تفكيك الفكر الإرهابي!

السبت، 09 ديسمبر 2017 10:10 ص
تفكيك الفكر الإرهابي!
أحمد ابراهيم

قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس المحتلة والاعتراف بأنها عاصمة للعدو الإسرائيلي لا يمكن قراءته بعيدا عن الحوادث الإرهابية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وانهيار بعض دولها، فالرئيس الأمريكي اتخذ قراره الأسود بعد اطمئنانه إلى انهيار جيوش الدول العربية وانشغال كل دولة بنفسها وبمشاكلها الداخلية وفقا لمخططات الغرب الداعمة للإرهاب والحاضنة للجماعات الإرهابية.

الغرب ربط الإرهاب بالإسلام وللأسف الشديد نحن "بلعنا الطُعم" وظللنا ندافع عن أنفسنا كأننا متهمون على الرغم من أننا أبدًا لم نكن مُعتدون بل دائما مُعتدى علينا ومُغتصب أراضينا وثرواتنا وحروبا فرضت علينا لتحرير أرضنا كما أننا لم نقتل الملايين بالقنابل الذرية كما فعلت أمريكا في اليابان أو بأسلحة الدمار في الحرب العالمية الأولى والثانية هم الإرهابيون والداعمون للإرهاب ونحن الضحايا المغلبون على أمورهم. 

الرئيس التركي خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة البرلمانية لحزبه الأسبوع الماضي قال "الإرهابيون الذين خرجوا من الرقة أُرسلوا إلى سيناء" هذا الكلام في منتهى الخطورة ويستحق المساءلة الدولية فالصياغة مبنية للمجهول حيث قال "أُرسلوا" فمن أرسلهم؟ ومن يستخدمهم؟ وينفق عليهم؟ وكيف دخلوا إلى سيناء؟، ومن المعروف أن مدينة الرقة السورية كانت معقل تنظيم داعش الإرهابي فالحل الوحيد أن يدخلوا إلى سيناء عن طريق إسرائيل لأنني أستبعد أن يكون ذلك من خلال غزة بعد إجراء مصالحة مع حماس فلن تشارك في هذه الجريمة البشعة.

لم يعد هناك مجالا للشك بأن العمليات الإرهابية التي تحدث في مصر تقف خلفها دولا سواء في التخطيط أو التمويل، فالإرهابيون يمتلكون أسلحة حروب كما أن معظمهم أجانب، وما تعرضت له مصر خلال السنوات الأربع الماضية لم تتعرض له على مدار تاريخها، ولولا يقظة الشعب المصري وعظمة جيشه وشرطته لكان مصيرنا مثل دول كثيرة حولنا.

مصر بالفعل تدافع عن العالم وتحارب الإرهاب وحدها نيابة عنه كما قال الرئيس السيسي والغرب هو راعي وحامي الجماعات الإرهابية وهذا يتطلب تكاتف أكثر من المواطنين وكل مؤسسات الدولة ولهذا جاءت أهمية الصالون الثقافي الشهري للدكتور أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ورئيس جامعة المنصورة الأسبق حيث ناقش "كيفية تفكيك الفكر الإرهابي" تحدث فيه الدكتور محمد المهدي رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى للرد على الفكر المتطرف والدكتورة سهير لطفي أستاذ علم الاجتماع ورئيس المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية السابق واللواء دكتور احمد جاد منصور رئيس أكاديمية الشرطة السابق والدكتور مصطفى رجب عضو مؤتمر الأزهر لتجديد الخطاب الديني وبمشاركة نخبة من المفكرين والمسؤولين والمهتمين بالشأن العام.

وكل المشاركين أكدوا على مسئولية أجهزة الدولة في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه من المنبع وتطوير التعليم حتى يخلق لنا أجيال متسامحة تنبذ العنف والتعصب وتقبل النقد كما يجب تنقيه المناهج الأزهرية من كل الأفكار التي قد تحرض على الكراهية، الثقافة والشباب والأوقاف والأزهر والإعلام والفن والاستثمار والاقتصاد كل هذه المؤسسات دورها غاية في الأهمية للقضاء على الإرهاب من جذوره وقبل المواجهة الأمنية،أيضا الإسراع في التنمية وتوفير فرص عمل للقضاء على الفقر الذي يساعد الإرهابيين على استقطاب الشباب العاطل عن العمل.

الشعب المصري بطبيعته مسالم وأحلامه بسيطة حيث يرضى بالقليل لذلك فهو يكره العنف والتعصب والتشديد ويساند مؤسساته الوطنية وتحمل الكثير حتى يحافظ على وحدة وتماسك بلده لذلك أبدا لم ولن تنجح الجماعات الإرهابية هي ومن ورائهم في تحقيق أهدافهم القذرة قد يُعرقلون مسيرتنا بعض الوقت ولكنهم أبدا لن ينتصروا على الشعب المصري العظيم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق