ذكرى وفاة الملهم.. رحلة نيلسون مانديلا من ظلمات السجون للقصر الرئاسي

الثلاثاء، 05 ديسمبر 2017 06:00 م
ذكرى وفاة الملهم.. رحلة نيلسون مانديلا من ظلمات السجون للقصر الرئاسي
نيلسون مانديلا
كتبت ريهام عبد الله

"الجبناء يموتون مرات عديدة، والشجاع لا يذوق الموت إلا مرة واحدة".. دفع المناضل نيلسون مانديلا، ثمنًا باهظًا لدفاعه عن حرية الأفارقة والبسطاء من أبناء شعبه.

في 5 ديسمبر قبل 4 سنوات، في غادر المناضل الإفريقي عالمنا عن عمر ناهز 95 عاما، بعد حياة طويلة مليئة بالمعاناة والكفاح والألم ومواجهة العنصرية.

هو رولهلالا نيلسون مانديلا، أو كما عُرف عند الناس باسم (مانديلا)، ويعتبر أحد أشهر المناضلين الأفارقة وأكثرهم تأثيرًا، ولد في 18 يوليو عام 1918م في جنوب إفريقيا، وتحديداً في قرية مفيتزو التابعة لمنطقة ترانسكاي.

كان والده رئيساً لقبيلته، وتوفي والد مانديلا وهو بعمر صغير، ولكن تم تعيينه خليفةً له حتى يتمكن من حُكم القبيلة، وفي عام 1930م التحق مانديلا بمدرسة ابتدائية حتى يتمكن من الحصول على الشهادة الدراسية الأولى، ثم قرر أن يكمل دراسته للبكالوريوس في جامعة فورت هار، ولكن في عام 1940م تم فصله من الدراسة الجامعية؛ بسبب مشاركته بمظاهرة طلابية، ولكنه قرر أن يكمل دراسته الجامعية فدرس بجامعة جوهانسبرغ، ثم أكمل دراسته في جامعة ويتواتر ليحصل على درجة البكالوريوس في الحقوق.

بدأ مانديلا تاريخه السياسي، عضوا في الكونجرس الإفريقي عام 1944 كناشط في البداية، ثم كمؤسس، ثم رئيسا للمؤتمر الوطني الإفريقي الممتاز للشباب، وأخيرا، وبعد سنوات السجن، استمر رئيسا له.

عمل بالمحاماة وافتتح أول مكتب له في جوهانسبرغ مع شريكه أوليفر تامبو، واشتركا الاثنين في تأسيس حملة لمكافحة التمييز العنصري، وهو النظام الذي ابتكره الحزب الوطني للبيض، والذي قام باضطهاد الأغلبية السوداء، وفي عام 1956 وجهت إليه تهمة الخيانة العظمى ولـ155 ناشطا آخرين، ولكن التهم أسقطت عنه بعد أربع سنوات من المحاكمة.

وفي ذات الوقت، كان حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يعاني انقسامًا داخليًا نظرًا لأن بعض أعضائه كانوا يرون أن النشاطات السلمية لم تعد مجدية في وجه سياسات القمع والتعسف للحكومة، وهو ما دفع مانديلا لتغيير وجهة نظره عام 1961، واعتنق الفكرة القائلة بأن الكفاح المسلح هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير المنشود، فشارك مع غيره من المناضلين في تأسيس الجناح المسلح لحزب المؤتمر الأفريقي، والمعروف باسم " اومكونتو وي سيزوي". كذلك، قاد مانديلا في ذات السنة إضراب العمال الذي استمر لثلاثة أيام، فاعتقلته السلطات وحُكِم عليه بالسجن لمدة 5 أعوام، ولكن تم إعادة محاكمته مرة أخرى سنة 1963، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.

أمضى مانديلا في جزيرة روبن 18 عامًا من سنين سجنه البالغة سبعًا وعشرين، وأصيب خلالها بالسل، فلم يحظَ بالمعاملة الطبية المناسبة نظرًا لأنه سجين أسود، ولم يقف السجن حائلًا أمام طموحه الجامعي، فحصل على درجة البكالوريوس في القانون عبر نظام المراسلة مع جامعة لندن.

وفي عام 1982، نُقِل مانديلا مع غيره من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى سجن بولسمور.

وفي 11 فبراير 1991 تم إطلاق سراحه، وإلغاء أحكام الإعدام في البلاد، وإزالة القيود عن الأحزاب، وتم انتخابه رئيسًا للمؤتمر الوطني الإفريقي سنة 1991، وتفاوض مع رئيس البلاد آنذاك، فريدريك ويليام دي كليرك، على إجراء أول انتخابات متعددة الأعراق في البلاد.

 وفي عام 1993، حاز مانديلا وكليرك جائزة نوبل للسلام نظير عملهما المشترك لإنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وهكذا أُجريت أول انتخابات ديمقراطية في البلاد بتاريخ 27 أبريل 1994، ليصبح بذلك مانديلا أول رئيس أسود في تاريخ جنوب إفريقيا.

وفي سنة 2004، أعلن مانديلا رسميًا عن تقاعده عن الحياة العامة، وعاد ليعيش في قريته كونو، إلى أن وافته المنية في شهر ديسمبر سنة 2013، في منزله بمدينة جوهانسبرج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق