المرأة في الواحة.. "ملكة مسجونة" (صور)

الأحد، 03 ديسمبر 2017 08:22 م
المرأة في الواحة.. "ملكة مسجونة" (صور)
المرأة في الواحة
هناء قنديل - تصوير: عزوز الديب

رغم أن المرأة في الواحات البحرية، هي ملكة المنزل، ومدبرة شؤون أسرتها، دون تدخل من الرجل، فإنها في الوقت ذاته، مسجونة داخل جدران بيتها؛ لا تغادره إلا فيما ندر، ولأسباب قهرية، وبموافقة الزوج، وصحبته.
 
العادات والتقاليد الواحية، تجعل المرأة ملكة محددة الإقامة، أو مسجونة، داخل منزلها، لا تتجاوز حريتها في الحركة، والتنقل، جدران هذا البيت، بعد أن تنتقل إلى منزل زوجها مبكرا جدا، ودون الحصول على قسط كاف من التعليم.
 
وتروي سيدات الواحة قصصهن المتشابهة، فتقول حنان: "لم أكمل تعليمي بعد الثانوية العامة، وانتقلت لمنزل زوجي، متحملة مسؤولية الأسرة الجديدة، التي يتولى فيها الزوج الإنفاق، وتوفير الاحتياجات من الخارج، فيما أتولى أنا جميع شؤون المنزل الداخلية".
 
وأضافات: "حتى الآن تحكمنا التقاليد، والعادات التي توارثناها، منذ مئات السنين، ولا نفكر في تجاوزها؛ لما يمثله ذلك من خطأ اجتماعي يصعب أن يغفره الأهل، والأقارب، والأصهار".
 
وكشفت حنان عن استعدادات إحدى جاراتها للزواج، رغم أنها مازالت في مرحلة الدراسة الإعدادية.
 
أما نسمة، وهي واحدة من أوائل من حصلت على التعليم، في الواحات البحرية، فترى أن الوصول إلى درجة الجامعة، حلم بعيد المنال؛ وهو ما كان سببا في توقفها عند الحصول على دبلوم المعلمين.
 
وأضافت: "الجديد هذه الأيام، هو موافقة بعض الآباء على دخول بناتهن الكليات، حتى أصبح لدينا فتيات في كلية الطب، وإن كانت أعدادهن قليلة للغاية"، مشيرة إلى أن بعض الفتيات أردن التمرد على هذه الحياة، فلم يتمكن من الوصول لأبعد من العمل بصناعة الأواني الفخارية والمنسوجات اليدوية، كذلك أعمال الخياطة، وكل ذلك داخل المنزل، ودون مغادرة".
 
حالات إنسانية
وأمام الحالات الإنسانية، تنهار التقاليد الصارمة، وهو ما يبدو واضحا داخل مصنع التمر في الواحة، الذي يضم عددا من العاملات، اللاتي خرجن طلبا للرزق؛ من أجل تدبير نفقاتهن، في ظل عدم وجود من ينفق عليهن، أو رقة حالة، مع سقوطهن ضحايا للمرض.
 
وتلخص هذه الأوضاع سيدة ستينية، تدعى "عزيزة"، خرجت للعمل في المصنع؛ لتدبير ثمن ما يعرف بـ"الفلانشات الطبية"، التى تستخدم لعلاج انسداد الأمعاء، في ظل بلوغ زوجها الـ80، وعدم امتلاكه سوى معاش لا يتجاوز الـ450 جنيها، مع ابنة قاربت على سن الزواج.
 
وتقول الحاجة عزيزة: "حصلت على قرار علاج على نفقة الدولة، يوفر لي 15 فلانش علاج شهيرا، وهو عدد لا يكفي؛ مما يجعلني أحتاج شراء 10 فلانشات أخرى شهريا، بسعر 100 جنيه للواحد منها، وهو ما ستيغرق معظم دخلي، الذي لا يزيد عن 1500 جنيه كل شهر".
 
أما الحاجة إنتصار، فتعمل في المصنع ذاته؛ لتدبير احتياجاتها بعد انفصالها عن زوجها، دون الطلاق الرسمي، الذي ترفضه تقاليد الواحة، مضيفة: "معرفتش أخذ معاش المطلقة، ولدي طفل صغير، وفتاة على وش جواز، ووالدهما لا ينفق عليهما منذ تركنا".
 
 
المرأة في الواحة (1)
 

 

المرأة في الواحة (2)
 

 

المرأة في الواحة (3)
 

 

المرأة في الواحة (4)
 

 

المرأة في الواحة (5)
 

 

المرأة في الواحة (6)
 

 

المرأة في الواحة (7)
 

 

المرأة في الواحة (8)
 

 

المرأة في الواحة (9)
 

 

المرأة في الواحة (10)
 

 

المرأة في الواحة (11)
 

 

المرأة في الواحة (12)
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة