جهزوا الكاميرات أو شدوا البطاطين.. "الانقلاب الشتوي" يقطع شروق الشمس بالكرنك وقصر قارون

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017 11:49 م
جهزوا الكاميرات أو شدوا البطاطين.. "الانقلاب الشتوي" يقطع شروق الشمس بالكرنك وقصر قارون
تعامد الشمس
محمد محسوب

يبدأ في مصر اليوم، "الانقلاب الشتوي" أو ذروة فصل الشتاء، حيث يكون أطول ليل خلال 2017 وتبدأ ساعات الليل في الانخفاض تدريجيا، وساعات النهار في الزيادة، حتى الوصول إلي الانقلاب الربيعي، حينما تتساوي ساعات الليل مع النهار

.ما هو الانقلاب الشتوي

74-112932-resize


مصطلح "انقلاب شتوى" أُطلق نظراً لظاهرة انعكاس ميل الشمس على سطح الأرض، حيث ستكون الشمس ليست كما هي معتاد عليها في فصل الصيف، بينما سيكون شعاعها مائلاً بشكل كبير، خاصة في مناطق نصف كوكب الأرض الشمالي، وقد تكون عمودية بعض الشيء في المناطق الجنوبية من كوكب الأرض.

أشعة الشمس على المحور الرئيسي لمعبد الكرنك بالأقصر اليوم
 

19033524831482301978

مصر تشهد اليوم ظاهرة فلكية نادرة ، حيث تشرق أشعة الشمس على المحور الرئيسي لمعابد الكرنك بالأقصر، حيث تشرق أشعة الشمس في قدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم.

هذه الظاهرة، التي تحدث يوم الانقلاب الشتوي في معابد الكرنك، تتميز عن التي تحدث نفس اليوم أيضا في معبد قصر قارون، بأن زائري الكرنك سيتمكنون من رؤية قرص الشمس وأشعتها التي تنتشر في جميع أرجاء المعبد، في حين أن ضوء الشمس في معبد قصر قارون سينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة فقط.

لغز تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية

وتؤكد ظاهرة تعامد وشروق أشعة الشمس على المعابد المصرية دراية القدماء المصريين بالحركة الظاهرية للشمس حول الأرض، حيث كانوا يقومون بتشييد المعابد مواجهة للشمس لتسجيل ظاهرة فلكية أو حدث يسجل مولد للإله أو لتسجيل أحداث فلكية، كما في معبد أبو سمبل الكبير بأسوان، والذي يسجل فيه التعامد بدء فصلى الزراعة والحصاد.

زائرو الكرنك سيتمكنون من رؤية قرص الشمس، وهو يتوسط البوابة الشرقية، والتي تقع على المحور الرئيسي له، والذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس، والذي يحدد فلكيا بيوم الانقلاب الشتوي.

أسباب اهتمام المصريين القدماء بالضوء

معبد-الكرنك-6


ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي اعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللاحركة، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة، خاصة في فصل الشتاء، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.

معبد قصر قارون بالفيوم

1220142184931


وبالنسبة لمعبد قصر قارون بالفيوم، فستشرق الشمس على قدس أقداس المعبد، الذي كرس لعبادة الإله سوبك "الإله ذو رأس التمساح"، وستتعامد الشمس أولا على قرص الشمس المجنح على مدخل المعبد، ثم تتعامد على المقصورة الوسطى والمقصورة اليمنى، ولكنها لا تتعامد على المقصورة اليسرى وربما يكون التعامد على تمثال الإله في المقصورة اليمنى وعلى المركب في المقصورة الوسطى، ولا تقترب الشمس من مومياء التمساح التي تمثل إله التمساح سوبك، لأن المومياء المفترض أنها في العالم الآخر المظلم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق