كيف خدم شفيق قطر وخسر كل شئ؟

الجمعة، 01 ديسمبر 2017 09:00 م
كيف خدم شفيق قطر وخسر كل شئ؟
أحمد شفيق
محمود علي

رغم الشغف المصري حكومى كان أو إعلامي أو شعبي بانتظار ظهور اسمًا جديدًا يقدم نفسه على الساحة السياسية، للترشح للانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها منتصف العام المقبل، حيث يعكف كثيرون في الآونة الأخيرة على البحث عن مرشحًا يفرزه الشارع السياسي، وسط إقرار كافة الخبراء والمتابعون بفشل القوى السياسية في تقديم مرشح قوى، إلا أن بالنظر إلى ردود الأفعال المصرية الواسعة خلال الساعات القليلة الماضية بإعلان الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء المصري الاسبق نيته للترشح للرئاسة عبر وكالة رويترز، سنلاحظ أن هناك صدمة مفاجئة في كافة الأوساط.

الصدمة التي ظهرت في الوسط الإعلامي والشعبي ، وبالأخص على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر،  لم تأتي من إعلان شفيق الترشح للرئاسة، لاسيما في وقت ربما يشكل فيه ترشحه استفادة واعطاء زخم واسع للمشهد السياسي ككل، بالأخص في حالة البحث الواسعة والتساؤلات المطروحة من سيترشح أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يعلن حتى الآن ترشحه، وإنما الصدمة القوية اتت من الاستفادة القصوى العائدة على بعض الدول الإقليمية في نزاعها مع الدول العربية من ترشح شفيق حتى الآن وهل كان لدى رئيس الوزراء المصري الاسبق علم بتداعيات الإخراج العام لمشهد إعلان ترشحه للرئاسة؟.. خاصة بعد ظهوره على قناة الجزيرة القطرية.

منذ بداية إعلان الفريق أحمد شفيق نيته الترشح للرئاسة حتى الآن، والمستفيد الوحيد من ذلك الإعلان هو دولة قطر، فرغم الانتظار المصري الذي شابه التشكيك في ظهور مرشح من كافة القوى السياسية لديه القدرة في حمل عبأ إدارة مصر خلال الفترة المقبلة، إلا أن ترشح شفيق وتداعياته، كان مفيدا للدوحة أكثر، لاسيما في خلافاتها مع القوى العربية وخاصة الإمارات.

ظهور شفيق على قناة الجزيرة لإعلانه أنه منع من مغادرة الإمارات بعيدًا عن نيته الترشح للرئاسة وخوضه الانتخابات المقبلة، مثل فرصة قوية للدوحة لتشويه أبو ظبي، في وقت لم تكن الأولى قادرة بحملاتها التي شنتها قنواتها ومواقعها الإعلامية في الفترة الأخيرة على توجيه الرأي العام العربي ضد الإمارات.

فكان تلهف بعض المواقع القطرية والإخوانية مشهد شفيق على قناة الجزيرة والترويج لمزاعم احتجازه في الإمارات على غرار ما تم الترويج له في قضيه الحريري مع المملكة، أفضل من افلام وثائقية تكلفت مئات الآلاف الدولارات لتشويه الإمارات مؤخرًا، والذي كان أخرهم للانتقاص من دور الأخيرة في اليمن الذي عرف بـ "كيد الأشقاء" وهو فيلم اصطنعته قناة الجزيرة لخدمة قطر في حربها الإعلامية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

وبعيدًا عن استفادة قطر من هذا المشهد الذي لو توقعه الفريق أحمد شفيق كان سيفكر ألف مرة من إخراجه بهذا الشكل العبثي، فقد داخليًا رئيس وزراء مصر الأسبق الذي عينه مبارك على أملِ أنه قد يتمكن من احتواء تداعيات ثورة 25 يناير 2011، جزء من مؤيديه سياسيين كانوا أو مواطنين، كما أنه خسر التعاطف الداخلي الذي كان من المحتمل إن يكتسبه إذ كان خرج المشهد غير هكذا، كما خسر على المستوى الدولي دول المقاطعة الاربعة لقطر وبالأخص دولة الإمارات التي أقام فيها فترة الأربعة سنوات الماضية مقدمة له كافة اشكال الاحترام.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق