون للفن دوره الحقيقي والفاعل كما كان دائما، فقد حمل الفن شعلة التنوير في وقت كان الإرهاب علي أشدة في مصر ولعب دور حيوي في محاربته.
 
من منا لا يتذكر ذهاب الفنان الكبير عادل أمام إلى محافظة أسيوط لعرض مسرحية الواد سيد الشغال (عام 1988م)، وقد واصل الفنان الكبير رسالته في مواجهة الإرهاب من خلال عدد من الأعمال الفنية ومن أبرزها فيلم الإرهاب والكباب الذي تم إنتاجه عام 1992م، أيضا قدم الزعيم عادل أمام فيلم الإرهاب (عام 1994م)، وقدم الزعيم أيضا فيلم طيور الظلام وغيره من الأعمال الأخرى التي سلطت الضوء علي قضايا الإرهاب ومنها فيلم عمارة يعقوبيان (عام 2006م)، وفيلم حسن ومرقص مع الفنان العالمي عمر الشريف (عام 2008م).
 
أيضا قدمت السينما العديد من الأفلام الأخرى التي ساهمت في توعية المشاهد بخطورة الإرهاب ومنها فيلم الإرهاب الذي أنتج (عام 1989م)، وهو بطولة الفنانة نادية الجندي وفاروق الفيشاوي، وأحمد بدير وعدد من نجوم السينما المصرية وهو من أول الأعمال التي تناولت خطر الإرهاب على المجتمع المصري وتناول المخرج العالمي الراحل يوسف شاهين قضية الإرهاب من خلال فيلم المصير الذي أنتج (عام 1997م)، وتناول الفنان الكبير نور الشريف قضية الإرهاب في واحدة من أهم أعماله السينمائية وهو فيلم دم الغزال الذي (أنتج عام 2005م).
 
وقد ساهمت الدراما التليفزيونية أيضا بالعديد من الأعمال التي واجهت الإرهاب مثل مسلسل الجماعة تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد والذي تناول فيه تاريخ جماعة الأخوان الإرهابية بجانب العديد من المسرحيات التي تصدت لقضية الإرهاب ونحن نتمنى أن تظهر أعمال جديدة تكشف الوجه القبيح للجماعات الإرهابية والمتطرفة بعد (ثورة 30 يونيو) من خلال أعمال سينمائية وتليفزيونية ومسرحية لتكون رسالة جديدة للتنوير في الداخل ولتسليط الضوء علي خطورة هذه الجماعات في الخارج من خلال عرض هذه الأفلام في المهرجانات الدولية حتى تصل الرسالة إلى الجميع من خلال الفن المصري صاحب الدور الرائد في مواجهة الإرهاب.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق