تليفون الرئيس "صنع في مصر"

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 07:22 م
تليفون الرئيس "صنع في مصر"
احمد ابراهيم يكتب:

وسط هذا الجو المحبط والحوادث الإرهابية التي تحاول إعاقة تقدم البلد وتهدد استقراره، وفي ظل التعاطي السيئ لوسائل الإعلام مع أزمة الفريق شفيق وسط هذا المناخ، أهدى وزير الاتصالات، أمس، الرئيس السيسي أول تليفون محمول "صناعة مصرية".. هذا الحدث أسعدني كثيرا وكان يستحق اهتمام إعلامي أكبر من أزمة الفريق شفيق وحتى من قرعة كأس العالم لأنه يمثل أكثر من معنى:

حيث يعتبر نقلة نوعية في الدخول إلى عالم التكنولوجيا والصناعة المتقدمة وهو حلم كنا ننتظره فالصناعة هي سبب تقدم الدول ورفاهية الشعوب وخاصة الصناعات التكنولوجية لأنها الإضافة الحقيقية للناتج القومي، أيضا يحقق أحلامنا في توطين التكنولوجيا وهذا لن يحدث إلا من خلال الاهتمام بالتصنيع المحلي وعدم الاعتماد على الاستيراد وأعتقد أن هذا ما يسعى إليه الرئيس السيسي ويحاول تحقيقه. 

التليفون المحمول من إنتاج شركة "سيكو"، وهى شركة خاصة مصرية مقرها المنطقة الصناعية بمدينة أسيوط الجديدة ولهذا أكثر من دلالة الأولى أن الدولة أصبحت مؤمنة بدور القطاع الخاص في التنمية وتشجعه لأنه هو الحل وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة للبلد تأتي أهمية الاعتماد على المستثمر الوطني الذي يحمل بلده وقت الشدائد.

الدلالة الأخرى أن وجود المصنع في أسيوط حيث المناطق الأكثر احتياجا يساعد في تنميتها ويفتح فرص عمل لأبناء الصعيد بل قد يكون سببا في هجرة عكسية من القاهرة والدلتا إلى الصعيد، أما بخصوص التليفون المصري الذي تسلمه الرئيس أمس وأتمنى أن يستخدمه حتى يعطى القدوة لكل المسئولين والمواطنين في شراء المنتجات المحلية فحسب ما سمعت من وزير الاتصالات فإن مواصفاته عالمية ونسبة المكون المحلي فيه 45% وأسعاره تناسب الجميع من 200 حتى 4000 جنيه

وسوف يطرح منه 8 موديلات ويدعم تكنولوجيا الجيل الرابع وإنتاجه للسوق المحلية والتصدير لإفريقيا والوطن العربي، أما رئيس الشركة المستثمر المصري المهندس محمد سالم، أكد أن حجم استثمارات المشروع 400 مليون جنيه، وسوف تصل إلى مليار ومائتي مليون خلال الأعوام القادمة وأنها نفس الشركة التي أنتجت التابلت المصري وأنه صنع بالأيدي المصرية والخبرة الصينية وهذا يؤكد أن مصر لا تنقصها الكوادر والعقول ورغم سوء حالة التعليم فإن شبابها ما زال بخير الفوائد كثيرة من الحدث والذي نتمنى أن يتكرر يوميا مع صناعات أخرى وبتشجيع ودعم الرئيس شخصيا.

الإعلام يجب أن يعطي أولوية للصناعة والاستثمار وتناول مثل هذه الموضوعات الجادة ولا يشغل الناس معه في معارك فارغة تؤدي إلى مزيد من الانقسام والاستقطاب والإحباط لو فعل الإعلام ذلك فسوف يسهم بدرجة كبيرة في حل مشاكل كثيرة في المجتمع.

كام مواطن في مصر كان يعلم بوجود مصنع في أسيوط لإنتاج التليفون المحمول؟ أو أن لدينا صناعات متميزة في الكابلات الكهربائية والحديد والصلب والسجاد وصناعات أخرى متميزة تغزو الأسواق العالمية، ولكن وسائل الإعلام تتجاهلها كما تتجاهل ملايين المواطنين الذين يعملون بإخلاص وضمير.

هناك قضية أخرى خطيرة وهي تجاهل الإعلام للمشروعات الخاصة الناجحة فما زالت هناك عقول متخلفة تعتبر أن تسلط الضوء على النماذج الناجحة بمثابة إعلان وليس إعلام وأن استضافة أصحابها شبهة هذا الفكر يجب نسفه وسوف نناقش هذه القضية في مقالات قادمة.

تناول الإيجابيات لا يساعد فقط على تعظيمها، وبالتالي مزيد من التقدم والتنمية ولكنه يبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس المواطنين، ولتحيا مصر بالعمل والإخلاص.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة