"أنا مش شمال".. قصص مخلوطة بدموع المطلقات

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 06:11 م
"أنا مش شمال".. قصص مخلوطة بدموع المطلقات
خاتم زفاف- أرشيفية
ماريان ناجى

"دي واحدة شمال".. أصبح ذلك اللفظ دارجا خلال الفترة الماضية، خاصة مع المرأة المطلقة، والتي يعتقد مرضى النفوس، أنها أصبحت مباحة ومن حق الجميع أن يتنافس عليها، وبالرغم من رفض المجتمع وتجريمه للعلاقات الجنسية التي تتم في إطار غير مشروع، إلا أن العديد من شياطين الأنس يعتقدون أن في المرأة المطلقة حقا لهم.
 
(أجسادهن غنيمة لنا).. تعبيرا مقتبس -من أقوال كفار الأفلام السينمائية- إلا أنه يعبر بشكل كبير عما يدور في نفوس المرضى من شياطين الإنس، راغبي المتعة الحرام، ووصفهم للمستضعفين من النساء -المطلقات- بأنهم "شمال".
 
"صوت الأمة" يرصد حقيقة قضية التعامل مع المطلقات ونظرة بعض أصحاب النفوس الضعيفة لها.

الشغل ماله ومال العلاقات المحرمة
لم تكد دموعها تتوقف حزنا على طلاقها -رغم أنه برضاء الطرفين- وبدأ سيل من الكلمات الجارحة من أقرب الأقربين، إضافة إلى النظرات الجارحة والطامعة في المطلقة حديثًا.. قررت أن تتجاهل نظرات المجتمع وكلماته الجارحة والنظر إلى مستقبلها -تبدأ النزول إلى العمل- حتى تتمكن من رعاية طفلتها حديثة العهد.
 
"يابنتي خلي بالك من تحركات أنت مطلقة.. أنتي هتروحي فين؟.. طيب هتيجي أمتي؟".. كانت تلك هي الكلمات التي تصادف "نسرين" سيدة العقد الثالث، كلما توجهت إلى عملها ذهابا وإيابا، إضافة إلى نظرات ساكني منطقتها السكنية، وبالرغم من تجاهلها تلك النظرات والكلمات، إلا أن الطامعين لحقوا بها حتى في مقر عملها.
 
كانت جولة شاقة خاضتها سيدة العقد الثالث، حتى تمكنت من الحصول على عمل لائق.. وبعد فترة من المجهود المبذول لإثبات ذاتها بدأت تحصد ثمار مجهوداتها، إلا أن أحد مرؤوسيها حاول أن يراودها عن نفسها، كمكافأة له عن تقديرها في العمل، وحين رفض تعرض لها بألفاظ خارجة، قائلا: "أنتي هتعملي عليا محترمة".. وهو ما دفع "نسرين" للمكوث خلف جدرا والدها منتظرة الموت- على حد زعمها.

حتى أهلي شككوا في سلوكي
كانت الفرحة تملؤها في انتظار الليلة التي تجمعها بفارس الأحلام، الذي لطالما تحدت الصعاب حتى يجمعهما بيتا واحدًا.. وما أن جمع القدر بينهما، حتى بدأت الخلافات تدق أجراس أبوابهما الساكنة، باحثة عن السبيل لنهاية العلاقة كأنا يأملا أن تدوم إلى الأبد.
 
شهور قليلة جمعت "ر"، بفارس أحلامها، قبل أن يحكم الخلاف قبضته على نفوس العاشقان، ويكون الطلاق هو مصيرهما.. ولكن "ر" لم تسلم من ألسنة الطامعين ونظراتهم، وبالرغم من ذلك حاولت أن تتماسك، حتى جاءتها الطعنة من أقرب الأقربين.
 
"أنتي هتروحي فين؟.. أنتي عايزه الناس تقول عليكي وعلينا أيه؟.. آه مانتي خلاص أطلقت وفكره أن محدش هيقدر عليكي.. مفيش خروج من البيت".. كانت تلك هي كلمات الأهلي -خوفا من كلمات المحيطين- التي أسكنت الغضب في نفس "ر"، وجعلتها تشكك في نفسها وتلجأ إلى الأدوية التي تجعلها تنام بالأيام والليالي حتى سكنت غرف إحدى المصحات النفسية لعدة أشهر.

نظرة طليقي أفضل من المجتمع
عشرتهما دامت لسنوات عدة، وكان الحب قد خلد بمولد طفلين هم كل ما كانا يأملا أن تحتضنهما الحياة، ويشهدا الحب في كل سكنات منزلهما الدافئ، حتى أسقطت الخلافات حبهما في الهاوية، وفي لحظة غضب كان الطلاق الشفهي مصير الزوج التي حاولت جاهدة أن تحافظ على بيتها الدافئ.
 
"نظرة طليقي أفضل من نظرة المجتمع".. بهذه الكلمات بدأت الزوجة الباكية "م.ح"، حديثها، مشيرة إلى أن المجتمع عقب أن يعلم بطلاق السيدة، ينظر إليها وكأنها أصبحت مباحة وملكا للجميع، وبالرغم من رفض الرجوع إلى زوجي كونه فرط في بطريقة سريعة، إلا أنني قبلت بأن نقيم معا لتربية أطفالنا خاصة وان الطلاق لم يتم بشكل رسمي عند أحد المأذيين- على حد زعمها.
 
وأكدت "م.ح"، أن الحياة توقفت بينها وبين زوجها، إلا أن ما يجمعهما هو الحرص على مستقبل أطفالهم والحفاظ عليه، مشيرة إلى أنها لا تبقى معه أسفل سقف المنزل وحدها مطلقا، فهي تترك المنزل مصاحبة لأطفالها يوميا في الساعات الأولى للصباح ثم تصطحبها من المدرسة لتعود معهم إلى سكنات منزلها الذي كان يحمل الدفء فيما مضى.

الشرع والشارع لم يتفقا على تكريم المرأة
في ذات السياق، قال الدكتور محمد فليفل أستاذ الصحة النفسية والعلاج النفسي بجامعة الأزهر، إن نظرة المجتمع أتت من "الشرع والشارع" معا، مشيرا إلى أن "الشرع" كرم المرأة، ولكن "الشارع" لم يكرمها، فمن أين أستقى معلوماتي فأنني أستقى المعلومات من "الشرع والشارع"، والشارع دائما يظلم المرأة المطلقة بشكل شديد، ولا يراعى أي شيء ولا يطرح على نفسه بعض الأسئلة مثل، لماذا تم التفكير في الطلاق؟ أو من المتسبب في الطلاق؟.
 
وتابع "فليفل"، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة": "هناك أبعاد نفسية لهذا الموضوع وتختلف من إنسان مثقف لإنسان غير مثقف، فأن غير المثقف ينظر إلى المرأة أنها (شمال) لكن الذي يمتلك ثقافة كافية قد يضع لها عذرها -قد يكون موجود أو غير موجود- ولكنه لا ينظر إلى أنها غير شريفة.
 
وأضاف: "جميع المجتمعات وأن اختلفت ثقافاتها مريضة نفسية ويختلف نسبة المرض من مجتمع إلى أخرى، ولا يوجد مجتمع على وجه الأرض غير مصاب بأمراض نفسية، فالمجتمعات الغربية أكثر مرضا من المجتمعات الشرقية".
 

 

تعليقات (3)
مجتمع غالبيته جاهله
بواسطة: عبدالله ابوطالب
بتاريخ: الخميس، 21 ديسمبر 2017 05:20 م

الجهل هو السمه الغالبه علي معظمه المطلقه هي سيده ضاقت بها السبل في إصلاح زوج لا يبالي او زوج اناني وهي تتحمل ما يطيق الرجل تحمله فمعظم الرجال المطلقيين يتهربون من الإنفاق علي أطفالهم وتتحمل المطلقه مسؤلية الإنفاق و التربيه واني أرى أغلب المطلقات يقع عليهم ظلم كبير سواء من الاهل ومن المجتمع

مطلقات المحاكم
بواسطة: رجل
بتاريخ: الجمعة، 22 ديسمبر 2017 12:58 ص

مطلقات المحاكم يستغلهم المحاميين وهم على استعداد لفعل اي شئ عشان الفلوووووس واذلال طليقها من اول حرمانه من اولاده لغاية سرقته ونهب كل مايملك واذا قلت لها حرام تقولك القانون معايا والقانون من الشرع! جهلهن وطمعهن يجعلهن عرضة للاستغلال الرخيص بسهولة

القوانين والمجتمع
بواسطة: احمد زكي
بتاريخ: الجمعة، 22 ديسمبر 2017 09:27 ص

عندما يصل نسبة الطلاق ل 48? منهم 66? خلع و20? طلاق للضرر يجب ان نبحث عن الاسباب فنجد ان المنظمات النسائيه تعتلي منابر اعلاميه وتحرض المرأه على ان تصبح سنجل ماذر

اضف تعليق


الأكثر قراءة