هل الأزهر فرس رهان بن سلمان لتجاوز الوهابية

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 08:18 م
هل الأزهر فرس رهان بن سلمان لتجاوز الوهابية
إسماعيل رفعت يكتب:

من لم يشاهد متغيرات المشهد الدينى فى مصر وفى المنطقة العربية، والعالم أجمع فهو غائب عن مشهد حضره الجميع إلا هو!.
 
فمتغيرات المشهد الدينى المتداخل عنوة فى السياسة مرتبط بداعش التى تفجر الجامع والكنيسة باسم الله كوكيلا عنه فى الأرض بمبادرة منها ودون سند، وربط فكرها بالإسلام من باب التدليس لإضفاء قدسية على قول وفعل الشيطان الذى تنتهجه.
 
فى المقابل تواجه المنطقة وخاصة القدس الشريف، اجتياح لدولة احتلال دينية اتخذت من اسم نبى اسما لها لإضفاء شرعية على نفسها عند ثلثى العالم اليهود، والمسيحيين، والصهاينة، والمسيحين المتصهينين، والذى ينتظرون وعد ظهور المسيح بهيمنة صهاينة التدليس على أرض الميعاد.
 
وفى المملكة العربية السعودية تتلاحق المتغيرات، المتعاقبة والمتسارعة التى بدت ظاهرة أن بن سلمان يتخلص الآن من الوهابية السياسية، بتخلصه من التيار القديم الذى تدرج فى دولاب الجد المؤسس عبد العزيز آل سعود، وملامح تحول فى المشهد الدينى بالتخلص من الوهابية الدينية، ما يلح فى طرح سؤوال مهم: هل يستعين بن سلمان بالأزهر لنزع الوهابية؟.
 
بن سلمان لو نجح لكان المؤسس الثانى، الذى سيحول السعودية التى تظهر رأسا للحلف السنى، من مملكة حكم آل سعود بفكر بن عبدالوهاب، إلى مملكة بن سلمان، بفكر معتدل يتجاوز الوهابية السياسية والدينية، فبن سلمان أتاح للمرأة مالم يكن يقبله سابقوه، من قيادة السيارة إلى قيادة المشهد حيث ستعمل واعظة (يعنى مرشدة وموجهة)، وتفتتح المملكة دور سينما، وتتجه إلى مشروع إقليم سياحى (مشروع نيوم) بمشاركة مصر والأردن.
 
لا شك أن متغيرات تحدث فى السعودية سوف تؤثر فى مصر كما تؤثر مصر فى السعودية، فالتيار المتمسلف الذى يسمى نفسه بـ(السلفية) تجاوزا، امتداده يقع تحت أقدام بن سلمان ومن شغل سلطته سابقا، وقد عانت منه مصر فى العقود الأخير فبمجرد زيارة لوفد سعودى إلى مصر يعلوا صوت أتباع هويته التى تتركها المملكة يبدعون ويفسقون، بعد أن أطلقتهم المملكة القديمة فى مواجهة الشيعة فرقاء اليوم، وأصدقاء الخمسينات حيث كانت تدعم السعودية الإمام البدر "الزيدي" الذى كان يحكم اليمن، وشاه إيران رضا بهلوى، وبعد التحولات الأخيرة أنهت المملكة الجديدة بقيادة بن سلمان ورقة السلفية الفاشلة، نحو اعتدال "أزهرى" ألمحت إلى الدفع بها فى إزاحتها بعد إشادة رابطة العالم الإسلامى الكائن مقرها فى مكة المكرمة وصحيفتها بقافلة الأزهر بتايلاند ووسطيته.
 
وفى مصر نقف على اعتاب متغيرات منتظرة تجاه القضية الفلسطينية، التى باتت ماسة الحاجة إلى دعمها وعرض متغيرات الوضع لتغيير فتوى زيارة القدس التى يحرمها الأزهر والكنيسة، وكان يحلها الدكتور على جمعة المفتى السابق، وأوجبها قبل يومين لدفع المقدسيين فى معركة التهويد، حيث يجل شيخ الأزهر هيئة كبار العلماء ويضع بيدهم التصرف كونهم أهل الحل والعقد، ونسى أن معظمهم فى العقد الثامن من العمر ومعتكفون حول مائدة وخلوة القرأن فى بيوتهم، ولا يدركون كل المتغيرات، ولا علاقة لهم بفضاء السوشيال ميديا، والإعلام، إذ أن شيخ الأزهر نفسه لا يشاهد إلا نشرة التاسعة بالتلفزيون المصرى، ولا يقرأ إلا ما يعرض عليه، ولا يتعامل مع الإعلام إلا حيث وجد فى الإمارات أو الدول الغربية فقط.
 
الأوقاف المصرية، لم تغب عن المشهد إذ تلمح إلى حمل لواء العمل الدينى من أبسط الأمور، وصولا إلى الفتوى ونقض كتب التراث، ومراجعتها، هى تلمح، ولم تصرح، ولن تعلق، إذ أن التصريح يدخلها فى معركة مع الأزهر، مبدية انحيازها إلى برنامج الإمام المجدد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق